فكرت أن استكمل اليوم ذكريات الطفولة في قرية اجدادي. خاصة بعد ان اتصلت بي السيدة مني فتحي احمد إحدي ساكنات نادي المسنين بالقنطرة شرق.. واسمعتني بعض خواطرها عن الزمن الجميل في الريف المصري.. وحكت لي لمحات من حياتها.. وكيف أنها عولجت من السرطان ومازالت تعاني من فقدان الذاكرة.
لكن الاحداث المتسارعة الاسبوع الماضي والفهم الخاطئ من البعض عن رؤية أو استراتيجية مصر 2030 وما فعله النائب «عكاشة» دفعني الي تغيير دفة المقال.. فيبدو ان «صبحوا علي مصر بجنيه» وصلت فقط الي الغلابة.. ولم تصل لمن يقولون عن أنفسهم «ثوريين» وانهم من النخبة.. فالمواطن الغلبان اسرع بالتبرع من جنيهاته القليلة.. ليحقق رقما قياسيا جديدا هو 2 مليون جنيه في أقل من 24 ساعة ليعيد ضخ الدماء في شرايين «تحيا مصر».. والآخرون اكتفوا بالسخرية علي الفيس بوك.. ونجحت الزميلتان دعاء سامي وهند النمر في نقل حماس ستات البيوت والبسطاء في المتابعة التي تم نشرها في «الأخبار» اول امس.. كما عبر الزميل شريف الزهيري والزميلة هويدا أحمد من خلال متابعتهما كيف عاد الأمل للمستفيدين من مشروع «ابني بيتك» بعد ان قال الرئيس انه لم يكن مشروعا مخططا ترك الناس يعانون من نقص الخدمات.. وتأكيده أن كل المشروعات التي يتم تنفيذها والقادمة ستكون متكاملة الخدمات والمرافق ولن تكون مثل الماضي.
المتابعة التي قام بها الزميلان أحمد داود وأحمد خليل مع الاحزاب والبرلمانيين اثبتت انهم قد فهموا كلمة الرئيس ورؤية مصر 2030.. ولكن ما اتعجب له كيف يتبني البعض من اصحاب الرأي فكرة «عيشني النهارة وموتني بكره».. فكل ما نعانيه حاليا وفي السنوات الماضية هو اختفاء الرؤية المستقبلية من كل المشروعات المخططة.. وكم نادينا الا ننظر تحت اقدامنا.. وأن علينا ان نفكر ونخطط ليس لـ14 عاما قادمة مثل الاستراتيجية.. ولكن لـ50 و100 عام.. فلو فعلنا ذلك منذ خمسينات القرن الماضي لما كان لدينا هذا الكم من العشوائيات والطرق التي تضيق كل يوم عن سابقه.. ولم تعد حتي تستوعب السائرين علي الاقدام وليس السيارات.. وأقرب مثال إلي ذهني حاليا الطريق الدائري الاقليمي حول القاهرة الذي يحاولون علاج اخطاء الماضي فيه بلا نتيجة.. وطريق مصر الإسكندرية الزراعي الذي نبحث عن بديل له بعد ان فقدنا الأمل في اصلاحه.. فالطريقان اصبحا من اسوأ الطرق الداخلية.
ياسادة انتهي عصر «بص تحت رجليك خوفا من أن تقع».. فالناس في الخارج يفكرون في المستقبل وهم يعلمون أنهم لن يعيشوا هذه العصور.. ولو فكر المخترعون بطريقتكم لما وجدنا أي جديد او حديث في حياتنا وكنا مازلنا في عصور ما قبل التاريخ.
آخر سطر:
لن اتحدث عن رفضي لدعوة «عكاشة» السفير الاسرائيلي للعشاء في بيته فقد تحدث الكثيرون في ذلك.. ولن أكتب عما قيل عن استاذ الاساتذة مصطفي أمين فقد نفي نقيب الصحفيين ذلك.