بدلا من أن تلعن الظلام أضيء شمعة» مقولة نحفظها ونرددها، وننسي أن تقدم البشرية معظم المنتجات الحضارية التي نستمتع بها تلخصها المقولة السابقة ، فاستخدام الخيارات المتاحة أمامنا، ولو في أضيق الحدود دون لعن الموجود كما في المقولة السابقة، أتاح للبشرية فرصة رائعة لدفع الحياة خطوات نحو الأمام أكثر رحابة واستمتاعا.
فالظلام موجود حتي لو تم لعنه لا حيلة لنا معه ولا سبيل لإنهائه بالتصدي مباشرة له، وكانت خياراتنا المتاحة معه هي محاولة إضاءة شمعة، ومن ضوء هذه الشمعة بدأ الظلام ينحسر وتتضاءل فرص وجوده رغم قوته الكاسحة أمام ضوء الشمعة.
نردد المقولة دائما وننسي تطبيقها ومفعولها السحري، وذلك هو خطأنا الدائم، ويتبدي ذلك الخطأ في محاولة تغيير حياتنا بالضربة القاضية، والمقولة تؤكد أن التقدم يأتي كضوء شمعة وسط الظلام، التقدم بالنقاط أكثر تأثيرا وحفرا في حياتنا، بداية من حياتنا الشخصية وحياة المجتمع كاملة، ونلحظ ذلك في تقدم البشرية فالعلاج بالسحر والشعوذة لم يتم القضاء عليه دفعة واحدة لكن حدث بالتقدم الطبي خطوة خطوة وبإحراز تقدم صغير ينمو بالعمل عليه إلي تقدم كبير وعظيم، وحتي مع إحراز التقدم العلمي المتنامي كضوء شمعة مازال السحر والشعوذة مستمرين لكنهما في أضيق الحدود وفي الخفاء بعدما كانا في العلن.
نقاد الحياة دعاة التغيير الراديكالي السريع هم غالبا فقراء فكر وقليلو خبرة بما حققته من تطور نتيجة استخدام مقولة «بدلا من أن تلعن الظلام أضيء شمعة» فهم يفضلون لعن الظلام حتي وإن أضأنا شمعة ولا يرون في حياتنا سوي الظلام وأننا مقبلون علي كوارث ما لم نتغير دفعة واحدة فالعالم يسبقنا بقرون، ولا يدركون أن العالم المتقدم تقدم خطوة خطوة وهي سنة التقدم، إذا أردنا فعلا تقدما حقيقيا علينا الانتباه وتشجيع التغيير البسيط ونضع أمام أعيننا مقولتنا ولا ننسي أن التطور يأتي بضوء شمعة أو أي تغيير طفيف