جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

«كفر برشلونة» درس فى الإدارة السيئة

جلال عارف

الأحد، 03 أكتوبر 2021 - 06:51 م

يقدم نادى «برشلونة» العريق درساً بليغاً فى الإدارة السيئة التى تستطيع أن تحيل فريقاً كان لسنوات بين الافضل فى عالم كرة القدم، إلى فريق يثير الاسى عند الملايين من عشاقه فى العالم كله الذين عاشوا أيام مجده التى ولت لتترك فريقاً يبدو الآن كمن ضل طريقه إلى منافسة الكبار أو حتى الصغار فى مسابقات أسبانيا وأوروبا!!
لم يكن خروج «ميسى» من برشلونة هو سبب المأساة التى بدأت قبل ذلك بكثير، ولكنه كان إعلاناً بأن الإدارة عاجزة وأن الإصلاح بعيد وأن الأسوأ قادم لجمهور «برشلونة» الكبير. المأساة بدأت منذ سنوات. اعتزل نجوم كبار «مثل أنييستا وتشافى» وخرج آخرون دون بديل كفء. الفريق استمر يقاوم مع وجود ميسى وسواريز وغيرهما من النجوم، لكن بوادر التدهور كانت ظاهرة.
مع «كورونا» عانت كل الأندية الكبيرة، لكن الإدارات السيئة فى بعضها عمقت الأزمة. برشلونة كان مثالاً لذلك. اختيار المدربين كان الأسوأ وتدخل الإدارة كان سلبياً للغاية. عندما انفجرت الأزمة مع ميسى فى الموسم الماضى كان ذلك دليلاً على أن الأمور قد وصلت للمرحلة الأسوأ فى الإدارة. ورغم بقاء ميسى وتغيير الإدارة، فإن الأزمة كانت أكبر، والنتيجة هى ما وصل إليه النادى العريق الذى يصارع الآن فى وسط جدول الدورى الأسبانى، بينما نجمه الذى كان قادراً على قيادة رحلة الإنقاذ يحاول كتابة فصل جديد مع ناديه الفرنسى.
فى المقارنة مع الغريم التقليدى «ريال مدريد» الذى واجه ظروفاً مشابهة من تأثيرات كورونا ونقص الإيرادات ورحيل نجمه «رونالدو» يبدو «ريال مدريد» فى وضع أفضل وأكثر استقراراً نجحت تجربة مدربه السابق «زيدان» فى تبنى الشباب الذين اصبحوا نجوماً، وأدى الاستقرار لصمود النجوم القدامى وتألق «بنزيما» الرائع. ومع ذلك تبدو المسافة بعيدة بين أندية أسبانيا وبين الاندية الانجليزية التى تتصدر مع «بايرن ميونيخ» الالمانى كرة القدم الأوروبية بكل جدارة.
طبيعى أن تمر الأندية الكبرى بمراحل تراجع وتجديد للدماء تعود بعدها للتألق. لكن الإدارة السيئة هى القادرة على تحويل «برشلونة» صانع البهجة للملايين على مدى سنوات الى «كفر برشلونة» الذى يكافح من أجل البقاء!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة