فى ذكرى النصر
فى ذكرى النصر


فى ذكرى النصر | اللواء سمير فرج: النفط سيظل المحرك الرئيسي لسنوات مقبلة

آخر ساعة

الثلاثاء، 05 أكتوبر 2021 - 11:42 ص

كتب : محمد ياسين


مضى 48 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة، ولا تزال رائحة النصر تفوح في ربوع مصر، وهامات أبنائها تلامس عنان السماء، ورغم ما تعرَّض له بلدنا الطيب من مِحن بعد أحداث يناير 2011، وسنة الإخوان السوداء، عادت «أم الدنيا» لتتنفس هواءً نقياً، ممتزجاً بعرق الفلاحين والعمّال فى الحقول والمصانع، ومحبة المسلمين والأقباط على أبواب المساجد وفى أروقة الكنائس، وكل مواطن يعمل فى موقعه جندياً أميناً على وطنه بكدٍ وأمل.
لقد استعاد الشعب بريق أحلامه على درب المستقبل مع زعيم مصرى يصنع مع المصريين نصراً جديداً فى كل يوم.. يسلِّح جيش بلاده.. يبنى ويعمِّر.. يجبر خواطر الغلابة.. يمهِّد الطريق لجمهورية جديدة عِمادها مواطنٌ صالح يتمتع بالكرامة وينعم بالاستقرار.
فى ذكرى النصر، نستذكر جانباً مضيئاً من حكايات الأمس.. ونستشعر طمأنينة اليوم.. ونستشرف روعة الغد.. لنبقى وتبقى مصر فى نصر أبدى.

تحدثنا إلى عدد من الخبراء الاستراتيجيين، من بينهم اللواء أحمد الصادق المدير الأسبق للكلية البحرية الذي أوضح أن النفط أصبح ورقة ضغط سياسية على غرار الأحداث السابقة مسألة صعبة وغير مجدية اقتصادياً، وذلك لكون سلبيتها في الوقت الراهن أكثر بكثير من إيجابيتها في ضوء تغيُّر الظروف وتبدُّل المعطيات السياسية والاقتصادية والأمنية على الساحتين الإقليمية والدولية.

فمنذ أحداث ١١ سبتمبر 2001 تسعى الولايات المتحدة لتحريك المجتمع الدولي وتدفعه لمعاداة دول الخليج بدعوى أن الأخيرة تتحكم وتحتكر السوق النفطية وتضر بالاقتصاد العالمي وتسعى لدخوله في دوامة الركود، وتعتبر ذلك نوعاً من الإرهاب، يجب محاربته، لذا قد تفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي ستتخذ قرار حظر.

وقد سبق أن صدرت تشريعات من الكونجرس الأمريكى بأغلبية ٣٧٢ صوتاً بفرض عقوبات على دول «أوبك» التى ترفض زيادة إنتاجها وكذا قطع مصادر الطاقة عن الدول الأوروبية والصناعية، وقد لا يخدم ذلك القضايا العربية على العكس يوّلد ذلك مزيداً من الأحقاد، بالتالى يتحوّل المجتمع الدولى إلى عدو ضد العرب وسيفقد العرب التعاطف الدولى تجاه قضاياهم.

وقد تداركت الوكالة الدولية للطاقة، التى تعبِّر عن مصالح المستهلكين فى مواجهة منظمة «أوبك» التى تضم ٢٥ دولة صناعية، هذا التخلى بصورة تدريجية عن النفط الخليجى حتى لا يتكرر ما حدث فى ١٩٧٣ من خلال إيجاد بدائل لمصادر الطاقة وظهور مناطق إنتاج جديدة تنافس النفط الخليجى وظهور منتجين جدد خارج منطقة الشرق الأوسط.
وتشير الدراسات إلى أنه رغم المقاطعة الاقتصادية التى فرضتها الولايات المتحدة على بعض الدول مثل إيران وفنزويلا، فإنها فشلت فى تحقيق أهدافها

وقد ظهر أسلوب جديد فى استخدام سلاح النفط بسبب التطور التكنولوجي، وذلك بخفض الإنتاج بسبب الدمار الذى تحدثه الطائرت بدون طيار «الدرونز»، والهجمات الإلكترونية على المنشآت النفطية، مما يؤدى فى النهاية لخفض الإنتاج النفطي.

ويقول الصادق إن سلاح النفط تطوّر بشكل كبير فى السنوات الأخيرة بسبب دخول لاعبين جدد «منظمات وجماعات» ليس لهم علاقة بالحكومات.
فيما يقول اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن النفط كان وما زال القوة الرئيسة حتى الآن، وسيظل المحرك الرئيس لعشر سنوات مقبلة

وسيظل النفط العربى الذى يمثل 30% من إجمالى إنتاج النفط العالمي، قوة العرب، ولا يمكن أن ننسى لوعة العالم وقلقه عندما أغلقت قناة السويس لعدة أيام بسبب جنوح سفينة «إيفرجرين» فقد توقفت إمدادات النفط والبترول لأوروبا ولهذا السبب يمكن أن نقول إن النفط لا يزال قوة محركة ومؤثرة فى السياسات العالمية.
ويقول اللواء نصر سالم، الخبير العسكري، إن الدول النفطية عندما وقفت إلى جانب مصر والحق العربى فى حرب 1973، كانت وقفةً تاريخية

وقد شعر العالم وقتها بقوة الدول العربية عند اتحادها، ونذكر هنا أن الجسر الجوى الأمريكي الذي كانت ترسله الولايات المتحدة دعماً لإسرائيل بالأسلحة قد تأثر بهذا الموقف العربى من قطع البترول عن العالم، مما كان له أكبر الأثر فى خفض الإمدادات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.. ذلك الموقف كان رائعاً في حرب أكتوبر، ولو استخدم العرب هذا السلاح في أى وقت بلاشك فإنه سيؤثر في العالم بشكل رادع من أجل مراعاة مصالحنا.


فى حين يقول حمدي عبدالعزيز، المتحدث الرسمى لوزارة البترول: حالياً توجد بدائل للبترول بالنسبة إلى الدول الأوروبية مثل الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي والطاقة الشمسية، بالتالي لم يعد البترول سلاح ردع، وما حدث في الماضي صعب تكراره الآن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة