ليس خافيا علي أحد ما يمر به الاقتصاد المصري من أزمات ومشاكل تعكسها بوضوح مؤشرات عجز الموازنة العامة للدولة وارتفاع نسبة البطالة وتراجع الصادرات والاستثمار وقيمة الجنيه أمام الدولار حتي أن وزراء المجموعة الاقتصادية يصفون هذه المرحلة بإنها «عنق الزجاجة».. الغريب انني أجد الكثيرين من غير المتخصصين يتحدثون وكأنهم خبراء اقتصاد يثرثرون وينتقدون ويضعون روشتات لعلاج الازمة الاقتصادية بدون علم.. والأغرب أن البعض يلخص المشكلة ويختزلها في ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه بالرغم من أن هذا الارتفاع يمكن علاجه من خلال محورين اساسيين الأول زيادة العمل والانتاج والتصدير وتنشيط السياحة ودور مميز للمصريين العاملين بالخارج لتحويل مدخرات أكبر لمصر وتوفير عوائد دولارية.. والثاني الحد من الواردات خاصة السلع الترفيهية والاستفزازية.
إن الازمات الاقتصادية ليست بجديدة علي مصر أو شعبها القوي الصامد فقد سبق أن واجهها ونجح في تخطيها ولنا في ذلك عبرة بما تم خلال حرب الاستنزاف في فترة حكم الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر وانور السادات والتي صمد خلالها الشعب في حب وانتماء ووطنية وتجاوز فيها كل الحدود وانتصرت ارادته وتكلل ذلك بانتصارات اكتوبر والعبور العظيم.. ايضاً استطاعت مصر تجاوز الازمة المالية العالمية عام 2008 - والتي تأثرت بها كثير من دول العالم - نتيجة لقوة جهازنا المصرفي ولعدد من القرارات الاقتصادية الحكيمة التي اتخذت.
والآن نحن في حاجة إلي العمل والانتاج وترشيد الاستهلاك كل منا في موقعه والي قرارات اقتصادية تراعي البعد الاجتماعي ولا توثر علي محدودي الدخل حتي نتمكن من عبور «عنق الزجاجة» كما تعودنا بل ننطلق وبجدية نحو التنمية وبناء مصر الجديدة.