عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

الطريق إلى أكتوبر

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 07 أكتوبر 2021 - 07:45 م

أهم قرار فى عملية إعادة بناء الجيش المصرى استعداداً لحرب استرداد الكرامة والأرض بعد قرار تجنيد أصحاب المؤهلات العليا، هو قرار تعيين ضباط للتوجيه المعنوى فى كل ألوية الجيش ثم كتائبه، وقد كنت ضمن أول دفعة من ضباط التوجيه المعنوى الذين تواجدوا فى جبهة القتال بعد اجتياز دورة تدريبية خاصة.    


 فإذا كان القرار الأول وفر للجيش مقاتلين قادرين على استيعاب الأسلحة المتقدمة الحديثة خاصة أسلحة الدفاع الجوى وتشكيل قواعد  صورايخ أسهمت فى تأمين عملية عبور قناة السويس فى السادس من أكتوبر، فإن القرار الثانى أسهم فى الحفاظ على الروح المعنوية للمقاتلين مرتفعة، وهو أمر كان ضروريًا جدًا فى مواجهة تداعيات صدمة هزيمة يونيو، والتصدى للحرب النفسية التى يشنها العدو الإسرائيلى، والإعداد النفسى المهم لخوض الحرب. 


فقد كانت هزيمة يونيو بمثابة صدمة شديدة، خاصة لجيلنا وقتها، وهو الجيل الذى تم الاعتماد عليه بقوة فى حرب أكتوبر..

لذلك كان مقاتلو الجيش يحتاجون لدعم نفسى ومعنوى خاص مثلما كانوا يحتاجون لتدريبات شاقة ودقيقة على عبور مانع مائى، خاصة أنهم كانوا يتعرضون لاستفزاز مستمر يتمثل فى وجود جنود العدو على ضفاف قناة السويس شرقاً يرونهم بالعين المجردة وهم يسبحون فى مياه القناة..

كما أن طول الانتظار لحرب العبور الشامل إلى سيناء كانت له تداعياته المعنوية والنفسية أيضاً على المقاتلين المصريين، بل وكل الشباب المصرى الذى لم يتوقف منذ بداية السبعينيات عن التظاهر والاعتصا، مطالباً بالإسراع بالحرب، وكانت هذه التداعيات تحتاج لمعالجة نفسية خاصة أيضاً حفاظاً على الروح المعنوية مرتفعة عندما يحين يوم حرب العبور واسترداد الكرامة..

كذلك كان مقاتلو الجيش المصرى يتعرضون لهجمات نفسية مستمرة من قبل العدو الإسرائيلى تستهدف زرع اليأس والخوف فى نفوسهم، بتضخيم القدرات العسكرية الإسرائيلية والترويج لدعاوى استحالة عبورنا القناة فى ظل وجود خط بارليف المنيع الذى دمرناه فى بضع ساعات عندما حان يوم العبور..

ويضاف إلى ذلك كله أننا بدأنا مبكرًا الاشتباك عسكريًا مع العدو الإسرائيلى فى عمليات كانت السمة الأساسية لها جسارة  مقاتلينا..

وهذه العمليات تحولت إلى حرب استنزاف مجيدة ألحقت بالعدو الإسرائيلى خسائر فادحة لم تتوقف إلا بعد مبادرة روجرز التى قبلناها لكى نتمكن من نشر قواعد الصواريخ المضادة  للطائرات على طول الضفة الغربية للقناة.. وفى غمار ذلك كان يتعين الحفاظ على الروح المعنوية مرتفعة للمقاتلين المصريين الذين كانوا يرفعون وقتها شعار (الحفر أو الشهادة)، أى حفر الخنادق التى تحميهم من غارات الطائرات الإسرائيلية. 


وهكذا كان قرار نشر ضباط التوجيه المعنوى فى الجبهة أمرًا مهمًا ومؤثرًا فى تحقيق نصر أكتوبر، وإدراكاً لأهميته حضر الفريق فوزى وزير الحربية مراسم تخريج أول دفعة لهؤلاء الضباط، وهى الدفعة ٢٧ ألف ضباط احتياط.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة