منذ ايام التقيت السفير اليابانى تاكهيرو كاجاوا فى منزله بجاردن سيتى.. كان اول مالفت نظرى هو صورة تجمع بين السفير وبطل السومو المصرى عبد الرحمن شعلان كانت موجودة فى ركن خاص فى حجرة الاستقبال.. قال لى تاكهيرو الذى يتحدث العربية بطلاقة نحن نعتز بشعلان البطل المصرى الذى نطلق عليه أوسونا آراشى أى (عاصفة الصحراء) فهو اول عربى وأفريقى يتوج بطلا للعبة كما أنه من أسرع ثلاثة مصارعين أجانب فى تاريخ السومو..
وقال السفير بأنه عاش فى مصر منذ 30 عاما مع اسرة مصرية جميلة وتعلم العربية بالجامعة الامريكية وإنه سعيد بعودته إلى مصر التى يعشقها بعد كل هذه السنوات ليكون سفيرا لبلاده بها، قال لى العلاقات بين البلدين ترجع إلى عام ١٩٢٢ حين اعترفت اليابان باستقلال مصر، وافتتحت القنصلية اليابانية فى الاسكندرية عام ١٩٢٦، بينما افتتحت مصر سفارتها فى طوكيو عام ١٩٥٣ واليابان تدعم الجهود التى تبذلها مصر للتصدى لخطر الإرهاب والتطرف، وأنهم يتفهمون الحرب التى تخوضها مصر ضد الجماعات الإرهابية.. وأن الزيارة الرسمية للرئيس السيسى لليابان هى زيارة تاريخية بكل المقاييس وأنها ستركز على ثلاث نقاط أساسية أولها التعليم وتعزيز التعاون فى مناهج التعليم لأنه مهم للغاية للاستقلال والتنمية وتمكين الشباب من التعليم وهو أساس الحصول على حياة أفضل للمستقبل وأيضا هو الأساس لتحقيق التقدم الاقتصادى، أما النقطة الثانية فهى " التعاون الاقتصادي" من خلال مشروعات فى الطاقة والبنية التحتية،ونحن نقوم بعدد من المشروعات الكبيرة التى يمكنها فى المستقبل أن تساعد فى خطة التقدم المصرية، والنقطة الثالثة هى التعاون فى النهوض لتحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، ونحن مسئولون مع الحكومة المصرية لمكافحة التطرف واستقلال المنطقة..
وأمس شعرت بسعادة كبيرة وفخر وأنا اشاهد التصفيق الحاد للرئيس للسيسى فى البرلمان الياباني"الدايت" والذى عوضنى خيرا عما شاهدته من مهازل فى البرلمان المصرى وحوار متدن وكأننا نريد ان نهدى هذه المهزلة فى العمل السياسى للرئيس فى طوكيو..فى وقت يتحدث فيه أمام البرلمان اليابانى ويعقد اتفاقيات تعاون مع دولة استطاع شعبها ان يصل إلى مصاف الدول العظمى بعد ان تخطى اصعب محنة يمكن ان تمر بها اى دولة فى العالم.
هل نستلهم تجربة الشعب اليابانى وكيف اخذ نفسه بالجدية والصرامة بعد ان تم تدميره فى الحرب العالمية الثانية وأصبح من اقوى شعوب العالم وأكثرهم ادبا واحتراما ؟