تعاون مصرى ـ أفريقى فى مشروعات التنمية
تعاون مصرى ـ أفريقى فى مشروعات التنمية


بتشييد السدود وإقامة مشروعات كهربائية وزراعية

سواعد المصريين تبنى نهضة القارة السمراء

آخر ساعة

الأحد، 03 أكتوبر 2021 - 02:30 م

حسن حافظ

جاء المصرى القديم من قلب القارة الأفريقية، واستقر حول وادى النيل وأنتج أعظم حضارة فى تاريخ البشرية، كانت محل فخر أبناء القارة كلهم، وفى اللحظة الراهنة يعود المصرى المعاصر إلى أمه الأفريقية، ينقل خبرات القرون إلى أبناء القارة، يشمر عن ساعديه ليعمل بجوار الأشقاء فى مختلف أنحاء أفريقيا، يصنع أبناء القارة بعقول مصرية معجزة للتنمية المشتركة بين سدود تبنى وطرق تمد وكهرباء تولد ونهضة تتفتح يرويها عرق الرجال.

المتتبع لحجم المشروعات التى تنفذها شركات مصرية مختلفة، يدرك حجم النهضة التى تشارك فيها مصر فى مختلف دول أفريقيا، فما يحدث يحتاج إلى مجلدات لنقل ما يحدث فى قلب القارة ودول حوض النيل، فلا تكاد تجد دولة فى حوض نهر النيل أو أفريقيا جنوب الصحراء، إلا وتجد شركات مصرية تعمل، ومشروعات تنفذ بخبرة مصرية، فمن سد أوين فى أوغندا، إلى خزان جبل الأولياء فى السودان، مرورا بسد روفينجى (جوليوس نيريري) بتنزانيا، وليس انتهاء بسد واو بدولة جنوب السودان، تجد شركات مصرية تصل ساعات الليل بالنهار، تشق الطرق وتبنى المبانى والمستشفيات، لتعود الأمور إلى نصابها، بعد عقود من الانكفاء المصرى الذى أضر بمصر ودول القارة معا، لكن ما يجرى الآن على الأرض يؤسس لشراكة جديدة قوامها التعاون المشترك والعمل بين الخبرة المصرية والاحتياجات الأفريقية، لتحقيق المصلحة المتبادلة لا إملاءات ولا مزايدات، تحت شعار التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمي.

اللافت أن مصر تمتلك رؤية للنهوض الشامل بمشاركة جميع دول القارة، عبر مشروعات ربط عملاقة، أولها مشروع الربط الكهربائي، الذى يستهدف نقل الكهرباء المصرية الفائضة إلى دول القارة، بداية من السودان، الذى بدأ فعليا فى استقبال الكهرباء المصرية منذ العام الماضي، إذ سبق أن أعلن الرئيس السيسى خلال كلمة له فى منتدى "أسوان للسلام والتنمية المستدامة"، ديسمبر 2019، بأن مصر على أتم الاستعداد لنقل 20% من الطاقة الكهربائية إلى إفريقيا بأسعار مخفضة تصل إلى نصف سعر التكلفة، وهى النية المصرية الواضحة فى مد يد العون للأشقاء فى القارة، وبدأت المرحلة الأولى بربط الشبكة الكهربائية السودانية بنظيرتها المصرية، بينما يعد مشروع الربط المائى الإسكندرية- فكتوريا أحد أهم المشروعات المصرية لتغيير مستقبل حركة التجارة عبر ربط بحيرة فكتوريا فى وسط إفريقيا بموانئ البحر المتوسط المصرية، والذى سيتوازى معه مشروع الربط الثالث المتمثل فى الربط البرى بين القاهرة وكيب تاون، بطول يصل إلى 9700 كيلو متر، ويربط بين أقصى شمال القارة بأقصى جنوبها، عبر 9 دول إفريقية هي: مصر والسودان وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوى والجابون وجنوب إفريقيا. فبحسب أرقام الاتحاد العام للغرف التجارية، تستثمر الشركات المصرية أكثر من 20 مليار دولار أمريكى فى الدول الإفريقية، لكن هناك مساحة لمضاعفة حجم الأعمال فى سوق تبلغ قوته الشرائية نحو 1.5 تريليون دولار.

وسبق أن أعلن الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، عن مواصلة مصر جهودها لدعم أشقائها من الدول الأفريقية من خلال تنفيذ العديد من المشروعات على الأرض بهدف خدمة المواطنين، وتحقيق الاستقرار للأهالى من خلال حل مشاكل مياه الشرب وحماية الأهالى من أخطار الفيضانات، مثل التعاون بين مصر وتنزانيا لإنشاء سد روفينجي، لافتا إلى توقيع بروتوكول للتعاون الفنى بين وزارة الرى المصرية ونظيرتها بجنوب السودان، والمتضمن مشروع إعداد دراسات جدوى إنشاء سد واو، المتعدد الأغراض بجنوب السودان، ويقع المشروع على نهر سيوى أحد فروع نهر الجور الرئيسى بحوض بحر الغزال، وعلى مسافة 9 كيلومترات جنوب مدينة واو، ويهدف لتوليد 10.4 ميجاوات من الكهرباء بالإضافة لتوفير مياه الشرب لحوالى 500 ألف نسمة، والاستفادة من المياه فى الرى التكميلى لحوالى 40 ألف فدان.

وأكد وزير الرى أن مصر تدعم التنمية فى دول حوض النيل وأفريقيا "بالأفعال لا بالأقوال"، وأشار إلى أن مصر ساهمت فى إنشاء عدد من السدود بدول حوض النيل مثل سد أوين فى أوغندا، وخزان جبل الأولياء فى السودان، وسد روفينجى بتنزانيا، بالإضافة للممر الملاحى المزمع الانتهاء من دراساته لربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط لتحويل نهر النيل إلى ممر للتنمية بدول حوض النيل، بما يفيد الجميع ويساهم فى تحقيق التكامل السياحى والتجارى والزراعى والتنموى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة