رضا
رضا


شخصيات و حكايات

رضا.. فنان الإسماعيلى الأصيل.. وهدافها البارع الجميل

آخر ساعة

الأحد، 03 أكتوبر 2021 - 10:46 ص

شوقى حامد

مشوارى فــى بلاط صاحبة الجـلالـة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقد اسـتحق التســــــجيل واســــــتوجب التــــــــدوين.. وعــــــــلى صفحــــات آخرساعة أروى بعضا مـــن مشاهده.

معشوق الجماهير.. متصدر قائمة المشاهير.. صاحب الإنتاج الوفير.. والعرق الغزير.. الفنان الكبير.. المهاجم القدير.. الهداف الخطير.. الصاروخ الذى ليس له نظير.. وهو الكابتن رضا أحد أفضل وأرقى الإمكانات المهارية التى ظهرت فى ملاعب الإسماعيلية التى تظل بصماتها عميقة وراسخة فى المدونات التاريخية الرياضية ليس بين الأندية الساحلية فقط وإنما فى المحافل الوطنية والقومية. 

وُلد الفنان الأسطورى بعروس مدن القناة فى ١٨ أبريل عام ٣٩ من أسرة متوسطة الحال، كان عائلها مرسى حسين موظفا بمصلحة السكة الحديد وتم تسميته محمد غير أن العائلة أطلقت عليه رضا تيمنا بالشاه رضا بهلوى الذى كان فى زيارة لمصر وقت مولده.. وككل أقرانه مارس الكرة فى شوارع الحى ثم لفرق مدرستيه الابتدائية والإعدادية والتحق بأشبال النادى الإسماعيلى عام ٥٤ ولم يكمل بعد عامه الخامس عشر.. ولعب أولى مبارياته الرسمية أمام المريخ فى أول يناير ٥٦ وأحرز هدف الفوز الوحيد.. كان من الطبيعى أن يتم تصعيده مبكرا للفريق الأول ولم يكمل عامه الـ ١٨ وكانت بداياته الرسمية أمام الترسانة وتعادل الفريقان ٢/٢ ثم انضم للمنتخب الوطنى والعسكرى وشارك معه أمام إيطاليا بمدينة نابولي.. أخلص رضا بكل خلجاته وخلاياه لناديه الذى تربى فيه وتعلم منه وشكّل مع صديقه ورفيق دربه شحتة أشهر ثنائى عرفته الملاعب المصرية ورفض الاثنان مصاحبة الخماسى المهاجر الذى سعى نحو الماديات واحترف بنادى أوليمبى القناة الغنى وتمسكا بالبقاء فى الإسماعيلى بالرغم من هبوطه إلى دورى المظاليم وظلا على هذا الوفاء إلى أن أعاداه إلى دورى الأضواء مرة أخرى موسم ٥8/٥9. وأحرز بمفرده ٢٨ هدفا من ٥٧ هى مجموع ما أحرزه الفريق ككل طيلة الموسم .. اتسم رضا بالطموح والرغبة فى تأمين مستقبله مع عائلته غير أن رغبته تلك اصطدمت بالحالة المتواضعة التى شهدتها ساحة الدراويش منذ نشأة النادى وحتى يومنا هذا حيث طالما عانى الإسماعيلى صاحب الشعبية والجماهيرية الكبيرة من قلة الموارد.

وفى موسم 61/62 اهتزت أرجاء الإسماعيلية وانتفض الأهالى بعدما سمعوا خبر قرب انتقال معشوقهم إلى النادى الأهلى بعدما تحصل على استغناء من المسئولين لعدم تمكنهم من تعويضه ماديا بالقدر المناسب.

خرجت المظاهرات الشعبية تطالب الجميع بالمحافظة على ابن الإسماعيلية الموهوب مهما كانت التضحيات، وكان أول من لبى هذا النداء هو الكابتن صالح سليم حيث أبلغ رضا وهو مجتمع به فى الجزيرة أنه يتمنى من أعماقه ضم هذه الفلتة الموهوبة إلى الأهلى لكن لا يمكن أن يكون هذا على حساب المشاعر الفياضة والأحاسيس الجياشة التى تكنها الجماهير لابنها الموهوب.. وناشد المايسترو الكابتن رضا الإنصات لصوت العواطف التى لا يمكن أن تعوض الماديات والعودة من جديد إلى منشئه وأرضه وناديه.. واستقبلت الجموع لاعبها الفنان وأحاطته برعايتها ودعمها، وترجم المعلم عثمان أحمد عثمان هذه الأواصر إلى ملموسات وحاول تهيئة المناخ الصحى لهذه الموهبة وتوفير الاستقرار لها من كافة الوجوه حتى بعد أن لحقت به إصابة شديدة بتمزق فى غضروف الركبة تحمل المهندس عثمان تكاليف إجراء الجراحة بمستشفى لندن كلينك وأمضى هناك ٢٥ يوما عاد بعدها لحضن الإسماعيلاوية الذين استقبلوه بالورود والحب حتى أنه انتحب باكيا من حرارة الاستقبال. تحدى رضا الجراحة وأخلص فى استعادة مستواه وتألق فى موسم ٦4/٦5 كما لم يتألق طيلة مشوار عطائه وقاد الدراويش لرد اعتبارهم من الهزيمة القاسية التى لحقت بهم بثمانية أهداف نظيفة من الأهلى وتمكن هو وزملاؤه من الفوز على الأحمر 4/2 كان نصيب رضا منها هدفين ولتحمل الجماهير فنانهم وهدافهم الخطير على الأعناق يهتفون له ويفرحون معه بهذا الفوز العزيز.. وشارك مع ناديه فى اللقاء التاريخى الذى أقيم مع الزمالك بمناسبة اعتزال كابتن الفريق رأفت عطية بمشاركة الأسطورة سيرستانلى ماتيوز وأحرز هدفا رائعا لفت أنظار كل المتابعين.. وجاء المشهد الأخير باكيا عندما وقع للفنان حادث أليم وهو يقود سيارة صديقه الضابط إيهاب علوى وحاول المرور من سيارة نقل لم ينتبه سائقها إلى ذلك وانقلبت سيارته عدة مرات وتم نقله إلى مستشفى إيتاى البارود لتصعد روحه إلى بارئها وسط ابتهالات ودعوات الملايين من عشاق الفن الأصيل بكل الأنحاء والأرجاء

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة