لقطة من «ريش»
لقطة من «ريش»


ليس للحفلات والسهرات | مهرجان «الجونة» فرصة ذهبية لمشاهدة أهم أفلام العام

هويدا حمدى

الثلاثاء، 05 أكتوبر 2021 - 05:23 م

أيام تفصلنا عن مهرجان الجونة السينمائى الدولي والذى نجحت إدارته في أن تضعه فى مقدمة المهرجانات الدولية في الشرق الأوسط خلال بضع سنوات ليصبح من أهمها وهو في عامه الخامس، قادر على جذب أهم صناع الأفلام العالمية قبل العربية ليتنافسوا على جوائزه أو فرصة العرض في أحد أقسامه بأي حال، وبالتالى صار مقصدا لجمهور السينما الذي أصبح حريصا على التواجد في الجونة أو على مقربة منها فترة المهرجان رغم ارتفاع أسعار الإقامة ليستمتع بمشاهدة أفضل أفلام العام ونجومها.


منذ انطلاقه وحتى دورته القادمة بعد أيام « يقام من ١٤ إلى ٢٢ أكتوبر» كان المهرجان فرصة حقيقية لمشاهدة أروع أفلام العالم والتى يقتنصها فريق البرمجة برئاسة انتشال التميمى ببراعة وعين خبير وحس فنى عال..ويظن البعض - وبعض الظن إثم - أن مهرجان الجونة نجوم وجميلات وفساتين ومجوهرات وسيارات فارهة وسهرات صاخبة حتى الصباح وهو ما تركز عليه بعض القنوات الفضائية والمواقع الصحفية للجذب والإثارة فقط، ولكن الواقع مختلف إلى حد بعيد.

صناع الأفلام والنقاد وعشاق السينما يلهثون يوميا لمتابعة فعاليات المهرجان التى لا تقتصر على الأفلام العالمية التى قد لا تشاهدها إلا فى الجونة ولكن هناك مالا يركز عليه الإعلام ويميز الجونة وتبعه مهرجانات أخرى فى الشرق الأوسط، مثل الحلقات النقاشية وورش العمل ومحاضرات لكبار صناع السينما فى مصر والعالم، وغير ذلك كثير ينتظر عشاق السينما الذين قد لا يجدوا وقتا للراحة وهم يتنقلون بين برامج المهرجان المختلفة والثرية جدا لمن يريد الثراء والقيمة وليس البهرجة.


مقدمة طويلة كان لابد منها بعدما اختزل الإعلام هذا المهرجان فى بهرجة النجوم والضيوف ظلما فلزم التوضيح.

 

فى الجونة داخل أو خارج المسابقة ستجد الأفلام حاصدة الجوائز من المهرجانات العريقة التى أقيمت هذا العام، حتى الأفلام التى شاركت فى هذه المهرجانات ولم يكن لها نصيب فى الفوز هى أفلام رائعة وتستحق المشاهدة وربما يكون الجونة هو الفرصة الوحيدة لمشاهدتها غير مقرصنة.

 


بين أروع الأفلام التى فاز بها «الجونة» الفيلم الفرنسى «Happening» «واقعة» لأودرى ديوان وهى مخرجة فرنسية لبنانية الأصل مأخوذ عن رواية بنفس الاسم لأنى إرنو والتى تناولت قضية الإجهاض غير القانونى قبل تشريعه فى فرنسا من خلال معاناة طالبة شابة تحاول الإجهاض سرا، لعبت دورها الفرنسية الرومانية أناماريا فارتولومى، الفيلم حصل على الأسد الذهبى لمهرجان فينيسيا الشهر الماضى وتم اختياره بالإجماع.. الفيلم سيعرض خارج المسابقة.


من الأفلام التى حصدت جوائز المهرجانات هناك أيضا «ضوء طبيعى» لدينيش ناجى وهو انتاج مشترك فرنسى ألمانى مجرى، ليس أفضل أفلام المخرج المجرى الذى لمع بعد فيلمه الرائع «Soft Rain»، لكنه فاز بالدُّب الفضى لمهرجان برلين هذا العام، تدور أحداثه خلال الحرب العالمية الثانية بشكل قاتم وجامد يفتقد الدفء والمشاعر، وإن حرص المخرج على جماليات الصورة بشكل مثير.

 


فى المسابقة الرسمية تنافس شديد بين أفلام الجوائز.. فى مقدمتها الفيلم الفائز بجائزة الجمهور فى فينيسيا «الرجل الأعمى الذى لم يرغب بمشاهدة تايتانيك» للمخرج الفنلندى تيمو نيكى، وتدور أحداثه حول قصة حب بين رجل كفيف مقعد وفتاة لم يلتق بها أبدا وأنما يتبادلان الغرام تليفونيا، عندما تتعرض الفتاة لموقف صعب يقرر الذهاب إليها فيخوض رحلة صعبة ومغامرات عديدة. 


الأفلام التى حصدت جوائز «كان» السينمائى الدولى معظمها فى المسابقة ومنها «6 Compartment No» للمخرج الفنلندى يوهو كوسمانن الفائز بالسعفة الذهبية مناصفة مع «A Hero» لأصغر فرهادى سيعرض بالمسابقة الرسمية، ويتنافس على جوائز المهرجان، تدور أحداثه فى إطار رومانسى حول فتاة فنلندية تأخذ القطار فى رحلة إلى القطب الشمالى، بعد قصة حب فاشلة، لتجمعها مقصورة النوم بعامل روسى لتتغير حياتهما.

 


وفيلم «Murina»  «مورينا» لأنتونيتا ألامات كوسيانوفيتش الفائز بالكاميرا الذهبية فى كان أيضا والتى تمنح لأفضل عمل أول، وتدور أحداثه فى إطار إنسانى حول فتاة تبحث عن الحرية فتجدها عند زائر غريب.

 

 


وفيلم «Playground» «ملعب» للورا ڤاندل الحاصل على جائزة فيبرسى فى كان أيضا، وتدور أحداثه حول طفلة تتعرض للتنمر داخل المدرسة لتناقش المخرجة ما يدور فى ساحات المدارس من تمييز وعنصرية فى بعض الأحيان ويلقى الفيلم بظلال على لعبة السياسة بشكل أكبر. 


وسيتنافس أيضا الفيلم المصرى «ريش» لعمر الزهيرى الفائز بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد بمهرجان كان كأول فيلم مصرى يفوز بجائزة فى كان، والذى حاز على إعجاب الجميع فى المهرجان، وستدور أحداثه فى إطار سحر حول رب أسرة يتحول إلى دجاجة فتحمل الأم كل المسئولية بينما يظل الرجل عبئا عليها.


ومن «كان» سيعرض أيضا الفيلم المصرى «أميرة» لمحمد دياب وهو انتاج مشترك مع الأردن والسعودية والإمارات، وتدور أحداثه حول فتاة تعرف أنها ولدت بتلقيح مجهرى للمعتقل نوار بالسجون الإسرائيلية لكن تحدث مفاجأة تهز معتقداتها وتفجر خلافات قوية بين  أسرتها، وتجبرها على رحلة لاكتشاف هويتها..

الفيلم بطولة صبا مبارك وعلى سليمان وتارا عبود التى تلعب دور أميرة فى أول أدوارها فى السينما. 


تضم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة ١٦ فيلما، بينما تضم مسابقة الأفلام الوثائقية ١٠ أفلام، وفى مسابقة الأفلام القصيرة ٢٣ فيلما، وتتنافس الأفلام على جوائز قيمتها ٢٣٤ ألف دولار، فى حين يعرض فى القسم الرسمى خارج المسابقة ٢٠ فيلما كلها متميزة.. ويكرم المهرجان النجمين، المصرى أحمد السَّقا والفلسطينى محمد بكرى  بمنحهما جائزة الإنجاز الإبداعى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة