الكاتبالصحفي محمد البهنساوي
الكاتبالصحفي محمد البهنساوي


محمد البهنساوي يكتب

العناني والقاضي.. وهيئة «للتنشيط» وليس «التطفيش» السياحي!!

محمد البهنساوي

السبت، 02 أكتوبر 2021 - 08:00 م

هيئة التنشيط لمن لا يعرف هي الدينامو والاساس المتين للتسويق والنمو السياحي بأي دولة ، ويكفي ان نعلم انه لا توجد دولة سياحية بدون هيئة تنشيط ، في حين ان معظمها وخاصة الدول السياحية الكبري بلا وزارة سياحة ، ووجود هيئة التنشيط بجانب الوزارة يخلق ثنائي قوي للغاية تتولي فيه الوزارة والوزير وضع ومتابعة الخطط الاستراتيجية في حين تتولي الهيئة التنفيذ علي الارض للخطط التي تضاعف النمو السياحي.

 

والمتابع للوضع السياحي في مصر يرصد اختلالا في تلك العلاقة بين الوزارة والهيئة معظم الفترات والسيطرة التامة للوزارة علي الهيئة وربما تحويلها اليي سكرتارية للوزارة ، والاستثناء الابرز كان في السنوات القليلة قبل ثورة يناير حيث اصبح هناك دور ووجود لهيئة التنشيط مع تولي احمد الخادم رئاستها في وجود الوزير احمد المغربي ، ثم اعقبه عمرو العزبي في رئاسة الهيئة بالفترة الاكثر ازدهارا لها بدعم من وزير السياحة وقتها زهير جرانة ، ولا ينكر الا جاحد الدور الذي ادته الهيئة في تلك الفترة والذي كان احد الاسباب في الطفرة الكبري التي لازال القطاع يقيس عليها ، ويعد احداث يناير ٢٠١١ نال الهيئة ما نال الكثير من مؤسسات الدولة من الترهل والتخبط والتربص والخوف من اتخاذ القرارات السليمة ، وهنا لا نستطيع القاء المسئولية علي من تولوا رئاسة الهيئة بعد يناير لكن كما قلت عراقيل وبلاغات ودوامات تحولت الي مرض عضال اصاب الكثير من هيئات الدولة وبعضها لم يشف منه حتي الان ومنهم هيئة التنشيط.

 

الأمل بين العناني والقاضي

 

وقبل أيام قليلة اصدر الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء قراراً بتعيين عمرو القاضي رئيساً جديدا لهيئة تنشيط السياحة ، واعتقد ان القرار يبعث بالامل ان تعود الهيئة السابق عهدها وأكثر لعدة اسباب ، اولها يتعلق بالدكتور خالد العناني وزير السياحة والاثار المعروف عنه منحه الفرصة كاملة لمعاونيه للعمل بحرية وابداع وعطاء بعيدا عن المرض الفرعوني " وان مان شو " والمقربون من الوزير يعلمون جيدا انه كان غير راضي عن حال الهيئة ونعرف اسماء عديدة لها ثقلها حاول معها الوزير لتولي رئاسة الهيئة لكن المقابل المادي والخوف من العراقيل الحكومية كانت بمقدمة أسباب الرفض ، ووصل الحال الي تولي الوزير ولاول مرة رئاسة مجلس ادارة هيئة تنشيط السياحة لتفعيل دورها الحقيقي وكان يحلم بشخصية تقود الهيئة للمستقبل.

 

وثاني اسباب الامل في بدء عهد جديد للهيئة يتعلق بالرئيس الجديد لها عمرو القاضي ، فسيرته الذاتية تؤكد انه ليس بعيد عن الهيئة ونشاطها بل غارسا فيها ،فهو عضو في لجنة "خبراء الترويج السياحي" التي تضم خبراء التسويق وأساتذة الجامعات. وعضو بلجنة إعداد الاستراتيجية الإعلامية للترويج السياحي لمصر بالاضافة الي خبرة 30 عاماً في الإعلام والإعلان وفنون التسويق، وعمله في شركات تسويق عالمية بعضها تولي حملات ترويحية وعلاقات عامة لوزارة السياحة والهيئة ، بجانب الانطباعات الاولية عنه لزملائه بتلك اللجان من تعاونه وحبه للعمل الجماعي وتأكيداته الحرص علي العمل الجامعي بالهيئة.

 

خدعوك فقالوا

 

وبالطبع هناك انطباعات سلبية يروجها الكثيرون عن هيئة التنشيط والعاملين فيها والدفاع عن ترهلها وتراجع دورها باعتبار انه " ليس في الامكان ابدع مما كان " ، وهذا تزييف للحقيقة ، فهي نفسها الهيئة وابناءها الذين نفذوا اعمالا عظيمة كما قلنا قبل ثورة يناير ، فالهيئة مليئة بالكفاءات والشباب المتحمس المتمكن البعض يعمل منطويا ومختفيا داخل سراديبها ببرج مصر للسباحة في العباسية ، والبعض الاخر ابتعد مؤقتا في اجازات بدون مرتب ، بجانب خبرات عديدة للجيل الاقدم سواء من لازالوا علي قوة الهيئة او حتي خرج للمعاش ومستعد لنقل خبراته للشباب ، وهي نفسها الهيئة بشبابها وافكارها وادواتها البسيطة التي نفذت اهم حملات ترويجية للسياحة المصرية.

 

مطلوب فقط من الرئيس الجديد عمرو القاضي الاجتهاد بحثا عن تلك الكفاءات المدفونة والشباب الواعد والسعي لصقل مواهبهم بدورات في التسويق والترويج السياحي وغيرها من الدورات المطلوبة.

 

ملفات مهمة

 

وبعيدا عن بعث الروح من جديد في الهيئة واعادة اكتشاف وتنشيط ذاكرة العمل والابداع لدي العاملين بها ، هناك الكثير من الملفات امام رئيس الهيئة الجديد عمرو القاضي ، في مقدمتها بالطبع الاعداد للحملات الترويحة والتنشيطية المنتظرة للسياحة المصرية وهو الدور والمسئولية الاصيلة للهيئة ، واعادة تشكيل مجلس ادارة الهيئة من جديد لضم خبرات وخبراء حقيقيين يضيفوا للهيئة والخطط الترويجية للسياحة ، وهناك بالطبع المكاتب السياحية الخارجية والتي اصيبت بالموت الاكلينيكي منذ سنوات رغم دورهم المهم والمحوري في التواصل مع منظمي الرحلات والاعلام المحلي بالاسواق المهمة ، ناهيك عن اعادة النظر في النطاق الجغرافي لكل مكتب . فليس مقبولا ان يشرف مكتب علي قارتين بمسافات وساعات طيران طويلة ، واخري تعمل في بضع مدن ، مع وضع سياسة جديدة لغزو الاسواق السياحية الواعدة لمصر.

 

واثق ان خبرات القاضي في مجال الاعلام والتسويق والدعاية سوف يسخرها وبشكل عاجل في اعادة تحسين الصورة عن مصر وسياحتها بجانب ما اشار هو بنفسه اليه من السعي الي رفع الوعي السياحي لدي المصريين ، ولا يصح ان تظل مصر بكل مقوماتها وثقلها السياحي بلا احندة سياحية منذ سنوات ، وفي نفس الوقت يجب تجنب عشوائية الاحداث علي تلك الاجندة فالمطلوب اجندة واقعية مدروسة تضيف لصناعة السياحة ، وهنا ايضا نتحدث عن حضور وغياب الهيئة عن رعاية واستغلال الاحداث المختلفة في مصر للدعاية والترويج السياحي ، فقد كانت هناك انتقادات لما تقوم به الهيئة من رعاية عمال علي يطال لاحداث بعضها لا يمت للسياحة بصلة ، فكانت نتيجة تلك الانتقادات ابتعاد الهيئة تماما عن رعاية أية احداث او فعاليات بمصر عملا بالمثل " الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح " فغابت تماما عن احداث مهمة وزخم عالمي علي ارض مصر يخدم اول ما يخدم صناعة السياحة.

 

واخيرا وليس اخرا يجب اعادة صياغة علاقة الهيئة بالقطاع الخاص السياحي ، والرجل قادم من خلفية سبغ من خلالها غور هذا القطاع ، فالقطاع الخاص ليس شرًا  مستطيرا ، ولكنه ايضا ليس لينا وحريرا ، التعامل معه مفيد بلاشك شريطة ان ندرك ان الصالح العام يسمو فوق المصالح الشخصية.

 

بشكل عام الفرصة سانحة اكثر من ذي قبل وبصورة ربما يصعب تكرارها لتقديم هيئة حقيقية للتنشيط وليس اداة للتطفيش كما كان يصفها البعض ، فهل يفعلها عمرو القاضي؟

 

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة