متحف الزعيم جمال عبد الناصر
«متحف الزعيم».. حكايات من النضال والكفاح
السبت، 02 أكتوبر 2021 - 11:47 ص
أحمد دياب
فى سبتمبر 2016، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، متحف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والذى يضُم بين جنباته كل المُقتنيات التى تحكى قصة حياة وكفاح الزعيم الراحل، ويُعد المتحف إنجازًا ثقافيًا وقوميًا يوثق للأجيال مسيرة حياة زعيم ناضل من أجل شعبه، فاستحق أن يبقى فى قلوب المصريين مدى الحياة.
وفى الذكرى 51 لوفاته قامت آخرساعة بجولة داخل المتحف، الذى يقع بمنشية البكرى فى حى مصر الجديدة، المكان الذى شهد أخطر القرارات المصيرية المتعلقة بتاريخ مصر، وعُقدت فيه اجتماعات مجموعة تنظيم الضباط الأحرار لوضع أهداف ثورة يوليو، واجتماعاته مع زعماء العالم مثل نهرو، وجورباتشوف، والملك حسين بن طلال، والعقيد معمر القذافى، وغيرهم، وشهد أيضًا الكثير من لحظات فرح وحزن الزعيم.
المكان كان فى الأصل مخصصا لإقامة أسرته بعد وفاته بناء على مرسوم حكومى ثم آلت ملكية هذا المنزل إلى الدولة مرة أخرى بعد وفاة قرينته تحية كاظم عام 1990 ليظل البيت مهجورا يعانى من الإهمال الشديد، حتى صدر قرار من رئاسة الجمهورية فى عام 2007 بتحويل المنزل إلى متحف لضم كل متعلقاته ووضعها به لتكون مزارا لطلاب المدراس والجامعات لمعرفة تاريخه البطولى وكفاحه خلال فترات سطرت تاريخ مصر الحديث.
المتحف مقام على مساحة تزيد على 13 ألف متر مربع، منها 1300 متر مقام عليها المنزل، والمكون من دورين، بينما شكلت الحديقة بقية المساحة، وبدأ العمل بالمتحف عام 2011 عندما منحت أسرة الرئيس جمال عبدالناصر جميع متعلقاته إلى قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وهى الجهة المختصة بتطوير المكان، بينما تولى التنفيذ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة.
سهى أحمد، مديرة المتحف، قالت: إن باب زيارة المتحف متاح مجانا للجمهور فى ذكرى يوم رحيل الزعيم فى 28 سبتمبر ويوم مولده 15 يناير وفى كل المناسبات القومية، إضافة إلى أن المتحف مفتوح للزيارة للجمهور من جميع الأعمار كل يوم ماعدا يومى الجمعة والإثنين من العاشرة صباحا حتى الثالثة عصرا.
أمام المدخل الرئيسى للمنزل كانت تقبع اسيارة أستونب اشتراها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1946 بعد عامين من زواجه من السيدة تحية كاظم، وهى نفس السيارة التى تجول بها جمال عبدالناصر وقت اندلاع شرارة ثورة 32 يوليو 1952 فى شوارع القاهرة لمعرفة آخر تطورات خطة الثورة التى وضعها مع زملائه الضباط الأحرار.
عند الدخول إلى المتحف، نلاحظ مجموعة صور كبيرة بالحجم الطبيعى للزعيم جمال عبدالناصر وعددا من الصور الأخرى التى تحكى فترات من حكمه، ويصاحب ذلك خطاب بصوته، وعلى اليسار نجد قاعة المقتنيات التى تضم عددا من الأوسمة والنياشين التى حصل عليها الزعيم الراحل من رؤساء وملوك الدول، كما يوجد عدد من التماثيل لرأس الزعيم من أعمال الفنان جمال السجينى، إضافة إلى عدد من الكاميرات المختلفة حيث كان يهوى ممارسة التصوير فى أوقات فراغه.
وأمام القاعة الرئيسية للمقتنيات يوجد ممر مكتوب أعلاه اقاعة منشية البكرىب وهو يؤدى إلى المنزل الذى أقام فيه عبدالناصر، ووضع فى الممر عدد من الصور لعائلة الرئيس وزوجته وأبنائه الخمسة التقطت لهم داخل المنزل على فترات متباعدة.
داخل البيت بمنشية البكرى تم الاحتفاظ بالقاعات الرئيسية التى تستوجب المحافظة عليها دون أى تغيير فى المكتب الرئيسى بالدور الأرضى والأول والصالونات الملحقة به فضلا عن غرفة نوم الرئيس عبدالناصر التى كانت تضم جهاز التلفاز والراديو بالإضافة إلى جهاز الأسطوانات كان يستمع عليه للقرآن الكريم بواسطة أسطوانات لكبار القراء للقرآن الكريم أمثال الشيوخ الحصرى ومحمد رفعت ومصطفى إسماعيل، وغرفة المعيشة التى كانت تجتمع فيها الأسرة وصالونين بالدور الأرضى لإعطاء صورة كاملة للزائرين عن بساطة البيت وطبيعة الحياة التى كانت بداخله، وتم تجهيز عدد من الغرف بالدور الأرضى متحفيا ولذلك لعرض مقتنيات الرئيس عبدالناصر الشخصية من الأدوات والملابس..الخ.
فى غرفة الانتظار وقبل الدخول إلى مكتبه بالدور الأرضى هناك صورة له معلقة على الحائط وهو برتبه مقدم ابكباشىب وعلى مكتبه الملحق بغرفة نومه بالدور الثانى وجدنا صورة واحدة فقط لقرينته تحية كاظم.
المتحف يضم أكثر من 170 صورة نادرة للرئيس الراحل فى مراحل حياته المتنوعة، كما يضم عددا كبيرا من مقتنياته الشخصية وبعض العملات الورقية والفضية والطوابع التى صدرت فى تلك الفترة، إضافة إلى عدد من الرسائل التى كتبها عبدالناصر إلى بعض رؤساء العالم فضلا عن نص قرار تأميم قناة السويس، وخطاب التنحى والتقرير الطبى لوفاته.
الجزء الثانى من مسار المتحف يطلق عليه احكاية شعبب ويرصد من خلالها أهم مراحل كفاح الرئيس عبدالناصر، ويبدأ هذا المسار من بهو المتحف ثم ينتقل إلى الدور الأول وذلك من خلال الأحداث وبداية من وضع مصر قبل ثورة 1952 والأحداث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التى عجلت بقيامها ثم تتابع سرد الأحداث من بناء السد العالى وتأميم قناة السويس والعدوان الثلاثى والوحدة بين مصر وسوريا وحرب 67 وحرب الاستنزاف وذلك من خلال عرض يعتمد على وسائط للفيديو والوسائل السمعية فضلا عن مجموعة من المعروضات المتعلقة بالأحداث المختلفة والتى تنتهى بوفاته عقب انتهاء القمة العربية فى 1970، حيث يتم عرض فيه مجموعة من المقتنيات النادرة للرئيس عبدالناصر من الأوسمة والنياشين والهدايا التذكارية والخطابات المتبادلة بينه وبين زعماء العالم بالإضافة إلى المكتبة المخصصة التى تضم أمهات الكتب والأبحاث والمواد السمعية والبصرية التى توثق حياة عبدالناصر وتاريخ مصر خلال هذه الفترة.
وفى قاعة الأوسمة والأنواط هناك 75 وساما ونياشين بعضها من الذهب والألماس وتشمل أيضا أوسمة قدمت إلى السيدة تحية كاظم حرم الرئيس خلال حياته ومن الأوسمة والنياشين وسام الرعاية باليونان والوردة البيضاء الفلندية والنجمة الاشتراكية الرومانية ووسام الاستحقاق العسكرى من البرازيل والاستحقاق الوطنى من بارجوارى.
ومن أهم المقتنيات الشخصية للرئيس عبدالناصر بالدور الثانى من البيت بغرفة السفرة وغرفة المعيشة ومكتب آخر ملحق بغرفة النوم، وقاعة كبيرة لجميع مقتنياته الشخصية مثل: ملابسه، ونظارته الطبية، وعلبة السجائر الخاصة به والولاعة، ومصحف صغير، ومجموعة كبيرة من الأسطوانات الصوتية لأغانى كوكب الشرق أم كلثوم، وعدد من الأسطوانات الأخرى، وعلبة سجائر مذهبة ومضرب كرة طاولة بنح بونج، ولوحة من الشطرنج لأنه كان يعشق لعبة الشطرنج، وعدد من الأحذية، وصورة زفافه، بالإضافة إلى مجموعة من ألبوم الصور الفوتوغرافية للأسرة فى حديقة المنزل بمنشية البكرى بالإضافة إلى خاتم الزواج، وسلسلة أحد طرفيها ينتهى بدلاية عليها كتابة بارزة ارب يسر ولا تعسرب وينتهى الطرف الآخر بمصحف صغير على غلافه نقش من زكى عبدالله بالسودان، ومجموعة كبيرة من أوراقه الخاصة التى كتبها بخط يده والتى تضم ملاحظات وتوجيهات كثيرة كان يدونها خلال حضوره المؤتمرات العربية والأفريقية وقمم دول عدم الانحياز وجلسات مجلس الوزراء.
ومن بين المقتنيات أيضا أجهزة عرض سينمائية وساعات مكتب وتمثال للراحل صنعه الفنان جمال السجينى وبين المعروضات أطقم الشاى والقهوة الخاصة، وصوان وأطباق فضية وعلب صدف وقطيفة، إضافة إلى الأوسمة والنياشين والهدايا التى تسلمها طوال فترة حكمه من دول عدة.
كما يضم المتحف مجموعة من الخطب والكلمات التى كتبها خلال الفترة من 1935 و1970، ومن بينها مسودة لخطبة قالها فى إحدى المظاهرات وهو فى سن 17 عاما عندما فصل من مدرسة النهضة فى القاهرة بسبب نشاطه السياسى ومقاومة الاحتلال الإنجليزى، كما توجد تسجيلات نادرة وأفلام وثائقية وخطب تاريخية ووثائق مرتبطة بهذه الأحداث جميعها بالمتحف، بالإضافة إلى الكتب والأبحاث والمواد السمعية والبصرية التى توثق حياة عبدالناصر وتاريخ مصر فى هذه الحقبة.
وتضم تلك الهدايا قطعة من كسوة الكعبة عبارة عن قطعة مطرزة من قماش الحرير وكتب على قطع الحزام آيات قرآنية من سورة الحج بالخط الثلث المركب ومطرزة حروفها بإسلاك الفضة المطعمة بالذهب، وخنجرا ذهبيا مرصعا بالأحجار الكريمة وكان هدية من الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية عام 1969، وكذلك قطعة من قماش عمامة السيد البدوى.