أي مجتمع مهما كان بدائيا لا تخلو منه قواعد وقوانين يتعارف عليها الأهالي، فما بالك بدولة بحجم «مصر» التي ولدت عملاقة ونشأت وخرجت إلي حيز الوجود علي ضفاف النيل، فكانت في أَمسّ الحاجة إلي الشرطة، وكان الفلاح المصري دائما صلب العود جديرا بكل تقدير، ولم يكن متمردا في قرارة نفسه، اذ كان حريصا علي الحفاظ علي النظام الذي سَّنه الله عز وجل في الدنيا، لان الفلاح اعتاد علي النظام في زراعته، وتعتبر «مصر» من أقدم الدول التي أسست نظاما أمنيا، وكان ذلك في عهد الأسرة الاولي الفرعونية، لتكون أول من أسس جهاز ونظام شرطة في التاريخ، وكان من واجبات الشرطة منع المشاكس، ونصرة الضعيف في المنازعات، وتحمي المزارعين من اللصوص، لذا كان من الضروري ان تكون لدي الدولة قوة صارمة داخلية «شرطية يباهي بها كل غيور علي وطنه»، ومن بداية العصور وهؤلاء الاشخاص يتميزون عن باقي الشعب في مظهرهم فقط، وذلك من خلال زي موحد أو علامة خاصة لا يستخدمها غيرهم، ونري ذلك واضحا في النقوش الخاصة بالأسرة الأولي علي جدران المعابد، وكما نعلم فان فرد الشرطة ابن كل بيت من الشعب، تربي علي ما تربي عليه الشعب كل حسب زمانه، أما اليوم وبعد 25 يناير فقد أصبح جليا إهانة الشرطة لتمزيق الدولة، إنها المؤامرة الكبري علي مصر، وخاصة جهاز الشرطة، وعندما أتت ثورة 30 يونيو العظيمة أعادت الوضع الصحيح، ولكن مازال الفاسدون في الارض يقومون بشن هجمات علي الكمائن الشرطية في سيناء بوابة مصر الشرقية وبعض الكمائن في المحافظات، وقتل رجال الشرطة اثناء حراستهم للأمن، إنهم يصوبون بنادقهم إلي «عين باتت تحرس في سبيل الله» فهم يضربون أخاهم أو ابن أخيهم في هيستيريا مجنونة، وليس بآخر من تلقي 14 رصاصة في جسده، في كمين المريوطية الدائري، تاركا خلفه 3 من الأبناء وزوجة.. أيها المفسدون في الأرض انتظروا انتقام الله فلن تفلتوا بجرائمكم ولعله قريب بإذن الله.