على النيل فى بقعة لا يتكرر تفردها كان يوجد مقر الحزب الوطنى ومقرات أخرى لمؤسسات بالدولة. وبعد 25 يناير ارتفعت أصوات بضرورة هدم هذه المبانى، وقد كان. الهدم سهل والبناء صعب. الذين هدموا ليس لديهم رؤية واضحة للاستفادة من هذا الموقع. فقط استجابوا للغوغائية. مؤخرا صرح محافظ القاهرة بأن هناك تفكيرا بأن تكون هذه المساحة المتفردة مجرد فضاء خال من أى مبان أو إنشاءات وهو أمر يضاف إلى السذاجات التى سبقت ذلك لأن المنطقة ستتحول إلى مرتع للباعة الجائلين والبلطجية الذين يحتلون أفضل مناطق القاهرة على النيل بدءا من مبنى الإذاعة والتليفزيون إلى نفق كمال الدين صلاح أسفل كوبرى قصر النيل.
قرارات محافظ القاهرة ليست مدروسة بالشكل الكافى كما أن أحدا لا يحترمها فقد أصدر من قبل قرارا بمنع سير التوك توك وها هو التوك توك يرتع فى شوارع القاهرة الرئيسية كما أصدر قرارا بمنع معارض السيارات فى المناطق المزدحمة وتغريم المعارض المخالفة بألف جنيه يوميا وها هى معارض السيارات فى أزهى عصورها. لذلك أجدد مطالبتى للرئيس السيسى بأن يدرس (فقط يدرس) إقامة مبنى جديد لبرلمان مصر فى هذه المساحة على النيل وهى مساحة كبيرة تكفى لإقامة برلمان للمستقبل يستوعب الأعداد المتزايدة من النواب ويكون نقطة تحول فى تاريخ البلاد بدلا من إهداء هذه المنطقة المتفردة إلى الباعة والبلطجية.
الحرب على سوريا :
تنشر جريدتنا - أخبار اليوم - عن كتاب عنوانه «الحرب القذرة فى سوريا.. واشنطون وتغيير الأنظمة».. الكتاب نشره مركز بحثى أمريكى للبروفيسير تيم أندرسون. يشرح الكتاب خطة المؤامرة الأمريكية الغربية فى إشعال الحرب فى سوريا الشقيقة. يبين كيف كان الخداع والتضليل بصورة أكثر إتقانا مما تم فى الحرب على العراق. وأشكر الزميلة النابهة والكفؤة ريهاب عبد الوهاب التى ترجمت الكتاب وتقدمه لنا منشورا على حلقات وثانيا أشير إلى أننى كتبت فى بدايات الحرب على سوريا أنها حرب مضللة وأن الأسد لا يقتل شعبه وإنما المؤامرة تتم على سوريا كدولة وشعب وأن علينا أن نعى ذلك وكان ذلك ضمن مقالاتى بأخبار اليوم عام 2011 وتكرر مرة أو مرات أخرى بعد ذلك لكن وقتها كان التضليل الإعلامى على أشده وكان للإخوان مصلحة فى ضرب سوريا ضمن المخطط الذى يشير إليه الكتاب. أطالب الرئيس السيسى بإعادة العلاقات مع سوريا فهى نصف مصر الآخر فعلا حسبما سجل التاريخ على مدى عصوره.
كوريا الشمالية :
كنت أتمنى ألا تؤيد مصر قرار مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية هذا البلد الذى ساند مصر وقت المحن وحسبما قرأت أن كوريا الشمالية كانت تشارك بطائراتها فى حماية السماء المصرية خلال الضربة الجوية الأولى ضد إسرائيل فى حرب أكتوبر كما أنها قدمت الكثير من الدعم ومن السلاح والتقنيات الحربية المختلفة تعبيرا عن الصداقة بين الشعبين - المناضلين - وقتها - وكان الزعيم الكبير كيم إيل سونج مازال على قيد الحياة.
تهمة كوريا أنها تسعى لإيجاد مكان لها على سطح هذا الكوكب الأمريكى، فكل ما لا يتبع أمريكا فهو مارق ومكروه وتطبق عليه العقوبات. لقد كافح الشعب الكورى فى حربه عام 1950 ضد السيطرة الغربية وتمكن كيم إيل سونج من دحر القوات الغربية بما فيها القوات الأمريكية واستطاع ضم شقَى كوريا المقسومين الآن بفعل أمريكا ولكن استطاعت أمريكا إنزال قوات خلف خطوط سونج فاضطر للعودة إلى الشمال وقسمت أمريكا الشعب الواحد إلى اثنين من أجل مصالحها وهو ما كانت تنوى تنفيذه فى فيتنام لولا انتصار الثورة الفيتنامية.
كنت أتمنى أن تساند مصر من تسعى لتحقيق الأمان لشعبها فنحن فى مصر فعلنا ونفعل ذلك.