في بلد كبلدنا الولود ذات التسعين مليون بشري والفقر والجهل الساكنين شعابها والمادين بجذورهما العتيقة في عمق الوجدان، طبيعي أن تظهر علي الأرض أعداد معتبرة من أسافل البشر والأرذال والأغبياء وطبيعي أن يجد بعض من هؤلاء إناسا أدني وأحط منهم مكاناً وعقلاً يرون فيهم معجزات بشرية تستحق الاتباع ويعتبرونهم قادة الفكر والتنوير..
يسري علي أولئك وهؤلاء ما يسري في عرف نساء البلد عندما يأتي من بين ولدها وبعد تكرار إنجاب فرع مائل خائب، فيصفونه بوساخة البطن.. هذه الوساخات نراها متجسدة في كل المواقع حتي تلك التي بالضرورة كانت حكراً مرصوداً لأصحاب العقول النابهة والضمائر الوطنية الحية..
في الإعلام والصحافة صار من هؤلاء إعلاميون وصحفيون وتحت قبة البرلمان صار منهم نواب، هؤلاء يتابعهم نفر من الجهال والأغبياء، وأولئك يؤيدهم ضعاف العقول والبؤساء من أبناء شعب يبيع واقعه ومستقبل أبنائه لقاء حفنة جنيهات بالكاد تسد جوعه ليوم أو اثنين..
ولست من أولئك الناقمين علي المجتمع ولا الذين يحملون أفراده مسئولية ما هم فيه من جهل وفقر، ولكني من المؤمنين بأن هؤلاء هم ضحايا إدارات وأنظمة فاسدة جاهلة وغبية تحكمت في مصر بالأقل علي مدي تجاوز 30 عاماً، ولأني أتصور بأن المستقبل الذي نتشاركه جميعاً مهم أن يكون وقدر الممكن خالياً من الجهل، معظماً للتحضر ولكرامة الإنسان، أقول وبوضح إن المسئولية تقع علي مؤسسات الدولة في حماية الجهلة والبؤساء من شر أنفسهم.. فليس طبيعياً أبداً أن نهدر فرص المستقبل علي مذبح دعاوي المساواة والحق بالاختيار... فليس من حق أحد اختيار جاهل غبي أو فاسد أو خائن في حالات فجة عرفناها جميعاً ـ ليشارك ـ في إدارة وطن نعيش فيه جميعاً وطالما لم نرتق بالقواعد العامة إلي حد يضمن للوطن حسن الاختيار فليذهب حق الاختيار إلي الجحيم...
ضد الديمقراطية نعم أنا ضد الديمقراطية إن كان مؤداها فشل كل محاولة للنهوض وللخروج بالوطن من أزمة لم يعش مثلها في تاريخه.
كلمة أخيرة فرض المدعو توفيق عكاشة، حرجاً علي المؤسسات الملتزمة رسمياً باتفاقية السلام ما بين مصر والدولة الصهيونية، فإن اتخذت ضده إجراء لفسر ذلك علي اعتباره موقفاً رسمياً سلبياً من نظام ما بعد الثورة ضد السلام.. وإن صمتت علي الاتصال الفاجر فهي عند الناس ترحب بخطوة عكاشة، وربما تكون فوضته... الصحيح لا حرج في التعامل مع أمن البلاد، لا يمكن السماح لمواطن ونائب بالاتصال بدولة أجنبية.