لو كنت مكان الدكتور سمير صبري المحامي، وأمثاله من المحامين الشرفاء لقدمت بلاغا للنائب العام ضد الحكومة بتهمة قتل الشعب بمبيد حشري، ودليل الاتهام موجود علي علب السجائر، من خلال اعلان حكومي لصورة حشرة ميتة وسيجارة وعبارة تقول « السجائر تحتوي علي مادة دي دي تي التي تستخدم في قتل الحشرات «. لقد صدمت عندما رأيت هذا الاعلان علي مختلف انواع السجائر المنتجة في مصر. وتساءلت اذا كانت الحكومة تعلم ان الشركة المصنعة تضع مبيدا حشريا في مكونات السجائر فلماذا لم تمنعها ؟ وكيف تتجرأ وتعترف صراحة باحتواء السجائر علي هذه المادة شديدة السمية ؟ ألايكفي مايسببه النيكوتين للمدخنين من اضرار صحية ليتم اضافة المبيد الحشري اليها ؟ هل اصبح المواطن المدخن حشرة تستوجب القتل بالدي دي تي ؟
لقد بحثت عن اصل هذه المادة القاتلة واكتشفت ان الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي حظرا استخدامها منذ عام 1973 بعد ثبوت شدة سميتها ليس للحشرات فقط وانما للحيوان والانسان. كما تسببت بعد اختراعها في سويسرا عام 1939 علي يد العالم بول مولر في اضرار كبيرة للتنوع البيئي حيث قضت علي النحل وبعض الحشرات المفيدة في تكاثر النباتات. لذا قررت الدول المتقدمة حظر استخدامها في اي مجال، بمافيه مكافحة الحشرات بعد ان ثبت بالأدلة العلمية، أن مخاطرها أكثر بكثير من منافعها. هل يعقل بعد كل ذلك ان يتم اضافتها إلي مكونات السجائر المصنعة في مصر، واعتراف الحكومة بذلك علانية ؟!
انني كمواطن مصري أناشد النائب العام واستحث المحامين الشجعان للتحرك، لمنع اضافة هذه المادة السامة للسجائر، ومحاكمة كل من شارك في ارتكاب هذا الجرم ضد شعب مصر.