تدرس الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع حلف الناتو التدخل العسكرى فى ليبيا تحت ذريعة محاربة داعش والحقيقة أن التدخل الأمريكى يهدف إلى تمكين تنظيم الإخوان الإرهابى فى ليبيا والذى يمثله المؤتمر الوطنى الليبى «المنتهية ولايته» من السيطرة على مفاصل الدولة الليبية بعد أن فشل التحالف الصهيوأمريكى فى تمكين هذا التنظيم من السيطرة على مصر كما فشل أيضا فى تمكينه من السيطرة على الدولة السورية بفضل الدعم الروسى للجيش العربى السورى ولو كانت أمريكا جادة فى محاربة داعش لانتهى هذا التنظيم من الوجود إلا أن السياسة الصهيوأمريكية هى تقوية هذا التنظيم من خلال إمداده بالسلاح والغذاء سواء من خلال الإنزال الجوى المباشر والذى تدعى إنه تم عن طريق الخطأ أو من خلال ذيل التحالف الصهيوأمريكى المدعو أردوغان الذى لا يجد أى غضاضة فى المتاجرة مع داعش وشراء البترول منه مقابل إمداده بالسلاح والعتاد والدليل القاطع على أن التحالف الصهيوأمريكى لايريد محاربة داعش هو الحظر الذى يمارسه هذا التحالف على تصدير السلاح للجيش الليبى رغم مطالبة الرئيس السيسى أكثر من مرة تسليح الجيش الليبى وتأكيده على أهمية رفع هذا الحظر لتمكين الجيش الليبى من الدفاع عن سيادة الدولة الليبية بعيدا عن التدخلات السافرة للتحالف الصهيوأمريكى والتى تهدف بصفة أساسية إلى تمزيق الوطن العربى وتحويله إلى كانتونات متصارعة كما حدث فى العراق وسوريا وكاد أن يحدث فى مصر ـ لولا يقظة القوات المسلحة المصرية ـ وبحيث تكون الدولة الصهيونية هى الدولة المحورية فى المنطقة.
وقد حذرت مصر على لسان وزير خارجيتها السفير سامح شكرى فى تصريحاته لعدد من وسائل الإعلام الأمريكية أواخر الأسبوع الماضى من التدخل الدولى فى ليبيا وإنه إذا كانت هناك ضرورة لهذا التدخل فيكون من خلال طلب صريح ومباشر من الحكومة الليبية بعد تشكيلها كما سبق أن حذر وزير الإعلام الليبى خالد نجم من أى تدخل عسكرى غربى فى ليبيا لأنه سيؤدى إلى تعميق الازمة وتأجيج الصراع ليس فى ليبيا وحدها ولكن فى المنطقة كلها.
وبنظرة سريعة على بداية تدخل الناتو فى ليبيا تحت ذريعة إزاحة القذافى نجد أن الناتو اعتمد بصورة أساسية على تنظيم الإخوان الإرهابى الإجرامى الدموى فى تدمير الدولة الليبية ولم يكن مصطفى عبدالجليل إلا أداة طيعة فى يد هذا التحالف ليس للقضاء على شخص القذافى ولكن للقضاء على الدولة الليبية والسيطرة على مخزونها النفطى الضخم وتمكين شركات دول التحالف الصهيوأمريكى من تحقيق ارباح طائلة من خلال تحكمها فى الثروات الليبية وفى مقدمتها البترول.
ويتوق أردوغان شوقا إلى التدخل الغربى بزعامة أمريكا فى ليبيا حتى تتزايد أعداد المهاجرين إلى تركيا وبالتالى يستغلهم أردوغان فى ابتزاز أوروبا حيث طالب أردوغان أوروبا بالحصول على ستة يورو خلال عامين وقد وافق الاتحاد الأوروبى على دفع ثلاثة مليارات مليارات يورو لأردوغان كدفعة أولى تحت مسمى تحسين أحوال اللاجئين على الأراضى التركية هذا فضلا عن إحياء المحادثات بين أردوغان والاتحاد الاوروبى والتى كانت قد تجمدت ـ لضم تركيا لعضوية الاتحاد والخلاصة أن أردوغان حريص على إشعال المزيد من الحروب فى المنطقة العربية.