سمير الجمل
سمير الجمل


يوميات الاخبار

صرخة «مسكين».. في عصر «التمكين»!

الأخبار

الأحد، 03 أكتوبر 2021 - 07:26 م

الرجل قد يكره زميله فى العمل لأكثر من سبب ولأنه يعرفه جيداً.. والمرأة قد تكره امرأة أخرى بدون سبب وهى لا تعرفها!!

وسط هذا الخراب الذى وقع على يد الأمريكان فى أفغانستان كانت أغلب تصريحات قياداتهم السياسية الرفيعة والنص نص تقول: نحن نأمل من طالبان أن تراعى النساء والأطفال!!

ونسى هؤلاء أنهم فعلوا البدع منذ أن وطأت أقدامهم أرض الكنوز التى تحولت إلى أكبر مستنقع لعصابات التجارة بالدين والافيون والخراب.

وكلمة «تمكين» أصبحت علامة فى السنوات الأخيرة لأغلب ما يأتى من ناحية الغرب الاوروبى والأمريكى.. وكأن المرأة فى بلادنا.. درجة عاشرة.. تعيش فى الحرملك حياة الجوارى.

وتغافل هؤلاء أنها ترفع الاثقال أكثر مما تحمل الأطفال وتلعب كل أنواع الرياضات بما فيها البوكس والكاراتيه والكونغ فو.. بخلاف استخدامها المدهش للسكاكين والشلاليت.. و«العض».. إلى جانب مؤثراتها الصوتية الاوبرالية التى يمكنها أن تلم الأمم المتحدة كلها على جنابك لأى هفوة أو بدون.

عندنا وزيرات وأساتذة جامعة ومديرات وقاضيات ومحاميات واديبات ورياضيات وفقيهات ومع ذلك لا تجد على لسان الخواجات إلا «التمكين».

وفى بيوتنا المصرية والعربية المرأة هى ست الكل.. وهى الوتد وصانعة الرجال وخبيرة الشئون المعنوية فى صناعة النجاح أو الفشل واللجوء إلى مستشفى المجانين فى أقرب فرصة.

وللأديب الكبير محمد جبريل كتابه الرائع «سقوط دولة الرجل» يؤكد فيه أنه لا وجود للتاريخ بدون المرأة.. وأيضا لا وجود لحرب لا تحركها امرأة ولا وجود لانتصار دون امرأة.. وكما جاء فى رواية رائحة الانثى للكاتب أمين الزاوى وفى مصر الفرعونية كانت أهم نصائح الحكيم «بتاح حتب» يقول لابنه: إذا كنت ناجحا واثثت بيتك وكنت تحب زوجة قلبك املأ بطنها واكس ظهرها وادخل السرور عليها طوال الوقت.. احب زوجتك فى البيت كما يليق بها وعطر بشرتها واسعدها ما حييت فالمرأة حقل نافع لولى امرها ولا تتهمها عن سوء ظن وامتدحها.. وعمنا الحكيم فى المقابل لم يقل للمرأة كيف تعامل زوجها.. إلا قليلا.

وحتى عندما ألزمها الحاكم بأمر الله الفاطمى أن تجلس فى بيتها.. كانت تملك حق التصرف فى أموالها ولها الحق أن تُطلق أية امرأة اخرى يتزوجها رجلها عليها.

ومع ذلك هى تعرضت للظلم والاضطهاد فى عصور وأماكن مختلفة.. حتى فى قلب اوروبا.. وعنصرية أمريكا مع الزنوج عموما والمرأة بصفة خاصة.. حاضرة حتى وقتنا هذا.

وعلى سبيل فى ظل الحضارة السومرية كان يحق للرجل أن يقتل زوجته أو يبيعها لكى يسدد ديونه ويعاقبوها على الزنا بالقتل ويتم إعفاء الرجل.

والفيلسوف أرسطو يراها ناقصة مهما كانت الأفضل والرومان نظروا إليها على أنها كائن بلا روح.

وجاءت المسيحية.. لكى تضع مريم فى منزلة خاصة وصفها القرآن الكريم بأنه فضلها وطهرها على نساء العالمين وفى كتاب الله سورة للنساء تحفظ حقوقهن وتقول لمن ضاقت بهم البصيرة عند نصف الميراث قياسا بالرجل انهم لم يدرسوا الشرع العادل الذى يعطى المرأة اكثر مما يأخذ الرجل فى بعض المواضع.. وعندما منحه ميزة ضعف الميراث زاد من مسئولياته بالانفاق على امرأته وعائلته حتى وإن كانت من الأغنياء.. وهو لم يمنعها من العمل فقد كانت خديجة أم المؤمنين من سيدات الأعمال.

وكانت البنت يتم دفنها حية قبل الإسلام.. حتى جاء وحررها وأوصى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا فى خطبة الوداع.. وأمر أن يكون الرجل بارا بأهل بيته مساعدا لهم.

ويقول القرآن العظيم: «ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم« «البقرة 228».. وقد ساووا بين الرجل والمرأة.. وفى «آل عمران 195» من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون».. لأن الله سبحانه وتعالى خلقهما من نفس واحدة بعضهم من بعض.. الرجل بمنزلة الرأس والمرأة تمثل باقى الجسد.. فلا يمكن للرأس أن تحيا بلا جسد أو العكس.

وقد ذكرت كتب التراث أن من بين رواة الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم أكثر من سبعمائة امرأة.. أولهن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها.. وعند تنظيم الدولة على يد عمر بن الخطاب اختار امرأة لكى تكون مراقبة للأسواق وهى الشفاء بنت عبدالله المخزومية.

وفى تفسير الإمام محمد عبده للآيات التى تناقش العلاقة بين المرأة والرجل قال: هما متمثلان فى الذات والإحساس والشعور والعقل.

ولما اشتعلت الحروب فى زمان الإغريق كانت المرأة أكثر من يدفع ضريبة هذه الحروب.. وأعلنت النساء الإضراب عن الالتزامات الأسرية والزوجية وعن معاشرة الزوج.. وتوقفت الحرب فعلا.. يعنى يا أيها العنتر المغرور بقوتك وعضلاتك هى تستطيع أن تلاعبك على الشناكل.. ومع ذلك هى لا تترك نقيصة من نقائص الرجال إلا اقدمت عليها وجربتها بالعند فى شنبات حضرته.. ورسمت لنفسها صورة المتحررة الجريئة.. بتدخين السجائر والشيشة.. وقيادة الاتوبيس والميكروباص وإدارة ورش الحدادة والميكانيكا والنجارة.. وهى تستطيع فى ثانية واحدة أن تلقى بالبرئ الغلبان إلى غيابات السجن تمزق ملابسها وتصرخ بالصوت الحيانى: الحقونى.. عايز يغتصبنى!

وسوف يتجمع الناس.. وبدون أن يكلف أحدهم تدبر أو تأمل أو مناقشة ما جرى.. سينزل ضربا فى المتعوس ويتكالبون عليه كما تتكالب الجوارح على فريستها.. ويدهشك أن أغلب من تطوع للضرب والتلطيش من الخناشير.. بينما على البعد هناك امرأة عاقلة تمصمص شفتيها متعجبة: إن كيدهن عظيم!

وهى أدرى ببنات جنسها.. ولو تشاجر الزوج مع زوجته فى الشارع.. سيكون الغالبية فى صف مكسورة الجناح.. رغم أن الأرقام تقول إن معدلات ضرب الست هانم لزوجها ارتفعت فى السنوات الأخيرة على معدلات اعتداء الخنشور على جماعته.

سلعة

الكارثة أن الغرب الذى صدع رؤوسنا كل ساعة بالتمكين وإعطاء المرأة حقوقها بصرف النظر عن اتفاقها مع شرع الله من عدمه.. هو نفسه الذى جعل من جسدها بضاعة يبيعها على أغلفة المجلات والإعلانات.. ويقيم المسابقات لاختيار الأجمل.. بوجود لجنة تحكيم تقيس الصدر والأرداف وبالمرة تسألها فى الثقافة:

كم قبلة فى فيلم أبى فوق الشجرة؟!

نظروا إلى أنوثتها وتجاهلوا إنسانيتها.. وبيوت الأزياء ومصانع التجميل تعرف جيدا كيف تلاغى الأنثى وفى الستينيات قامت شركة مستحضرات تجميل بالإعلان عن أحمر شفاه.. بألوان مبتكرة ومواد أفضل.. وسعر أحسن وكان شعار الإعلان: لكى تكونى جميلة!

ورغم كل هذه المزايا لم تقبل النساء على هذا الروج وبحثوا ودرسوا واستعانوا بخبراء فى الاقتصاد وعلم النفس وتوصلوا إلى العلة.. وتغير الاعلان لكى يصبح: للجميلات فقط!

ونفدت البضاعة من السوق فى أيام قليلة.. وزادوا السعر وزاد الطلب عليه أكثر..
عايزة ايه
وتسألها يا ستنا وتاج راسنا.. عايزة ايه؟
تقولك ناقصنى حاجات كتير؟!
الرجاجيل أو البعض منهم أعلنوا التمرد.. وأطالوا الشعر.. ومع اللحية ستجد ديل الحصان.. يعنى حتة من هنا وحتة من هناك.. وظهرت البدلة الرجالى الكاملة ضمن الأزياء الحديثة للهوانم.. وقد قامت بقص شعرها كأنها رايحة منطقة التجنيد بعد أسبوع.. فإذا مشيت أمامك بالخطوة السريعة.. ومشى هو أيضا ببنطلونه الضيق وشعره الملفوف لن تعرف فتحى من فتحية.. طب وبعدين؟!

وجاءت التكنولوجيا فى مجال الاتصالات لكى تحول غرف النوم عند البعض إلى استاد.. بالصوت والصورة وضاعت الخصوصيات وأصبحت تجارة يتسابق فيها الكل.. المهم مولانا «التريند».

ورغم انتشار التعليم قلت التربية وتراجعت.. وكيف لأم طه حسين والعقاد ونجيب.. وهن غير المتعلمات أن يطلع من تحت أيديهن من علموا الدنيا.. إنها التربية التى احتاجها «المسكين».. وبها تتجمل أميرة «التمكين».. بس نقول لمين؟.. ونعيد لمين؟.

لها.. وله!

> لكلمة امرأة كلمة سر (باس ورد).. لا يمكن الدخول إلى عالمها الحقيقى.. إلا من خلاله.. لهذا هناك من يقف على باب حواء من سنوات.. يتصور أنه نجح وهو يعيش فى «الترانزيت».. لا يعرف كيف يدخل.. ولا كيف يخرج!!
> علاقات سريعة الاشتعال.. هى علاقات قابلة أن تتبخر وتتطاير.. فى أقرب وقت!
> قال لنفسه فى لحظة مكاشفة: ياه.. لقد صنعت منها xxxl.. وهى فى الحقيقة.. أقل من أصغر مقاس.. لكنها أوهام الحب.. اشرب يا جنتل!
> العين.. هى أعظم ساعى بريد مجانى بين «هى».. و «هو».. فهل يستطيع البريد الإليكترونى أن يفعلها ويلعب هذا الدور.. مستحيل طبعاً!
> المرأة كائن «مخابراتى» بطبعها. تستطيع أن تكشف الرجل.. بالشم.. بالسمع.. بالنظر.. بالصمت.. بالكلام.. بالإيحاء.. بالصراخ.. بالتفتيش.. بالرصد.. بالتمثيل.. ونقطة ضعفها الكبرى أنها تحب الاكاذيب لو كانت فى علبة فخمة.. تفوح منها العطور الباريسية.. والفهلوة الشيطانية!!
> عندما عرضوا عليها ذلك العريس شديد الأدب حسن الأخلاق.. لكنه يفتقد جمال الوجه والطلعة.. اعتذرت لأنها لا تستطيع أن تستبدل حسن الخُلُق.. بحسن الخِلْقة»!!
> قال الرجل الخبير بشئون الحياة:
− يا ولدى لا تسألنى عن أنسب العمر للزواج ففى صغرك أمامك المتسع.. وفى كبرك عليك بالندم لأن الوقت قد فاتك.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة