الزعيم‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭
الزعيم‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭


أفضل لوحتين للزعيم

آخر ساعة

السبت، 02 أكتوبر 2021 - 01:26 م

فاطمة‭ ‬على

هناك‭ ‬لوحتان‭ ‬تعبران‭ ‬عن‭ ‬شخصية‭ ‬ومكانة‭ ‬الزعيم‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر ‬بشكل‭ ‬رمزى‭ ‬وليس‭ ‬وصفياً،‭ ‬وهما‭ ‬للفنانين‭ ‬محمد‭ ‬حجى‭ ‬وعمرو‭ ‬فهمي،‭ ‬واللوحتان‭ ‬واقعيتان‭ ‬فى‭ ‬إسلوبهما‭ ‬لكن‭ ‬تصطبغان‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الروحانية‭ ‬وإحداهما‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الحس‭ ‬الميتافيزيقي،‭ ‬وهذه‭ ‬الروحانية‭ ‬ليست‭ ‬بمعالجة‭ ‬عبر‭ ‬بتقنية‭ ‬الألوان‭ ‬أو‭ ‬شفافية‭ ‬السطح،‭ ‬لكنها‭ ‬بدت‭ ‬روحانية‭ ‬وجدانية‭ ‬وليست‭ ‬بصرية‭.‬

 

فى‭ ‬كلتا‭اللوحتين ‬يظهر‭ ‬عبدالناصر‭ ‬جالساً‭ ‬أرضاً،‭ ‬أى‭ ‬ليس‭ ‬فيهما‭ ‬أى‭ ‬استجداء‭ ‬وجدانى‭ ‬أو‭ ‬استدعاء‭ ‬للزعامة‭ ‬أو‭ ‬التفوق،‭ ‬لكن‭ ‬وضعية‭ ‬الجلوس‭ ‬وسكونية‭ ‬البورتريه‭ ‬الهادئ‭ ‬فى‭ ‬مظهره‭ ‬نفسه‭ ‬أضفت‭ ‬حالة‭ ‬روحانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضعية‭ ‬انتظار‭ ‬تأدية‭ ‬الصلاة‭ ‬فى‭ ‬المسجد‭. ‬

وفى‭ ‬لوحة‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬حجى،‭ ‬استلهم‭ ‬الفنان‭ ‬وضعية‭ ‬الجلوس‭ ‬أرضاً‭ ‬فى‭ ‬المسجد‭ ‬انتظاراً‭ ‬للصلاة،‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬دلالات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬وجود‭ ‬الزعيم‭ ‬عبدالناصر‭ ‬ووضعيته‭ ‬فى‭ ‬اللوحة،‭ ‬فجعل‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الوضعية‭ ‬النادرة‭ ‬للزعيم‭ ‬دلالات‭ ‬عديدة‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬وحول‭ ‬شخصيته‭ ‬وأبعادها‭ ‬النفسية،‭ ‬إذ‭ ‬جعله‭ ‬فى‭ ‬جلسته‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بأرضه‭ ‬من‭ ‬أهرامات‭ ‬ومراكب‭ ‬نيل‭ ‬تظهر‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬فى‭ ‬خلفية‭ ‬اللوحة‭ ‬كتفاصيل‭ ‬مصرية‭ ‬أجواءً‭ ‬ورموزاً‭.‬

ورغم‭ ‬هذا،‭ ‬تبدو‭ ‬اللوحة‭ ‬مغلفة‭ ‬بأجواء‭ ‬ميتافيزيقية‭ ‬أو‭ ‬إحساس‭ ‬غير‭ ‬واقعى،‭ ‬كأنها‭ ‬حالة‭ ‬تعبِّر‭ ‬عن‭ ‬حلم‭ ‬ممزوج‭ ‬بحزنٍ‭ ‬وترقب،‭ ‬وهذا‭ ‬الترقب‭ ‬المنتظر‭ ‬بنظرات‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬المشاهد‭ ‬بتركيز‭ ‬وترقب‭ ‬بدا‭ ‬واضحاً‭ ‬أنه‭ ‬يتفق‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬الزعيم‭ ‬كفيه‭ ‬مستنداً‭ ‬بهما‭ ‬فوق‭ ‬ركبتيه‭ ‬فى‭ ‬وضعية‭  ‬طلب‭ ‬راحة‭ ‬للجسد‭ ‬وللروح‭.‬

أما‭ ‬الفنان‭ ‬عمرو‭ ‬فهمى،‭ ‬فقد‭ ‬رسم‭ ‬الزعيم‭ ‬عبدالناصر‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬الجلوس‭ ‬أرضاً‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬تركيز‭ ‬وإنصات،‭ ‬وظهر‭ ‬أيضاً‭ ‬عاقداً‭ ‬الكفين‭ ‬فوق‭ ‬ساقى‭ ‬تربيعة‭ ‬الجلوس‭ ‬أرضاً‭ ‬كتلك‭ ‬السائدة‭ ‬فى‭ ‬مساجدنا‭ ‬أثناء‭ ‬إلقاء‭ ‬إمام‭ ‬المسجد‭ ‬للخطبة‭.‬

ومثلما‭ ‬فعل‭ ‬حجى‭ ‬فعل‭ ‬فهمى‭ ‬بأن‭ ‬انتزع‭ ‬وضعية‭ ‬الجلوس‭ ‬فى‭ ‬المسجد‭ ‬من‭ ‬محيطها‭ ‬وأضاف‭ ‬إليها‭ ‬خلفية‭ ‬من‭ ‬نباتات‭ ‬إلى‭ ‬اليسار‭ ‬بدت‭ ‬شاحبة‭ ‬وبدا‭ ‬أمامها‭ "‬الزعيم‭" ‬عملاقاً‭ ‬وقد‭ ‬اتجه‭ ‬بعينيه‭ ‬ناظراً‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬عين‭ ‬المشاهد،‭ ‬وإن‭ ‬بدت‭ ‬عيناه‭ ‬حزينتين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونهما‭ ‬مركزتين‭ ‬على‭ ‬محدثه‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تنظر‭ ‬إليه‭.‬

اللوحتان‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬التى‭ ‬تمثل‭ ‬زعيم‭ ‬مصر‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬جمالياً‭ ‬وإنسانياً،‭ ‬ولكل‭ ‬لوحة‭ ‬أبعاد‭ ‬نفسية‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬ما‭ ‬تكشف‭ ‬عنه‭ ‬لما‭ ‬مر‭ ‬به‭ ‬الزعيم‭ ‬من‭ ‬محن‭ ‬ومسئولية‭ ‬ومصاعب،‭ ‬ورغم‭ ‬المصاعب‭ ‬والمحن‭ ‬بدا‭ ‬فى‭ ‬كلتا‭ ‬اللوحتين‭ ‬صامداً‭ ‬راسخاً‭ ‬كشجرة‭ ‬ممتدة‭ ‬جذورها‭ ‬ثباتاً‭ ‬فى‭ ‬أرض‭ ‬ميلاده‭ ‬وكفاحه‭ ‬ومرقده‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة