الشهيد المقدم أحمد حسن:بابا قال لى: «سامحونى .. نســـيتكم وافتكـرت مصـر»
الشهيد المقدم أحمد حسن:بابا قال لى: «سامحونى .. نســـيتكم وافتكـرت مصـر»


ابنة الشهيد المقدم أحمد حسن: بابا قال: سامحوني.. نسيتكم وافتكرت مصـر

آخر ساعة

الثلاثاء، 05 أكتوبر 2021 - 11:27 ص

 

كتب :أحمد دياب
مضى 48 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة، ولا تزال رائحة النصر تفوح فى ربوع مصر، وهامات أبنائها تلامس عنان السماء، ورغم ما تعرَّض له بلدنا الطيب من مِحن بعد أحداث يناير 2011، وسنة الإخوان السوداء، عادت «أم الدنيا» لتتنفس هواءً نقياً، ممتزجاً بعرق الفلاحين والعمّال فى الحقول والمصانع، ومحبة المسلمين والأقباط على أبواب المساجد وفى أروقة الكنائس، وكل مواطن يعمل فى موقعه جندياً أميناً على وطنه بكدٍ وأمل.


لقد استعاد الشعب بريق أحلامه على درب المستقبل مع زعيم مصرى يصنع مع المصريين نصراً جديداً فى كل يوم.. يسلِّح جيش بلاده.. يبنى ويعمِّر.. يجبر خواطر الغلابة.. يمهِّد الطريق لجمهورية جديدة عِمادها مواطنٌ صالح يتمتع بالكرامة وينعم بالاستقرار.


فى ذكرى النصر، نستذكر جانباً مضيئاً من حكايات الأمس.. ونستشعر طمأنينة اليوم.. ونستشرف روعة الغد.. لنبقى وتبقى مصر فى نصر أبدى فى سجل العسكرية المصرية صفحات مضيئة لابد أن نتوقف أمامها فعل أبطالها ما عجزت التفسيرات العلمية عن توضيحه وشرحه هو القائد الوحيد للكتيبة فى سلاح الدفاع الجوى الذى استشهد ولقب بصائد الطائرات لإسقاطه 13 طائرة خلال 12 يوما فقط فى حرب أكتوبر وكان من ضمن البعثة المصرية التى سافرت لروسيا للتدريب ودراسة صواريخ سام 6 وقبل استشهاده طلب كتابة وصيته لأبنائه «سامحونى نسيتكم وافتكرت مصر».


قالت نهلة ابنة الشهيد إنه كان متفوقاً فى دراسته ودخل كلية الطب وفى السنة الثانية قرر تحويل أوراقه إلى الكلية الحربية التى تفوق فيها منذ العام الأول، وعين مساعدا للدفعة نظرا لتفوقه الدراسى والتزامه الأخلاقى، بعد أن تخرج تم إلحاقه بسلاح المدفعية المضادة للطائرات قبل إنشاء الدفاع الجوي وتزوج والدتى وتم نقله إلى أسوان قائدا لكتيبة الدفاع الجوى المكلفة بحماية السد العالى، وميلادى كان هناك، ثم عادت الأسرة مرة أخرى إلى القاهرة.


وأكدت أن الشهيد فى حرب أكتوبر قام بإسقاط 13 طائرة كما أن والدى استشهد وهو صائم يوم 22 رمضان الموافق 18 أكتوبر فى وسط كتيبته بسيناء.

وقال لى الملازم أول محمد السحراوى آنذاك إن والدى ذهب لإصلاح إحدى منصات الصواريخ التى تعطلت أثناء عملها وكانت معه مدرعة إنقاذ يقودها جندى ومنصات الصواريخ كانت هدفاً لكل طائرات العدو لأنها تطلق الصواريخ وتجرى بسرعة فائقة وهذا سر تفوقها فى الحرب وتم رصد المنصة وهى واقفة وتم ربطها بمدرعة الإنقاذ لجرها إلى مكان آمن وتصليحها وأثناء وقوف أبى بين المنصة والمدرعة أطلقت إحدى طائرت العدو صاروخاً فتحركت المدرعة وسقط أبى تحتها وعندما أخرجوه من تحتها كان حيا ويشعر بألم فى الظهر، وطلب العودة إلى الكتيبة، ثم قام بلفه فى بطانية وتوصيله إلى الإسعاف وكان معه جندى وقال له اكتب هذا العنوان وكان عنوان خالى عصام، وقال له أخبر والدتى وأولادى نهلة وخالد أننى بخير، وطلب منه أن يقول لهم على لسانه «سامحونى نسيتكم وافتكرت مصر»، وبعد أن انتهى من الرسالة تلك، ابتسم ثم نطق بالشهادة، مشيرة إلى أن القوات المسلحة لا تنسى أبناءها الشهداء.

وقد سبق أن وجهت لنا دعوة بحضور حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الدفاع الجوى الدفعة رقم 27 أطلق عليها دفعة الشهيد مقدم أحمد حسن، ولكن الجديد وقتها هو ما سمعته من بطولات عن والدى فكم كنت فخورة بما قام به ومن وقتها عاهدت نفسى بالبحث عنه وسط جنوده وزملائه الذين كانوا معه وقت استشهاده حتى أشعر أننى كنت بجانبه فى هذه اللحظة ممسكة بيده المضيئتين بين يدى وأقول له أنت الذى تسامحنا لأنك كنت أشرشف وأطهر من عالمنا بكثير ولأنك فى مكان نتمنى أن نلقاك فيه، وكما تم إطلاق اسمه على أحد مبانى كلية الدفاع الجوى.

القوى العاملة: الخميس إجازة بأجر كامل للقطاع الخاص بمناسبة انتصارات أكتوبر

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة