كلينت إيستوود
كلينت إيستوود


‏Review .. لا يوجد سوى سحر ايستوود ‏Cry Macho

أخبار النجوم

الأحد، 03 أكتوبر 2021 - 02:37 م

إشراف : إنچى ماجد

هناك مجموعة من الأشياء الخاطئة في فيلم الويسترن Cry Macho، أحدث أفلام عملاق هوليوود كلينت إيستوود؛ والذى صدر مؤخرا بصالات العرض الأمريكية؛ كما أنه متاح عبر منصة HBO Max ؛ ولكن لا يعد ايستوود بعيداً عن تلك الأخطاء.

دعونا نتذكر كم عدد صناع الأفلام الآخرين الذين يبلغون من العمر 91 عاما؛ والذين يقومون بإخراج الأفلام إلى جانب بطولتها؟ لا أحد؛ وهو ما يعنى أننا أمام استنثناء لم يتكرر فى تاريخ السينما العالمية.

واجه الفيلم فشلا ذريعا فى شباك التذاكر الأمريكى؛ وتدور أحداثه حول مايك مايلو - وهى شخصية ايستوود فى الفيلم - وهو راعى بقر جار عليه الزمان في مسابقات رعاة البقر؛ يدين بخدمة لصاحب مزارع ثرى من تكساس يدعى هوارد بولك؛ والذى سانده بعد موت زوجة مايك وابنه في حادث سيارة؛ والآن على مايلو رد الجميل لصديقه القديم؛ تتضمن المهمة رحلة إلى المكسيك لاستعادة نجل هوارد - والبالغ من العمر 13 عاما -والذي هرب من والدته مدمنة الكحول وأفراد الأمن التابعين لها؛ فهل يستطيع مايك كسب ثقة الصبي وإعادته إلى المنزل؟ هذا الخط الدرامى من المؤكد أنك شاهدته فى عشرات الأفلام من قبل؛ وهو ما يدعى للتساؤل والحيرة حول السبب الذى جعل العملاق ايستوود يوافق على مثل تلك القصة.

 تدور أحداث الفيلم في عام 1979؛ وهى نفس الفترة التى كان ايستوود يصنع فيها اسمه بسينما الويسترن من ذهب؛ بتقديم أفلام مثل The Outlaw Josey Wales و Dirty Harry ؛ وهى أفلام ايقونية لا يصل إلى مستواها فيلم Cry Macho؛ ولكن مع تجاوزه فى السن أجده يستمر فى تقديم شخصية الرجل كبير السن؛ الذى يسنده ماضيه فى حاضره؛ ليقدمها كثالث مرة فى Cry macho بعد فيلميGran Torino و The mule

تسمح فترة رحلة مايك مع الفتى المراهق -والتي تستغرق أسابيع بتعليمه كيفية ركوب الخيل والهمس فى أذنهم؛ في مشاهد هادئة تشير إلى فضائل مجتمع الغرب الأمريكى؛ - وهو عنصر أساسي في جميع أفلام إيستوود على امتداد مسيرته الفنية الثرية.

يا له من عار أن يتمكن المشاهد من التنبؤ بأحداث الفيلم فى وقت مبكر جدا من بدايته؛ فالسيناريو المقتبس عن رواية للكاتب المسرحى الراحل ان ريتشارد ناش؛ يبدو وكأنه تمت كتابته منذ عقود؛ وهو أمر صحيح فقد قام ناش بكتابة السيناريو بالفعل؛ قبل رحيله عن الحياة فى عام 2000

وعلى الرغم من تلميع نص ناش على يد السيناريست نيك شينك - وهو الذي صنع العجائب مع فيلمى Gran Torino و The mule - ولكنه لا يوجد من الأساس هيكل يمكن البناء عليه؛ ليس إيستوود هو الذي يعاني مع تقدمه فى العمر؛ ولكن الأزمة تأتى بالفعل من الحوار الضعيف والحبكة التى اختنقت بسبب غبار الكليشيهات شديدة التكرار

من الصعب معرفة ما الذي يمكن الخروج به؛ من تقديس الفيلم لشخصية مايك وتقديمها كما لو أنها مثل دكتور دوليتل في المدينة- وهو المعالج الشهير للحيوانات- من الخيول إلى الخنازير والكلاب؛ حتى أن مايكنجح فى التواصل مع طفل مصاب بالصمم بلغة الإشارة الأمريكية؛ وهو الأمر الذى قال عنه فى أحداث الفيلم : إنه شيء التقطته فحسب.

باستثناء السيناريو الركيك والحوار الساذج؛ فإن Cry Macho عبارة عن قطعة سكر لا تضر فى مشوار ايستوود الحافل؛ وهي رحلة لطيفة من صانع أفلام استثنائى فاز بجائزتي أوسكار مرتين؛ الأولى عن فيلم Unforgiven الذى يغوص فى الجانب المظلم من عالم الغرب الأمريكى؛ أما الثانى فهو الدراما الرياضية million dollar baby .

فى النهاية Cry Macho بعيد كل البعد عن الهالة الكلاسيكية لايستوود ؛ ولكن تظل طلته بالفيلم كلاسيكية  بكل ما تحمله  الكلمة من معنى.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة