لوحة حامد عويس التى وُلدت مع النصر
لوحة حامد عويس التى وُلدت مع النصر


لوحة حامد عويس التي وُلدت مع النصر: «تحطيم بارليف».. رمز لقوة مصر

آخر ساعة

الثلاثاء، 05 أكتوبر 2021 - 11:51 ص

مضى 48 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة، ولا تزال رائحة النصر تفوح في ربوع مصر، وهامات أبنائها تلامس عنان السماء، ورغم ما تعرَّض له بلدنا الطيب من مِحن بعد أحداث يناير 2011، وسنة الإخوان السوداء، عادت «أم الدنيا» لتتنفس هواءً نقيًا، ممتزجًا بعرق الفلاحين والعمّال في الحقول والمصانع، ومحبة المسلمين والأقباط على أبواب المساجد وفى أروقة الكنائس، وكل مواطن يعمل فى موقعه جندياً أميناً على وطنه بكدٍ وأمل.

لقد استعاد الشعب بريق أحلامه على درب المستقبل مع زعيم مصرى يصنع مع المصريين نصرًا جديدًا في كل يوم، يسلِّح جيش بلاده، يبنى ويعمِّر، يجبر خواطر الغلابة، يمهِّد الطريق لجمهورية جديدة عِمادها مواطنٌ صالح يتمتع بالكرامة وينعم بالاستقرار.

في ذكرى النصر، نستذكر جانبًا مضيئًا من حكايات الأمس، ونستشعر طمأنينة اليوم، ونستشرف روعة الغد.. لنبقى وتبقى مصر فى نصر أبدى.

وكما فى اللوحة لم يأتِ الفعل إلا بالصمود للكتلة وقوة الألوان التى توحى بوضوح الرؤية، وقد أقام الفنان لوحته ببنيان معمارى متين شامخ امتلأ بكم من التفاصيل فى المقدمة تحكى حكاية اللوحة بشكل واضح، حيث نرى يداً يُمنى ممسكة بمنجل الحصاد واليسرى بالشوكة، وقد استعان بهما الفنان من واقع حياتنا كأدوات للفلاح المصرى فى رمزية لن نراها فى أى لوحة انتصار أخرى، ورغم عالمية فن حامد عويس فإن من يرى هذه اللوحة يدرك أن الذى رسمها مصرى لما فيها من سمات المصرى وعزيمته.

ونرى تفوق الفنان فى تقنية اللوحة وبنائها المحكم بصريًا باتجاهات الخطوط والتقابلات، والألوان الممتزجة بسخونة الواقع وحصره بإجادة داخل مساحته التعبيرية ليحقق جمالاً للوحة وبلاغة للمشهد.

وفي اللوحة أيضًا نلاحظ توازنًا مُحكَمًا، فالكتف اليمنى للجندى تميل مع حركة الرقبة والذراع اليمنى وبيده المنجل إلى داخل اللوحة من أعلى إلى أسفل اليسار مقتحمة اللوحة فى احتواء

وسيطرة لكل مفرداتها الأمامية، وهى لخط بارليف بكل مشتملاته العسكرية، ونجد طرف المنجل يتجه لأعلى اليمين إلى حيث أطراف الشوكة لينغلق المشهد بالتقائهما،

رغم أن ذراعى المنجل والشوكة متوازيان فى بناء محكم للعمل، وبينهما جسد الجندي.. كما نرى يد الجندى اليسرى بكل عزيمة وهو يُسقط ضربة الشوكة من أعلى المشهد فى اختزال للحركة،

وأيضًا تأكيدها وهى تأتي من أعلى لأسفل بكل قوة، وقد بدت أصابع كف اليد اليسرى قابضة بعزم فى هذا التكوين العبقرى الذى يقود حركته ذراعا الجندى، لتتقابل كف اليد وهى الفاعلة وخوذة الجندى رمز العسكرية وتعتليا أعلى المشهد دون أن تظهر ملامح الجندى، لأنه رمز لكل الجنود، بينما ما ظهر هو الهدوء والثقة ببلوغه الهدف، وهذا أيضاً تعبير صادق لكل جنود النصر، وهذا التكوين أوصل بوضوح القضية كاملة عبر زمنين، زمن ضمنى لفترة بناء خط بارليف بكل مفرداته التى نراها فى اللوحة، وزمن حالى فى ذلك الوقت حين تم هدمه، فنرى فى اللوحة السابق والحالي، ليصل إلى المتلقى كيف كان وكيف أصبح فى قبضة جند مصر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة