استقبال الأسرى الإسرائيليين العائدين من القاهرة
استقبال الأسرى الإسرائيليين العائدين من القاهرة


أسرى إسرائيل العائدون من القاهرة بعد حرب أكتوبر: أبلغنا مصر احترامنا لصائد عسَّاف ياجورى

كيف تعرَّى الجيش الإسرائيلي أمام المصريين فى «يوم الغفران»؟

الأخبار

الأحد، 03 أكتوبر 2021 - 08:51 م

لم تفطن رئيسة الوزراء جولدا مئير، ولا قادة إسرائيل، إلى جرأة السخرية التى لاحت من أسئلة الأسرى العائدين من القاهرة، إلا حين اجتمعوا فور العودة بقائد لواء المنطقة الجنوبية فى حينه شموئيل جونين (جروديش). جرى اللقاء، وفقًا لوثائق أرشيف الجيش الإسرائيلى، فى مركز نقاهة جنوب إسرائيل، نهاية نوفمبر 1973.

القائد «جروديش» يرد: لا أعرف.. لكنها فضيحة بكل المقاييس

أين كان أفضل جهاز استخبارات على مستوى العالم؟، وكيف تعرَّى جيش إسرائيل أمام المصريين يوم السادس من أكتوبر؟، فضلًا عن علامات استفهام أخرى، فتش الأسرى الإسرائيليون عن إجابات لها فى عين القائد المهزوم، لكنه شاطر السائلين الدهشة وربما السخرية: «لا أعرف.. هناك قصور استخباراتي.. أعترف بأنها فضيحة بكل المقاييس».

لا أعرف

وبحسب الوثائق التى يُكشف عنها النقاب للمرة الأولى بعد 48 عامًا من حرب أكتوبر، تكررت عبارة «لا أعرف» على لسان «جروديش»؛ ردًا على تهكمات الأسرى العائدين. رغم ذلك لم يترك الأسرى للچنرال الكسير مساحة كافية للرد، وتناوبوا واحدًا تلو آخر على طرح الأسئلة، التى دار بعضها حول ما وصفوه بنقص الذخيرة، إذ قال أحد جنود الفرقة 600: «انتظرنا دون جدوى خلال ساعات الحرب الأولى دعمًا من سلاح الجو أو المدفعية، كما افتقدنا أى وجود لسلاح المشاة.. المصريون انقضوا علينا فى الكمائن، وأخرجونا منها مثل الجرذان»؛ فرد عليه «جروديش»: «أصدقك القول تُراودنى نفس الأسئلة.. كانت لدينا الذخيرة الكافية، ولا أدرى لماذا لم يطلقوا النيران». 

فضيحة فعلًا

«جروديش»، واجه موقفًا أكثر حرجًا، حين انتفض جندى آخر؛ وقال: «فى ثانى أيام المعارك، طلبنا إطلاق نار بجوار موقعنا، لإيقاف زحف المصريين تجاهنا، فلم نتلق حتى ردًا.. لم نجد بدًا من التحصُّن فى الملاجئ، ومع غياب الدعم المطلوب، اقتحم المصريون الملاجئ، وألقوا قنابل الدخان، واقتادونا إلى الأسر».. قضية أخرى أثارت سخط الجنود، وهى عدم تلقى أى إنذارات قبل اندلاع الشرارة الأولى للحرب، فضلًا عن غياب التوجيهات العسكرية الواضحة، إذ أعرب أحد قادة فصيلة «ناحل» العسكرية عن دهشته: «لماذا تلقت المواقع العسكرية إنذارات بنشوب الحرب قبل اندلاعها بعشر دقائق فقط؟، لماذا تركونا بين خيارات الاستسلام أو الموت، لقد كان واضحًا جدًا أن استمرارنا فى القتال بمثابة الانتحار». 

قوات كوماندوز

عاد قائد فصيلة «ناحل» للحديث عن الواقع المأساوى فى سيناء، وقال: «قبل اندلاع الحرب بثلاثة أسابيع، لاحظنا أنشطة غير تقليدية على الجبهة المصرية، وقبل ذلك شاهدنا بأعيننا انتشارًا هائلًا للجنود المصريين فى الضفة الغربية لقناة السويس، ورصدنا تحركات لقوات الكوماندوز المصرية.. تحركوا، واستطلعوا الوضع، وسجَّلوا ملاحظاتهم، بالإضافة إلى غيرها من الخطوات التى لم نعتدها قبل ذلك. منذ ساعات الصباح حتى المساء، شاهدنا العديد من الآليات وهى تدشِّن مواقع للدبابات وبطاريات الصواريخ..

سؤالى هو: ما المعلومات التى تلقيتها أنت «جروديش» وغيرك حول التحركات والأنشطة المصرية غير التقليدية؟ 
ردًا على الأسئلة والشرح المستفيض للواقع المؤلم، قال «جروديش»: «أعترف بأن هناك فشلًا استخباراتيًا، وأعتقد أن الوضع كان أسوأ من ذلك بكثير.. كان الجيش الإسرائيلى على قناعة بأن جميع التحركات المصرية غير التقليدية، التى تتحدث عنها مجرد تدريبات، لذلك شكلت إسرائيل لجنة تحقيق.

كل التقدير

جندى آخر من الكتيبة 52، قال: «ما حدث فى القيادة العسكرية الإسرائيلية يُعد استخفافًا بحياة البشر.. كان المصريون يمتلكون مئات الدبابات، لكن الاستخبارات الإسرائيلية خلدت إلى سبات عميق».

بينما قال جندى احتياط آخر من الكتيبة 113، التى كان يقودها العقيد عسَّاف ياجورى، والذى سقط هو الآخر فى أسر المصريين: «قتل المصريون معظم قادتنا فى ساحة الحرب، وأسروا ما تبقى منهم.. أول سؤال طرحه علينا المصريون بسخرية خلال أيام الأسر: لماذا يعرضكم القادة للذبح؟ فكان ردى خلال الاستجواب: كل التقدير والاحترام للجندى المصرى الذى ألقى قنبلة، وأصاب دبابة عسَّاف ياجورى».

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة