الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 - 10:41 ص

السبت- السادس من أكتوبر- الساعة الثانية والثلث .. انطلقت قاذفاتنا ومقاتلاتنا إلى سماء سيناء في هجوم مركز مفاجئ دكت مطارات العدو الهامة في سيناء- الميز – ومطار تماده ومطار العريش والعديد من المطارات الأخرى المتناثرة في الصحراء .

وفي اللحظات الأولى كانت هذه المطارات مشلولة تماما بحيث أن طائرات العدو عجزت عن الإقلاع منها.

كما تم تدمير مجموعة أخرى من الطائرات فوق الأرض.

 في نفس اللحظة كانت بطاريات مدفعيتنا الثقيلة تصب نيرانا مركزة فوق دشم وتحصينات خط بارليف سيلا من النيران الشرسة التي فاجئت العدو تماما وهاجت أفراده الموجودين داخل الدشم، إن مدفعيتنا تمثل بالنسبة لهم رعبا حقيقيا عرفوه من قبل خلال حرب الاستنزاف.

 كانت الكلمة العليا في اشتباكات المدفعية دائما لمدافعنا ، القدرة على الاستبدال ودقة التصويب وغزارة النيران، أن ثقة مقاتلينا بمدفعيتنا تجدها في أحاديثهم المليئة بالإعجاب من ستارات النيران الكثيفة التي يوجهها الرجال ضد العدو. 

على الجبهة لا تسمع إلا هدير مدافعنا التي تنطلق قذائفها دائما تجاه الشرق ومن النادر أن تسمع انفجار قذيفة مدفعية معادية، العدو يحاول يائسا تعويض عجز مدفعيته باستخدام الطيران لكن الطائرات المعادية لا تستطيع التوغل فوق قواتنا، إنها تأتي من الشرق مذعورة ثم تستدير عائدة وفي كل هجمات الطيران المعادي كانت حمولات الطائرات تلقى في أماكن بعيدة عن الأهداف المقصود الهجوم عليها، أن العدو يستخدم طائرات كشكل من المدفعية عديمة التأثر لقد هدرت مدفعيتنا يوم السبت بعنف.

وفي وضح النهار وفي تمام الظهيرة فوجئ العدو بقواربنا تعبر القناة محملة بالمقاتلين المصريين وفي لحظات كانوا ينزلون فوق الضفة الشرقية كان عنصر المفاجأة كاملا وساحقا فلن يحدث في تاريخ الحروب كلها وفي تاريخ المعارك التي عبرت فيها قوات كبيرة موانع مائية وانهارا أن تم الهجوم في قلب النهار.

واندفعت مجموعات مقاتلينا تطهر حقول الألغام وتزيل موانع الأسلاك الشائكة وتشق الثغرات في الساتر الترابي في نفس الوقت كانت وحدات المهندسين قد بدأت العمل .

يقول أحد المقاتلين من رجالنا الذين شاركوا في إقامة المعابر والكباري التي انتقلت قواتنا فوقها . تم نصب الكباري تحت حماية مدفاعيتنا.

لقد ظهرت الكباري والمعابر فوق مياه القناة خلال خمس عشرة دقيقة ، لقد حققت وحدات المهندسين هذه المعجزة الفذة في دقائق معدودات بإقامة هذه الكباري الطويلة التي وصلت الضفتين، وقد سبق هذا خطوات أخرى كانت تمهد لهذه المعجزة.

حققت قواتنا أقصى سرعة في التمركز على الضفة الشرقية قبل أن ينتبه العدو، فعامل الوقت في مثل هذه العمليات هام وثمين للغاية وكقاعدة متعارف عليها فان بناء الكباري فوق الموانع المائية الصعبة لا يتم إلا بدفع ثمن باهظ في الأفراد والمعدات .

وطوال الأعوام الستة الماضية كان المعلقون العسكريون العالميون يتفقون على أن عبور هذا المانع الصعب  قناة السويس لا يمكن أن تتم إلابدفع ثمن باهظ وخسائر مرتفعة  حدودها أحيانا بسبعين في المائة من القوات المشتركة وقناة السويس أصعب مانع مائي عرفته الحروب وخط بارليف اعقد وأمتن الحصون الدفاعية التي تم إنشاؤها .

بدأت طوابير من الدبابات والمدرعات تزحف في اتجاه الشرق ، أعداد ضخمة من قطع المدفعية .. كانت القوات تتجه إلى القناة تحت قصف مركز من مدفعيتنا موجهة ضد المواقع المعادية ، وكانت عمليات العبور تتم بنظام دقيق وتخطيط علمي، والضباط المصريون يندفعون في اتجاه الشرق متقدمين جنودهم .. صائحين اتبعني .

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |سجون لندن السبب الأول في ظهور لعبة الإسكواش