تحديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في مناسبة إطلاق رؤية مصر المستقبلية ٢٠٣٠ ، بطريقة مختلفة عما اعتاد عليه المصريون من بعد ان تولي منصب الرئيس ، فيه وجه السيسي حديثه بشكل مباشر لجمهوره وهم الاغلبية الغالبة في الشعب المصري وتحدث وكأنه يتحدث لكل فرد علي حدة ، ويحذر الجميع ان المعركة لم تنته ، ومن ثم كان من المهم ان نفهم ان الرئيس بكلماته البسيطة والسهلة كان يستدعي وعي المصريين الذين اتحدوا جميعا في ٣٠ يونيو وتصوروا بعد نجاحهم في استكمال خارطة الطريق ان الامر قد انتهي والنصر اكتمل وهو علي غير الحقيقة ، في ظل الإيحاء من أطراف خارجية وداخلية بأنه ليس هناك مؤامرة علي مصر لأحداث الاستسلام الذي وصلنا إليه مؤخرا ، في نفس الوقت لم يرسل الرئيس بالرغم من ذلك اي رسائل احباط ، وان النية منعقدة لنمو هذا البلد بتضافر جميع الجهود وليس بعمل رئيس الدولة وحدة.
واتصور ان دعوة الرئيس المحترمة بإرسال رسالة لصندوق تحيا مصر ، هو استدعاء اخر للشعور الوطني الذي نفتقده فترات ونعود له في أوقات الشدة ، فنتكاتف ونبهر العالم لأننا شعب يصعب جدا فك طلاسمه او شفراته ، وبالرغم التهكم الفج الذي اطلقه جوقة من كارهي النجاح وهذا البلد الامين لا ان عموم الشعب لفظ ذالك واستجاب لتحية الصباح لمصر برسائل تعبر عن مدي الاستجابة والالتفاف من عموم الشعب حول القائد لمجابهة الاخطار التي تحاك للنيل من مصر وشعبها. وحينما تحدث الرئيس عن المشاكل والصعوبات التي تواجهنا كان الحديث واضحا ، فالرجل مغرق في التفاصيل وليس بعيدا عن مشاكلنا ومدرك لأبعادها والاهم انه يملك خطة الخروج من هذه الأزمات ولديه الحلول والدراسات التي بدأت بالفعل في مرحلة التنفيذ لنجني الثمار في القريب العاجل.
ولكن هناك من يقف بالمرصاد لهذه الطموحات من أعداء هذا الوطن فيبثون الفرقة والشائعات المغرضة بهدف زعزعة النفوس وخلخلة اتحاد الشعب المصري وهنا تأتي أهمية كلمات الرئيس ليوضح الحقائق ويكشف حقيقة المشاكل ليكون الشعب مشاركا إيجابيا في الحلول والطموحات المستقبلية.
وتأتي الرسالة الأهم في خطاب الرئيس حينما قال بصوت حزين الجملة الصعبة ، لو اقدر أبيع نفسي كنت اتبعت ، هنا الرئيس يصل الي ذروة الحدث والإيضاح ، لعل الجميع يفهم ويتفهم طبيعة المرحلة ، فالرجل لديه الاستعداد ان يفعل اي شئ لمصر حتي ولو ضحي بنفسه وهو هنا القدوة ويدعونا ان نحذوا حذوه ، بالتضحية وتماسك الجبهة الداخلية وعدم انفراط عقدها لتزهو مصر بين الامم ونحقق ما كان لابد ان يتحقق منذ سنوات عديدة ماضية ولكن ترهلت الادارة فانعدم التنفيذ وتراكمت المشاكل وآن الاوان لاقتحام الامر حتي ولو كان صعبا من اجل مستقبل ابنائنا ورفعة هذا الوطن