الغريب أن المجلس القومي للمرأة لم يتحرك كما ينبغي له أن يفعل وكل ما خرج منه أنه مع أي دعاوي قضائية ضد هذا الفتي الطائش مع أنه هو المنوط برفع الدعوي

قبل نحو اسبوعين وبينما كنت أقلب في حسابي علي الفيسبوك فوجئت بسبع صور لطالب أزهري إحداها يخرج رأسه من سيارة مكشوفة ويحيي مستقبليه علي طريق ترابي وخلفه طابور طويل من السيارات وعدد كبير من أهالي قريته وقد خرجوا لاستقباله وكأنه مسئول كبير رفيع المستوي أو أحد الابطال.. مع الصور التي يحتضن فيها الأهالي الطالب المعمم عرفت أن اسمه عبد الرحمن راضي طالب بصيدلة الأزهر بأسيوط وأن أصل الزفة الصعيدية هو حصوله علي الجائزة العالمية في القرآن الكريم من ماليزيا وقرأت علي لسان أهالي قريته « أولاد خليفة» بمركز دار السلام بسوهاج فخرهم بابن قريتهم الذي رفع اسم مصر عالميا بالجائزة.
وسارع نشطاء الفيسبوك بتدشين هاشتاج يحمل اسمه نال الكثير من التعليقات الإيجابية التي تحمل الكثير من مشاعر الفخر والاعتزاز.
واستقبله السيد الشريف وكيل مجلس النواب قبل تكريمه الذي كان مقررا له في إحدي الجلسات تشجيعا وتكريما له مطالبًا اياه بمزيد من النجاح مؤكدا أن الدولة تشجع الوجوه الشابة التي لها إسهامات دعوية ودينية مشرفة ومعتدلة. وكان من المفترض أن تكرمه مشيخة الأزهر تقديرًا لحفظه كتاب الله وتمثيله المشرف لمصر في هذا المحفل الدولي وتأجل لوفاة رئيس الجمعية الشرعية الدكتور محمد المهدي. وكان من الطبيعي أن يقوم محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبدالمنعم بتكريم الطالب الكذاب علي إنجازه الكبير تشجيعا له وكونه قدوة لأبناء سوهاج.
كان يمكن أن تمر المسألة مرور الكرام لولا أن الله عز وجل كشف كذبه وادعاءه عندما أعلنت سفارة ماليزيا بالقاهرة أن المسابقة لم تنظم بعد وأن موعدها معروف وتقام في منتصف شهر شعبان الذي لم يأت بعد.
صحيح أن الطالب تم رفده من الجامعة لكننا يجب أن نأخذ درسا مما حدث وألا نصدق من يضحكون علينا.
أحلام الفتي الطائش لم تقف عند طالب صيدلة أسيوط إنما امتدت لفتي طائش آخر شغل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية هو تيمور السبكي الذي سب نساء الصعيد ووصفهن بأوصاف لا تليق وأساء للمرأة المصرية وللأسف الشديد فإن هذا حدث بسبب فوضي الفيسبوك وتويتر اللذين أتاحا لكل أهوج وكاذب ومدعي أن ينشئ صفحة يكتب فيها ما يشاء بدون حساب وأكرر للأسف أنني أقرأ علي هذه المواقع شتائم وسباب لا يليق أبدا وأشعر بالكسوف لبعضها والتي يعف لساني عن ذكرها لأنني سوف أقع تحت طائلة القانون الجنائي ولوائح الأخلاق العامة.
والغريب أن المجلس القومي للمرأة لم يتحرك كما ينبغي له أن يفعل وكل ما خرج منه أنه مع أي دعاوي قضائية ضد هذا الفتي الطائش مع أنه هو المنوط برفع الدعوي ولديه الدليل في الحديث التليفزيوني الذي أجري معه ومن خلاله يستطيع المجلس أن يقاضيه ويقاضي مقدم البرنامج خيري رمضان الذي سمح له أن يتطاول علي نساء الصعيد وأفرد له مساحة من الوقت وهذا أيضا مثال حي علي الفوضي الإعلامية التي تسود الساحة المصرية بدون أي ضوابط.
ما تعلمناه في دراستنا للإعلام أن كل ما يقال لا يصلح للنشر ولهذا أوجب القضاء عقوبة للصحفي أو الإعلامي الذي يتيح للغير سب وقذف الآخرين.. فحرية الإعلام لا تعني الفوضي والبلاغات التي قدمت ضد هذا الفتي تيمور السبكي هي التي ستنتصر لنساء الصعيد وترد لهن حقهن وأعتقد أنها ستكون فاتحة خير لعلاج فوضي الإعلام وأرجو من المدعين أن يصمتوا فالحرية مسئولية ولابد أن تحترم حقوق الآخرين !