ولا يسعني في هذه الإطلالة القصيرة إلا أن أطالب بوضع قواعد واضحة لا لبس فيها ولا غموض أمام من يتصدون بالنقد للفكر الديني

يأتي لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ـ مؤخرا ـ بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر في توقيت بالغ الأهمية حيث يتعرض الأزهر حاليا لأكبر حملة ظالمة وممنهجة لم يتعرض لها طوال تاريخه الممتد لأكثر من ألف عام.
ويقود هذا الهجوم التحالف الصهيوأمريكي من خلال أدواته المتمثلة في تنظيم الإخوان الإرهابي الإجرامي الدموي والدويلة القطرية المارقة التي تؤوي قادة هذا التنظيم وفي مقدمتهم مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي هذا فضلا عن عدد من المتمولين الذين يدعون انهم يفقهون في الدين وهم كما وصفهم القرآن الكريم «كمثل الحمار يحمل أسفاراً».
ويدفع الأزهر ـ الجامع والجامعة ـ وشيخه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ثمن وقفتهم الوطنية والتاريخية ضد تنظيم الإخوان الإرهابي الإجرامي الدموي والذي يحاول بكل ما أوتي من قوة تحويل هذه المؤسسة الدينية الشامخة من منارة للعلم تعكس الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف والتي تتمثل في الوسطية والتماهي مع جميع التطورات الحضارية التي تخدم الإنسانية فضلا عن تخريج أجيال من العلماء ينشرون هذا الفكر الوسطي المتجدد في جميع بقاع الأرض إلي مؤسسة لتفريخ أجيال من الإرهابيين وذلك من خلال زرع مجموعة من قادة هذا التنظيم الإرهابي لقيادة هذه المؤسسة التي تعكس سماحة الدين الإسلامي ورحمته ورأفته بأتباعه فضلا عن أتباع الديانات السماوية الأخري وسائر البشرية. وقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقائه بفضيلة الإمام الأكبر علي دعم الدولة الكامل لمؤسسة الأزهر الشريف مشيدا بالدور الكبير الذي يبذله الأزهر في سبيل توضيح الصورة الحقيقية للإسلام لمواجهة دعوات الغلو والتطرف والشطط التي يقودها التحالف الصهيوأمريكي والتي ظهرت جلية في دعوات أحد مرشحي الرئاسة الأمريكية لطرد المسلمين من أمريكا لا لشيء إلا أنهم فقط مسلمون ومسالمون أشاد بأخلاقهم الأعداء قبل الاصدقاء بل إنهم ساهموا بجهود كبيرة في سبيل نهضة أمريكا وحضارتها التي تتفاخر بها أمام العالم.
ولا يسعني في هذه الإطلالة القصيرة إلا أن أطالب بوضع قواعد واضحة لا لبس فيها ولا غموض أمام من يتصدون بالنقد للفكر الديني ويكون أولي هذه القواعد إمتلاك القائم بالنقد للأسس العلمية والأكاديمية المتخصصة في مجال الفكر الديني وأن يكون حاصلا علي شهادة من هيئة كبار علماء الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية بقدرته علي التصدي بالنقد للفكر الديني وألا تكون هذه الشهادة أبدية ويمكن سحبها اذا ما طرأ علي تفكير هذا العالم شطط أو خرف أو هتر أو مرض يمنعه من القدرة علي التفكير بطريقة سليمة مثل الحالة التي أصابت مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي.
وأعتقد جازما إنه لا يعقل أن يتصدي بالنقد للفكر الديني أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي الإجرامي الدموي أو تنظيم داعش الإرهابي أو تنظيم القاعدة أو أعضاء جميع التنظيمات الإرهابية المتأسلمة التي تتلفح بعباءة الدين الاسلامي وتتخذ منه مظلة للتغطية علي جرائمهم الإرهابية التي لا علاقة لها البتة بالدين الاسلامي الحنيف.
وأختتم هذا المقال بالإشادة بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بفضيلة الإمام الأكبر للرد علي أولئك الموتورين الذين توهموا أن مصر يمكن أن تتخلي عن الدفاع عن أمنها القومي والذي يعتبر الأزهر الشريف والكنيسة المصرية من مكوناته الأساسية.