نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

جمال السادات

نوال مصطفى

الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 - 07:51 م

هناك شخصيات تملك القدرة العالية فى التأثير على الآخرين، تجعل المستمعين لها منجذبين لمتابعة حديثها ، منصتين، شغوفين بما يسمعون ويشاهدون ،بعض هؤلاء محترفين، مدربين على الظهور فى الإعلام ومواجهة الرأي العام، دارسين لفن التواصل الناجح، والبعض الآخر- الأكثر وصولاً إلى عقول وقلوب الناس فى رأيى- هو من يمتلك موهبة فطرية مفتاحها التلقائية الشديدة، وسرها الصدق الذى يجعل الكلام يخرج من القلب ليدخل القلب.
هذا ما جعل حديث جمال السادات مع عمرو أديب ممتعاً، شائقاً، وجعلني كمشاهدة شغوفة بإكمال الحوار إلى آخره بإنصات تام، واستغراق فى الحكايات التى رواها عن الرئيس محمد أنور السادات(الأب) والسيدة جيهان السادات(الأم) .
هو رجل كما وصفه عمرو أديب قليل الكلام، لا يميل إلى الظهور فى الإعلام، لكنه وافق على الحضور فى حلقة خاصة بمناسبة حرب أكتوبر المجيدة، السبب هو أن السيدة الاستثنائية التى كانت تقوم بهذا الدور بوطنية واقتدار طوال الأربعين سنة الماضية هي السيدة جيهان السادات رحلت عن عالمنا قبل ثلاثة أشهر وبرحيلها تركت فى هذه الذكرى بالذات فراغاً، وشجناً نبيلاً فى قلوب الملايين الذين يحملون لها محبة وتقديراً كبيراً، حيث كانت الضيفة الرئيسية فى برامج التليفزيون والإذاعة للحديث عن ذكرياتها عن حرب أكتوبر.
تقديري أن المهندس جمال السادات أحب أن ينوب عن والدته فى تلك الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً، كذلك أراد أن يذكر بكل محبة وتقدير وامتنان الموقف العظيم للرئيس عبد الفتاح السيسي الذى لم يتأخر فى تنفيذ الرغبة الأخيرة لجيهان السادات، وهى أن تدفن إلى جوار زوجها الرئيس محمد أنور السادات .
الحديث كان مؤثراً، شديد الصدق، عرج بنا إلى أيام عشناها بمشاعر مشحونة بحب الوطن والقلق والترقب، أيام حرب أكتوبر المجيدة، وكيف أخفى السادات الخبر وساعة الصفر حتى عن أفراد عائلته، زوجته وأولاده وإنهم فوجئوا بالخبر مثل أي مواطن مصري.
حديثه عن حادث المنصة الذى تم فيه اغتيال الرئيس السادات، و كيف تعاملت جيهان الزوجة القوية مع الحدث الجلل بمسئولية وشجاعة وقالت للطبيب الذى كان يبكى وهو يحاول إخراج الرصاصة القاتلة من جسد الرئيس «اشتغل يا دكتور» كانت تخفى فاجعتها داخل قلبها، وتتصرف بجسارة السيدة الأولى التى تفكر فى الوطن حتى فى لحظة من أصعب لحظات حياتها كان لابد من معرفة نوع الرصاص المستخدم حتى نعرف إنه حادث إرهابى، كذلك المهندس جمال الذى كان سؤاله الأول بعد وفاة الرئيس، وهل النائب على قيد الحياة؟ إحساس بالمسئولية عن البلد ومستقبلها فى تلك اللحظة الفارقة فى تاريخ الوطن.
كلامه عن قصة اكتشاف المرض الخبيث الذى اخترق جسد جيهان السادات عام 2018 كان فى مرحلته الرابعة، كيف تعاملت بشجاعتها المعهودة مع الموقف طوال ثلاث سنوات حتى وفاتها، وكانت لا تحب أن تغير شيء من أسلوب حياتها مع أولادها وأحفادها. لم تهن قوتها ويداهمها الاستسلام إلا فى الشهر الأخير فى المستشفى، عندما جاوزت الآلام درجة تحملها وصبرها، هنا فقط طلبت من جمال ابنها الذى كان يعيش معها هو وزوجته فى بيت الجيزة أن يخبر الرئيس السيسي بطلبها الوحيد قبل الوفاة، وهو ما سارع الابن المحب بإيصاله للرئيس.
حديث جمال السادات كان مؤثراً، صادقاً، وملهماً رحم الله الرئيس السادات والسيدة جيهان السادات رحمة واسعة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة