لا أدرى لماذا تذكرت أغنية الفنانة الكبيرة المعتزلة شادية: شباكنا ستايره حرير من نسمة صيف بيطير، وأنا أطالع تصريحا لمسئول كبير فى هيئة الطرق يرجع فيه كثرة الحوادث المميتة على طرقنا لكونها طرقا جيدة التنفيذ، أى مثل الحرير وبالتالى تساعد السائقين على تجاوز السرعة القانونية ما يتسبب فى وقوع الكوارث.
مسئولنا الحالم بل قل اللى فى عالم تانى لأننى لم أسمع منه توضيحا أو حتى تكذيبا لما نقل عنه، يرى طرقنا حرير فى حرير من هفوة الروح بتطير، تماما مثل تعريف فناننا الكوميدى الراحل سعيد صالح للمنطق فى مسرحية مدرسة المشاغبين الشهيرة.
هذه التصريحات الغريبة المريبة من بعض مسئولينا غير مطلوبة ولا ملحة فى مثل هذه الظروف الصعبة التى نعانيها فالمواطن يشعر تجاهها بالتوهان ويتساءل أين الحقيقة؟ هل طرقنا حرير فى حرير أم أننا «مبنعرفش نمشى».
من منطلق قل ولا تقل لعل مسئولينا لا يبالغون فى تصريحاتهم الوردية الحالمة وكان الأجدر به أن يقولها صراحة أن طرقنا تشهد تطورا لا ينكره جاحد ولايزال أمامنا الكثير لتصبح طرقنا كما يقول «ناعمة وطرية وكلها حنية».. كان الأجدر به أن يعالج قضية الارتفاع المهول فى حوادث الطرق بضرورة إعمال القانون بكل دقة وأن نقترح تعديلات فى التشريعات المنظمة لذلك إذا تطلب الأمر ذلك وأن نزيد من عدد الكمائن المرورية على الطرق خاصة الطرق السريعة.
تمنيت أيضا أن يتناول المسئول وبالأرقام الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والانسانية الضخمة التى تتحملها الدولة جراء حوادث الطرق والتى أكثرها أهمية ما ينتج عن هذه الحوادث من قتلى ومصابين، ناهيك عن تكاليف العلاج والتعويضات وغيرها من الإجراءات المترتبة على هذه الحوادث وأبسطها إعادة حالة الطريق على ما كانت عليه.
ما قاله هذا المسئول للأسف الشديد بغض النظرعن أن كلامه قد انتزع من سياقه أم لا، تبسيط لظاهرة هى بالطبع معقدة كونها تتعلق بأرواح البشر، وإلا كان الحل أبسط مما نعتقد بأن نكسر الطرق عامدين متعمدين حتى لا يسرع عليها السائقون وبالتالى تكثر الحوادث.
علينا أن نبدأ مواجهة مشكلة بل كارثة حوادث الطرق من مدارس تعليم القيادة التى أظن أنها تحتاج لتنظيم قانونى تحت إشراف إدارات المرور لا أن تترك هكذا مثل أى نشاط كل ما يتطلبه مكان أو محل وعدد من السيارات متهالكة أو نص نص.. أيضا علينا التدقيق أكثر فى اختبارات منح رخص القيادة وتشديد عقوبات القيادة دون ترخيص.
الأهم من ذلك علينا الاهتمام أكثر باختبارات كشف المخدرات التى تجرى للسائقين لنحصل على نتائج إيجابية وأن نتعاون مع مراكز البحوث ومراكز مكافحة المخدرات فى وضع حلول جذرية لهذه المشكلة التى تعصف بشبابنا وتنتشر بشكل مزعج فى أوساط سائقى النقل والمقطورات.
على مسئولينا إدراك أن الكلمة مسئولية وهى مثل طلقة الرصاص فهى ملكك مادمت لم تضغط على الزناد أما وقد أطلقتها فأصبحت ملكا للجميع.
ومن هذا المنطلق وكما عتبت على مسئول هيئة الطرق بتاع الحرير فى حرير، أعتب على زميلى الصحفى والإعلامى خيرى رمضان صاحب برنامج ممكن الذى أجله وأحترمه على المستوى الشخصى لكن اسضافته المدعو تيمور السبكى أدمن صفحة «يوميات زوج مطحون»، وإهانته لنساء مصر ممثلين فى نساء الصعيد، كبوة فارس لم أكن أظن أن يقع فيها إعلامى متمرس يدرك قضايا وطنه مثل خيرى.
وبغض النظر عما قاله ابن السبكى فهو الآن أمام السلطات القضائية المختصة، لكن أكرر التأكيد على خطوة التعميم فى مثل هذه القضايا الشائكة، وليس سببا كافيا لاستضافة أناس مثل السبكى وفرضه على مشاهدى التليفزيون قسرا وعنوة لمجرد أن صفحته تلقى رواجا أو إقبالا على مواقع التواصل الاجتماعى، لذا وجب الاعتذار لكل سيدة مصرية وكل سيدة من صعيد مصر فهن تاج الرأس والمرأة هى الأم والزوجة والابن ولها كل الاحترام والتقدير.
لماذا تغيرنا وأصبح الشيء الغريب هو السائد والمطلوب والعادى أو قل الأخلاقى غير مرغوب ولماذا نصر على تلميع كل من يضر بالمجتمع بشكل أو بآخر ونترك نماذج القدوة تحت الرماد.. هذه النماذج السيئة لابد أن نقاومها لا أن نجاريها بدواعى الإثارة وتبادل النكات والتعليقات على مواقع التواصل فنحن أمة فى خطر وعلينا الانتباه ثم الانتباه ثم الانتبااااه.