قيل لعمر بن عبدالعزيز.. يا أمير المؤمنين إن الناس قد تمردت وساءت أخلاقها ولا يقومها إلا السوط فقال كذبتم فإنه يقومها العدل والحق.
هذه ببساطة هي الفلسفة التي يجب أن تحكم العلاقة بين أي نظام ومواطنيه.. وأن يشعر كبار وصغار المسئولين بدورهم في إقرار الحق والعدل قبل أن ينفجر غضب الناس.. الروشتة سهلة وناجحة ولا تحتاج إلا للعزيمة.. في حادث الدرب الأحمر تحرك الرئيس كعادته أولا فإذا بالدولة كلها تنتفض في مواجهة تجاوزات ضباط وأفراد وأمناء الشرطة.. عندما تحرك الناس وحاصروا مديرية أمن القاهرة كانت الاشارة واضحة. الناس فقدت الأمل في العدل فتحركت لتقتص بيديها.. الشعور الذي ترسخ «ان مافيش حاتم بيتحاكم» فقرر الغلابة محاكمته في الشارع وعلي ناصية الطريق.
ما حدث كان استنساخا خطيرا لأحداث سابقة.. اخطأ ضباط الأقصر ولم تتحرك العدالة إلا عندما هاج الأهالي.. وتكرر الأمر من الإسماعيلية للمطرية لأماكن أخري.. حتي أصبحت الرسالة أن من يريد العدل عليه أن ينزل الشارع ويطالب به.
الرئيس السيسي نبه الشرطة أكثر من مرة إنها تاخد بالها وتعامل الشعب بالحسني وتحاسب من يخطيء.. وفي النهاية وجد الرئيس نفسه مضطرا لأن يستدعي وزير الداخلية ويرسل اشارات وقرارات واضحة بأنه لا تهاون مع خطأ ولا أحد فوق القانون لا حاتم ولا غيره.. وقتها فقط بدأنا نشعر بتغير كامل، محاسبة سريعة للمخطيء وإحالته للجنايات فورا ومناقشة موضوعية لكيفية إصلاح أداء الأمناء والشرطة حتي لا تتحول الحوادث الفردية إلي ممارسات جماعية تهدد وجود الدولة.
والمهم أن يكون ما حدث بداية إصلاح شامل للأوضاع.. فمصر لا تتحمل هذه الأزمات وشعب مصر لا يستحق غير الحق والعدل.
< < محكمة:
مرة أخري نعود لحي المقطم ومعاناة ودموع سكان الهضبة الوسطي التي لا يسمعها محافظ القاهرة ولا يراها رئيس الحي رغم انها تحت ناظريه.. جيهان عبدالرحمن نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية اكدت ان المحافظة رصدت مبالغ كبيرة للصرف فورا ومعالجة الحفر والنقر في الشوارع.. ولكنه تصريح لم نره علي أرض الواقع فالحفر في الهضبة الوسطي تحولت لبلاعات كبيرة تهدد حياة الأهالي وتبتلع ثرواتهم وصحتهم.. وتخرج لسانها لهم بينما المحافظ ورئيس الحي والأعوان لا يرون ولا يسمعون وان تكملوا فلا يقولون الحقيقة.. كان الله في عون السكان.
وللحديث بقية.