صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«ببيانات مُناخية رصدية».. طريقة التنبؤ بحالة الطقس حول العالم

حنان عز الدين

الخميس، 07 أكتوبر 2021 - 01:29 م

يتسابق المواطنون من مختلف دول العالم يوميًا لمعرفة أخبار الطقس ومعرفة درجة الحرارة والرطوبة وحركة الرياح وغيرها من الظواهر الجوية المصاحبة والمتغيرة يومًا بعد يوم قبل الخروج إلى العمل أو اتخاذ قرار بالسفر أو التنزه أو غيره من الأنشطة اليومية.

ويستمع الجميع دائمًا إلى جملة توقعات الأرصاد الجوية والنماذج العددية للطقس ورصد التوقعات ويستمع للنشرات الجوية ويسأل الجميع كيف تقدم تلك النشرات تنبؤات الطقس والمناخ.

لذلك تقدم «بوابة أخبار اليوم» طريقة يبنى عليها علم التنبؤات الجوية اليوم في أكبر الدول وأصغرها وهي نماذج عددية حاسوبية، تتمثل باستقبال حواسيب عملاقة بها الملايين من البيانات على شكل متغيرات «بيانات مُناخية رصدية» كسرعة الرياح والرطوبة ودرجات الحرارة والضغط الجوي من خلال عشرات آلاف محطات الرصد الجوي المنتشرة حول العالم ومن خلال بالونات الطقس التي تطلقها الدول في أوقات مُحددة مرتين يوميًا أحداهما في منتصف النهار والأخرى في منتصف الليل، والتي تُعرف بترددات الراديو سوند وهي عبارة عن «بالونات من الهيليوم» تحمل جهاز رصد على متنها في المجال الممتد من سطح الأرض حتى طبقات الجو العليا.

وأكد خبراء الأرصاد أن تقوم تلك الحواسيب بتحليل البيانات المستلمة عبر «خوارزميات» ومعادلات أعدت خصيصًا لهذا الغرض لتخرج لنا بتوقعات مُقسمة إلى عدة فترات زمنية، تنبؤات قصيرة المدى، ومتوسطة المدى وتنبؤات بعيدة المدى، وذلك من خلال فئتين اثنتين أولها فئة معادلات الديناميكا التي تقيس التغيرات في الغلاف الجوي أما 

الفئة الثانية هي المعادلات الفيزيائية التي تهتم بالبيانات اليومية مثل درجات الحرارة وتشكلات الغيوم وتوقعات الأمطار.

وهناك حاسوب عملاق يُعتبر الأكثر سرعة على الإطلاق على مستوى العالم، يُسمى «تايتن»، يتم عليه إجراء عمليات معالجة ومُحاكاة معقدة على مستوى الأرصاد الجوية والفيزياء.

وأضاف الخبراء تُرسم هذه البيانات على خرائط وتتلخص على شكل أرقام في جداول، وتحدث هذه العملية 4 مرات في اليوم، وتبلغ دقتها نسبًا عالية خصوصًا عندما تكون الفترة 3 أيام أو أقل.

ويكون التحديثان الصباحي والمسائي عادة أقوى وأكثر ثباتًا ودقة من تحديثات الظهيرة ومنتصف الليل، لأن بيانات البالونات التي تطلق إلى طبقات الجو منتصف النهار ومنتصف الليل تحتاج لعدة ساعات لتُعالج، وتضاف إلى فترة تحديث الصباح والمساء.

ومن أكثر تلك النماذج شهرة، هما النموذج الأمريكي GFS والمركز الأوروبي ECMWF الأول تشغله حكومة الولايات المتحدة والثاني تشغله دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، تتطور تلك النماذج بين فترة وأخرى، وما بين العام والذي يليه تضاف تحسينات على تلك النماذج مما يزيد من دقة تنبؤاتها الأمر الذي من شأنه إيصال علم الرصد الجوي إلى مستويات متقدمة لم تشهدها دول العالم قبل ذلك، فقد وصل اليوم الأمر بنا إلى توقع الساعة التي تبدأ فيها الأمطار في منطقة ما والساعة التي تنتهي بها، وتوقعات الثلوج وسمكها وما شابه.

وفي ظل هذه الثورة الهائلة في عالم التكنولوجيا قد تصل بنا الأمور الى توقعات لم تظهر من قبل، ومع ذلك فتلك النماذج تخطئ أحيانا التحليل وتحدث تغيرات طفيفة يكون لها تأثير واضح على النشرات الجوية وذلك لأنها بنيت على بيانات غير مكتملة نتيجة خطأ هنا أو هناك أو لخطأ ما في الاحتساب أثناء عملية التحليل وهذا امرٌ طبيعي، لن ينتهِ وذلك لأن هامش الخطأ وارد في معظم الأحيان، بنسبة ضئيلة غالبًا.

ينتشر الكثير من المهتمين في هذا المجال ويطلقون توقعات يومية بناءً على قراءاتهم للخرائط الجوية التي تصيب في الكثير من الأحيان تخطئ أحيانًا أخرى.

وأفاد خبراء الأرصاد أن خرائط المركز الأوروبي في أغلبها مدفوعة، أما خرائط النموذج الأمريكي مجانية بكل تفاصيلها تهتم بحالة الطقس اليومية وتطلق توقعات مناخية تصل إلى 100 عام قادمة.

وأكد خبراء الأرصاد أن تلك  النماذج تعطي توقعات موسمية وشهرية تزيد دقتها كلما قلت المدة ومن المنخفضات التي تم التنبؤ بها قبل مدة خيالية هي عاصفة «إليكسا» التي توقعها النموذج الأمريكي قبل ما يقارب 12 يومًا، ووصلت إلى البلاد حسب التوقعات الأولى التي ظهرت على الخرائط وهي مدة ليست بالسهلة ولا بالقليلة في علم الرصد الجوي.

جدير بالذكر أن أول نشرة جوية مستندة على استنتاجات الحواسيب، صدرت يوم 2 نوفمبر من العام 1965.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة