كعادتة دائما.. يخاطب الرئيس السيسي القلوب قبل العقول.. مؤمنا بأن القلوب المؤمنة بربها والمحبة لوطنها والمخلصة لقائدها.. هي التي تحرك العقول وتدفعها نحو الفكر السليم.. وتحرك الأيادي وتدفعها نحو العمل الجاد.
الانجاز الذي تحقق في شهور.. كان في الماضي يسغرق عقودا من الزمان.. فهل نحن نشعر بهذا الحجم من الانجاز.. أم أننا نغفله ونتغافل عنه.. ونبحث عن «حبة « ننفخ فيها لتصبح « قبة».. أو نبحث عن أصغر الأشياء وأرذلها ونجعلها تتصدر المشهد.. أمين شرطة يتجاوز القانون نقتل به الشرطة كلها.. طبيب يهمل رسالته فنبخس حق كل الأطباء.. مذيع موتور أو مأجور ينسينا الدور العظيم للإعلام ورسالته النبيلة.. نبحث عن سجادة حمراء وطالب كاذب أو محامٍ مستظرف لنملأ به عقول الناس في برامج تبحث عن كل « هايفة « وتتصدر لها.. وغير ذلك من الهيافات التي تشغلنا وتنسينا ما تم من إنجازات.
الهدف من تلك الإنجازات كما أوضحه الرئيس لكل الشعب هو الحفاظ علي الدولة المصرية.. قال: إن مصر خلال الفترة الماضية كانت معرضة لتهديد حقيقي ومازالت، وتحدثت أمام البرلمان بكل وضوح هل من كانوا يتمنون ويعملون من أجل أن يكون مصير مصر كمصير الآخرين قائم أم انتهي؟، إذا كان انتهي فذلك خير ولكنه لم ينته بعد، مازالت المحاولات تبذل لكي تسقط مصر.. إن كل التحديات التي يمكن الحديث عنها وكل المخاطر ليس لها أي قيمة أمام الحفاظ علي وحدة المصريين، وما يتم الآن محاولة العبث بوحدة المصريين، سواء مؤسسات الدولة مع بعضها البعض أو فئات المجتمع مع بعضها البعض، الإرهاب لم ينفع والضغوط لم تجد فسيتم الآن تجربة أشياء جديدة، لن ينتهي هذا الأمر إلا بنجاحنا الحقيقي في تجاوزه.. وقال أيضا: لا أتحدث عن المخاطر حتي يتم أخذ أي إجراءات استثنائية، فهل توحدكم إجراء استثنائي؟، هل الخوف علي بلادنا إجراء استثنائي؟، أن نكون كتلة واحدة إجراء استثنائي كانت استراتيجيتنا وسياستنا هي المحافظة علي الدولة والبناء.
الرسالة أيضا كانت واضحة.. رغم أن البعض حاول إساءة تفسيرها وتحريف ترجمتها.. عندما قال الرئيس : «أنا عارف مصر زي ما أنا شايفكم قدامي كده وعارف علاجها وأنا بوجه حديثي لكل من يسمعني في مصر لو سمحتم متسمعوش كلام حد غيري أنا بتكلم بمنتهي الجدية أنا مش راجل بكذب ولا بلف وأدور ولا ليه مصلحة غير بلدي ومش بس ليه مصلحها غيرها.. وفاهم أنا بقول إيه».
ومع المزيد من الوضوح حتي يفهم من لا يفهم قال :»لن أسمح بتمزيق مصر خلي بالكوا أنا مش هسمح بكده محدش يفكر إن طولة بالي وخلقي الحسن معناه إن البلد دي تقع قسما بالله اللي هيقربلها لاشيله من فوق وش الأرض أنا بقول لكل مصري بيسمعني انتوا فاكرين الحكاية إيه.. أنا مسئول أمام الله عن 90 مليون وسأقف أمام ربي يوم القيامة أقوله أنا خليت بالي منهم عايزين تخلوا بالكم منهم معايا أهلا وسهلا مش عايزين لو سمحتو اسكتوا».
ويبدو أن الرئيس يحمل في نفسه الكثير.. خاصة عندما يتحدث عن المشاركة العامة.. سواء مجتمعية أم فردية.. عندما قال : «هقولكم علي شيء.. مبادرة تحيا مصر اللي عملناها منذ عام ونصف إجمالي المبلغ الذي تجمع فيها 4.7 مليار منهم مليار جنيه من الجيش وعايز تعالج ملايين من المصريين من فيروس سي ومش قادرين وعايز تعمل سكن للناس في المناطق العشوائية لكي تأخذهم منها.. ده لو كل يوم 10 ملايين من 90 مليون تليفون موبايل الموجود مع الناس صبح علي مصر بجنيه من موبايله بعشرة ملايين جنيه يعني في الشهر 300 مليون جنيه وفي العام 4 مليارات جنيه.. إحنا بنتكلم كتير.. بس إحنا صحيح عايزين عدالة اجتماعية « أنا «أعمل عدالة اجتماعية ولا» نحن « اللي نعمل عدالة اجتماعية، «إحنا» نعمل للناس ما يليق بهم أنا هقول تعبير صعب جدًا والله العظيم أنا لو ينفع اتباع لاتباع».
بالطبـع.. لن يتخلي الشعب عن وطنه ولا عن قائده.. نحن من يبني.. نحن من يشتري.. نحن لا نبيع ولا نباع.