مديحة كامل
مديحة كامل


فصول من كتاب مديحة .. امرأة مميزة تواجه ملامح العصر

أخبار النجوم

الأحد، 03 أكتوبر 2021 - 02:22 م

محمد سرساوى

فيلم “شوادر”، هل كان يحاول ان يرصد تشوه الذى أصيب المجتمع المصرى أم الفيلم كان عضو يشوه تاريخ السينما المصرية أم كانت مديحة تسعى إلى البحث عن الشخصية غير التقليدية ، كانت تميل الى الشخصية المنحرفة والمحطمة وامرأة مميزة تحاول أن تواجه ملامح العصر الردئ

ونال الفيلم هجوم عنيف من النقاد حيث كتب  الناقد الراحل على أبو شادى عنها مقال عنواه “شوادر بالشبشب”فى مجلة روز اليوسف، وكان الاكثر هجوما حيث وصفه على أبو شادى “تم حشد فيه اسوء ما فى جعبة السينما التجارية الرديئة من أفعال واقوال، ويقول: بعيدا عما تطرحه افلام ماجدة خير الله من رؤى المشوهة للواقع وأنها تفتقر ايضا الى احكام الصنعة التى لا يجب أن يقددم الكاتب على الامساك بالقلم قبل ادراكها  فمعظم شخصيتها بلا أبعاد مجرد أنماط هشة ناقصة التكوين تسير وفق منطق أو لا منطق الحدوتة متكررة التى نزيد فيها كاتبة بحكم ثقافتها السينمائية على موجات العنف والجنس والدماء.

واقترابا من شوادر أخر أفلامها والذى حاولت فيه مع ثلاثى العجوز والبلطجى مديحة وشناوى وعفيفى واستثمار النجاح الجماهيرى الباغت صناع الفيلم قبل أى شخص أخر، فلم يجدوا طبعة شعبية رخيصة من فيلم الراقصة والسياسى 

وكتبت الناقدة  خيرية البشلاوي عن الفيلم بعنوان “ تلوث ..فكرى..سمعى..فكرى..بصرى أسمه شوادر- فيلم له صحيفة سوابق ولكن الانتهازية لا ترحم!!” وتقول:جرعة ثقيلة من الدمامة والتزييف والسوقية والتشوهات البغيضة على مستوى الفكر والبشر هذه هى حصيلة الفكرة عن فيلم شوادر الذى تقف وراء حواديته وحوارته وحواشية ناقدة سينمائية تمتلك مساحة على الصفحات الفنية فى صحف اليومية ويقف وراء اخراجه مخرج فيلم العجوز والبلطجى ذلك العمل الذى كان هو أيضا ثمرة تعاون وثيق بين الناقدة ماجدة خير الله والمخرج ابراهيم عفيفى وبطلة الفيلمين مديحة كامل هذا الفيلم حقق ايرادات كبيرة مما شجع الفريق على طرح البضاعة مماثلة فى السو ق علها تاتى بصيد كبير مثلما تحقق لهم فى العام الماضى، فى فيلم شوادر البوم كبير من صور التشوهات الخلفية والسلوكية وصور الانحرفات والشذوذ لا حصر لها، فاذا اضفنا الى هذا البوم سابقة العجوز والبلطجى اذن لتحققت لنا حصيلة لأغرب ما ابتكرته السينما من أشكال والوان التشوهات وألوان العنف وأساليب ممارسته ليس هناك منطق يفرمل طاقة المخرج ولا يجد من رغبته فى ترويع الناس وأثارة دهشتهم وليس هناك منطق لكل هذه الحكايات والمؤمرات والاغتيالات وليس هناك كذلك الاحساس فعلى بالواقع ومشكلاته الحقيقة كما انه لا وجود لأى وعى سياسى

ففى فيلم “المزاج” برغم اشاد بعض النقاد بمديحة فى دور السجينة والمدمنة، لكنه نال هجوم عنيف مثلما كتب الناقد عونى الحسينى فى جريدة الوفد مقال عنوانه “المزاج فكرة جيدة ومعالجة رديئة!” ويقول: قرات على الشاشة فى بداية عرض فيلم المزاج أنه أول فيلم مصرى يقدم صورة واقعية لما يحدث فى السجون، كما هو واضح من أفيشات الفيلم المعروضة على الواجهة السينما أن أحداثه تدور داخل السجن النساء وبالمصادفة قرأت مقالا لروبرت سومر “العمارة الخشنة” ضمن مجموعة مجموعة مقالات جاءت فى كتاب “وسائل الاتصال غير اللفظى” وفى مقاله سومر تحدث بأستفاضة عن عمارة السجون وانعكاس هذه العمارة على السيكولوجية المسجون ونشوء علاقات غير سوية بين المساجين وأخذ نموذجا للسجون الامريكية وهو سجن بنسفلفانيا ورأى أن العمارة الخشنة “عمارة السجون لها دور فعال فى تحديد نوعية العلاقة بين المساجين من ناحية وبين ادارة السجن والمجتمع

وتتابعت لقطات الفيلم لأجد زوجة مرفهه اجتماعياً “جميلة” (مديحة كامل) تعانى مشكلة الهجر الطويل من زوجها الذى تضطره ظروف عمله إلى البقاء فى الخارج لفترات طويلة وأثناء وداعه أو توصيله للمطار تطلب منه الطلاق تنفلت أعصابها اثناء قيادة السيارة فتصدم شخصا ويحكم عليها بالسجن لمدة عام بتهمة القتل الخطأ وتدخل السجن النساء وتخيلت أن الكاتبة السيناريو ستقدم لنا ما قدمت فى بداية الفيلم ما يحدث خلف القضبان لتفجر لنا عالم السجن كفلسفة او علاقات الاجتماعية او طرح مفهوم هل السجن تهذيب و إصلاح أم مدرسة لتعليم الإجرام أو هل السجن حماية للمجتمع أم أن من يدخله يعود إليه ويخرج منه مرة اخرى ومداخلة شحنة غضب والحقد للتدمير المجتمع تضاربت كل هذه الأفكار فى رأسى وانا اتابع الفيلم خاصة وأن المشكلة السجون مشكلة عالمية وليس مصرية فقط 

وبانتهاء عرض الفيلم تاكد لى ان المخرج على عبد الخالق طرح موضوعا بالغ الخطورة وتناولة منتهى الخفة 

واتساءل هل ما كتبته ماجدة خير الله هو ما نفذه على عبد الخالق خاصة ان الفيلم قوبل باعترضات كثيرة من الرقابة على المصنفات الفنية وعرض على لجنة التظلمات التى اجازته وصرحت بعرضه 

ان المشكلة المزاج فتتلخص فى انه تعرض لانماط داخل السجن بشكل أفقى ولم يتطرق الفيلم البناء الدرامى راسيا فمعظم الانماط التى عرضها لم يطرأ عليها تغيير يذكر بل كان ممتلئه بالعنف والخشونة وفظاظة التناول لتغطية الضعف الدرامى

ومنذ منتصف الفيلم شعر المخرج عل عبد الخالق بأنه يدور فى حلقة مفرغة وحاولت الكاميرا أن يعوض نقص الدراما والشخصيات التى بدت أكثر مما كنا نتوقعه فلم يتعرض الفيلم بعمق لجذور الانماط الدرامية التى قدمها حتى شخصية حصيلة التى أدتها مديحة كامل لم تسلم من هذا بدأت تقحم فى سلسلة من الصراعات المكررة 

 وكتبت لها فيلم “العفاريت” من إخراج حسام الدين مصطفى حيث شاركها المطرب عمرو دياب الذى قال عن مديحة: 

استفدت الكثير من الروح البساطة والتلقائية التى تتعامل بها واحترام المواعيد والتدقيق فى كل ثغرات العمل الفنى وكثيرا ما كانت تتثنى على ادائى وتعطينى الثقة لتقديم الاحسن دائما

ويقول الناقد أحمد صالح هن دورها: أدت مديحة بمقدرة واضحة دورا صعبا غيرت فيه عن إحساس الأم الذى استشهد زوجها أثناء عمله واختطفت وحيدتها الطفلة أما عينيها وتاتى صعوبة الدور أنها لم تقدم الأم تعيسة المكلومة حيث لم تعد الجماهير تحتفل هذه النوعية من الادوار وانما حرصت مديحة على أن يبدو الحزن فى خلفية مشاعرها من خلال نبض نظراتها التى تعيش بين الألم والأمل فى العثور على الطفلة

وتقول الكاتبة ماجدة خير لله عن أفلامها مع مديحة: أفلامي مع مديحه كامل كانت متنوعه ، ومعظمها حقق نجاح أدبي وتجاري مثل العفاريت، العجوز والبلطجي، المزاج ، شوادر، واعتقد النقاد عمرهم ما اتفقوا علي عمل هناك دائما آراء متباينه، لكن انا كنت راضيه عن النتيحه النهائيه لتلك الافلام، ولم أفكر ان التطور التكنولجي كأن سيضيف شئ جديد، ولا أحب اعاده تلك الافلام بأي شكل، مهما كانت المغريات 

مديحة لم توافق على هذا الفيلم

لم توافق مديحة على قيام دور سميرة مليان فى فيلم “موت سميرة” حيث الفيلم يشوه صورة الفنان المصرى الكبير بليغ حمدى وخاصة ان سميرة فى الفيلم مصرية ووليست مغربية، ثم انه لا يوجد دور فى الفيلم لسميرة فكل المطلوب منها ان تفقد وعيها من الخمر وتقذف نفسها من الشباك وهى عارية، وتقول مديحة: حين عرض على القيام بدور سميرة مليان فى فيلم “موت سميرة” رفضت لأننى أرفض تشويه صورة انسان مهما كان فماذا لوكان هذا الانسان هو ملحن كبير له علينا اكثر مما لنا عليه اعنى الموسيقار بليغ حمدى ابن الناس الذى وضعته ظروفه وكرمه وحفاوته المعهودة بضيوفه فى هذا المأزق

أعمالها التلفزيونية

حققت نجاح كبير كان تحمل دارما بشكل كبير مثل إنتقام امرأة دكتورة تصاب بالعمى و”اللقاء الأخير” عن رواية امال العظيمة قد أدت دور امرأة مجنون و”ينابيع النهر” و”ايوب البحر” يرمز الى ثورة ضد الفساد والاحتقار و”البشاير” يعتبرأفضل أعمالها التلفزيوينة عن علاقة فلاح بسيط بنجمة سينمائية كأنها علاقة بين القوى العاملة والفن ويطرح كيف يحدث التعمير والتنوير فى مصر، مسلسل يرمز عن علاقة الريف بالمدينة وتقول مديحة عن مسلسل: مسلسل البشاير يحاول أن يعالج مشكلة تكدس المدن بالسكان وانا لى تجربة شخصية مع هذا الموضوع لى أخت خريجة كلية أداب وزوجها خريج كلية تجارة وكان من الممكن أن تعمل هى بالواسطة فى شركة جيدة و وزوجها يعمل فى بنك يأخذ مرتبا عاليا ولكنها رفض هذا وقدما طلبا لحصول على أرض من أراضى الاستصلاح وقد حصل عليها  ويزروعها  وهذا يسعيان فى توسيع الرقعة الزراعية. 

المسرحيات

قدمت من المسرحيات المتميزة مثل مسرحية “يوم عاصف جدا” وشاركها فى البطولة صلاح قابيل ونجاح الموجى، كانت المسرحية شهيرة بجملة “فضلك زلطة تطلع برا” وتعاونت مع سعيد صالح مرة أخرى فى مسرحية “لعبة أسمها الفلوس” من إخراج سمير العصفورى حيث قال عن مديحة: فنانة ممتازة لها حضور وخفة دم وقدرة على الحركة والوعى وسرعة حفظ وسرعة تصرف وارتجال وقادرة موجوده بشكل جيد تثبت وجودها أمام أحد من غيلان المسرح سعيد صالح وتقف امام بشكل قوى وقادرة مخافظة على قدراتها التمثيلية  وتمتلك خفة ظل ويتفاعل الجمهور معها  وتكون مع سعيد صالح يكونوا اشبه بلاعبين يرسلوا الكرة بعضهم البعض وهى من جيل أجتهد وتعب بشده.

 وكانت المسرحية من إنتاج فرقة الفنانين المتحدين 

أعمال لم تمثلها

كان المفترض أن نشارك فى عدة أفلام مثل فيلم “قليل من الحب وكثير من العنف” وفيلم “ملوخية بالأرانب” يشاركها فى البطولة الفنان محمود حميدة، والفيلمين من إخراج رأفت الميهى، وفيلم “الغجر”وكذلك فيلم عن قصة حياة محمد الخامس ملك المغرب مثلما نشر فى جريدة الأهرام المسائى: إلى المغرب يطير المخرج شريف يحيى لتحديد اماكن التصوير بناء ديكورات فيلمه الجديد “ملك بلا وطن” عن حياة محمد الخامس ملك المغرب السابق والفيلم أعد له السيناريو على بن زياد وحوار عصام الجمبلاطى وبطولة أحمد زكى ومديحة كامل وكمال الشناوى ومجموعة من الفنانين المغاربة، وكذلك كانت ستتعاون مع المخرج محمد عبد العزيز لتقديم نسخة عصرية من فيلم “الأستاذة فاطمة”، وكانت من المفترض أن تشارك فى فيلم مصرى هندى انتاج مشترك ستلعب البطولة مع راج كابور ووراجندر كومار ابطال فيلم سانجام، كما تحلم بتقديم دور ميديا على المسرح القاتلة الانسانية والمقتولة الاسطورة  حيث لعبت هذا دور فى مسرح الجامعه اثناء دراستها فلسفة  وترى شخصية ميديا الاسطورة اليونانية لأن شخصيتها مليئة بالحب وأروع الصور وبالكرة فى افظع انواعه وهذه التركيبة النفسية تشد مديحة وتسمح بتفجير كل طاقتها 

لكن فيلم قليل من الحب وكثير من العنف سيلعب دور البطولة الفنانة ليلى علوى وفيلم الغجر سيقوم ببطولته فيفى عبده وربما المشروعات السابقة توقفت بسبب ظروف انتاجية أو اعتزال مديحة أثناء تصوير فيلم بوابة أبليس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة