تربط مصر علاقة وثيقة بإيطاليا، ولعلها من الدول الأولي التي أعلنت موقفها بوضوح تأييدا لمصر في ثورتيها ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، وترجمت هذا التأييد في الكثير من الأمور الاقتصادية أبرزها ما قامت به شركة إيني للاستثمار في مصر بميزانية ضخمة للنقيب عن البترول والغاز في سواحل مصر خلال السنوات الماضية وترجم باكتشاف حقل الغاز الضخم في المياه الإقليمية المصرية، بالإضافة للاستثمارات في مجالات البنوك والتصدير والزراعة.
لم يقتصر الأمر علي الاقتصاد وإنما امتد الأمر للشأن السياسي علي بعد قومي لمصر وهو الدعم السياسي لمصر في موقفها تجاه ليبيا والأحداث المتلاحقة فيها، كل ذلك وأكثر جعل من العلاقة بين مصر وإيطاليا خاصة فيما بعد ٣٠ يونيو والزيارة المهمة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لروما في نهاية ٢٠١٤ والتي زادت من الترابط والتماسك في العلاقات بين البلدين، أن تكون محط أنظار من يريدون الشر لمصر، فكانت تفجيرات السفارة الإيطالية وهم كانوا يعلمون أنها خالية وإنما كانت رسالة مفضوحة منهم علي ما يفكرون فيه بإفساد العلاقة بين البلدين.
ثم جاءت حادثة مقتل الشاب الإيطالي في ظروف غامضة، لتتلقفها أصحاب الأفكار الشريرة بمصر داخليا وخارجيا لينفخوا في الأمر لعله يؤدي إلي ما يريدون، والأغرب أن هناك مصريين يساعدون في ذلك ويحاولون استباق الأحدث بلصق التهمة لجهة ما دون سند من الحقيقة حتي الآن.
ولكن للأسف يفعلون هذا الأمر دون وعي لو كانت النوايا حسنة وهو ما أشك فيه تماما، لأن من تجمعوا أمام السفارة الإيطالية ووضعوا الزهور والشموع وهو أمر محمود، لماذا لم يفعلوا ذات الأمر أيام تفجير السفارة، وتحدثوا وشجبوا مقتل المجند الذي كان يقف أمام السفارة لحراستها في وقت العمل الإرهابي .
أتصور أن هذا الملف سيغلق قريبا وسينتهي الأمر، وسيفشل الفاشلون في تحقيق مآربهم وستستمر العلاقة بين مصر وإيطاليا علي نفس القوة والمتانة، وتظل مصر ثابتة في المحافل الدولية ولنا الله فيما يخون من أجل مصلحة دون أن يستشعر الحرج علي الجنسية التي يحملها ويدعي أنه مصري.
دعاء
أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كلّ شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شرّ ما في هذا اليوم وشر ما بعده، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر