ما أحلي الرجوع إلي أفريقيا.. أخيرا تنبهنا لأهمية العمق الأفريقي لمصر وعدنا إلي الدول الأفريقية أو استعدناهم إلينا فعادت الأمور إلي نصابها.. فمصر أكبر وأهم دول القارة السمراء علي الإطلاق.. التفت الرئيس السيسي لأهمية اللقاءات الثنائية المباشرة مع قادة وزعماء الدول الأفريقية فكانت زياراته لعدة دول أفريقية في الشهر الماضي وأهمها زيارته لأثيوبيا للتأكيد علي عدم إضرار السد الأثيوبي بحصة مصر من مياه النيل وقال للمصريين (اطمئنوا لن أضيعكم ) وخلال الأيام الماضية عقد في شرم الشيخ منتدي أفريقيا 2016 وأعلنت القمة الأفريقية الثلاثية عن إنشاء صندوق مشترك لتمويل المشروعات كما أعلن ديسالين رئيس الوزراء الأثيوبي عن التزام بلاده بإعلان المباديء حول سد النهضة وإذا كان التكامل العربي ضرورة اقتصادية وسياسية فالتكامل الأفريقي ضرورة أيضا لما يواجه دول القارة من محاولات استقطاب من الدول الكبري التي كانت تحتلها من قبل وتستغل ثرواتها بالإضافة إلي محاولات إسرائيل للوصول إلي العمق الأفريقي والنشاط الملحوظ للحملات التبشيرية التي تستغل فقر الشعوب الأفريقية.. مصر بحاجة إلي أفريقيا بنفس قدر حاجتهم إلينا لأنهم عمقنا الاستراتيجي الذي تناسيناه رغم تاريخ مصر في دعم وتشجيع الحركات التحررية في الدول الأفريقية مما أدي لنجاح العديد منها في التخلص من الاستعمار وكانت القاهرة خاصة النادي الفريقي مكانا لتجمع الطلاب الأفارقة وأصبح بعضهم زعماء لبلادهم فيما بعد ولكن مرت فترات من الجفوة السياسية خاصة بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا التي مثلت نقطة تحول سلبية في علاقاته مع الزعماء الأفارقة، ولكن استمرت مصر في تقديم المنح الدراسية المجانية للطلاب الأفارقة خاصة في جامعة الأزهر كما نقوم بتدريب الكوادر الأفريقية في مجالات عديدة ونرسل خبراء وأطباء لأي دولة تحتاجها وتشارك فرق من قواتنا المسلحة في حراسة الحدود في أماكن الصراع.. كل هذا قدمته مصر طواعية باعتباره واجب الأخت الكبري تجاه أخواتها وها هي تتقدم خطوات تجاههم وتصبح عضوا في مجلس السلم والأمن الأفريقي وتولت رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ وها هي تفتح افاق الاستثمار بينها وبين دول الأفريقية وقد لا يعلم البعض أن القطاع الخاص يستثمر في أفريقيا بمشروعات بمليارات الدولارات ولكن هذه الحفاوة الواجبة تجاه أفريقيا يجب أن يصاحبها تغيير في نظرة رجل الشارع العادي للأفريقي بشكل لا يخلو من العنصرية لتعود المودة الحقيقية بين أبناء القارة المرتبطين بمصير واحد