اللواء طيار حسن راشد مع محررة بوابة أخبار اليوم
اللواء طيار حسن راشد مع محررة بوابة أخبار اليوم


رجال صنعوا النصر| اللواء طيار حسن راشد يروي سنوات النكسة والاستنزاف والعبور

سما صالح

الجمعة، 08 أكتوبر 2021 - 04:47 م

وسط احتفالات مصر والأمة العربية هذه الأيام بالذكرى الـ 48 للانتصار العظيم الذي حققه المصريون في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 والتي أعادت الكرامة المسلوبة من العدو الذي دنس أرض الوطن لمدة 6 سنوات.. تحدثنا مع أحد أبطال مصر الذين شاركوا في تحقيق النصر تقديرا لعطائهم واستعادة لذكرى تضحياتهم ليكونوا المثل والقدوة دائما في الفداء ومثال لشعب عظيم حافظ على كل حبة رمل من أرضه، ودافع عن حريته، ولم يحقق أهداف الطامعين في مكان ومكانة مصر عبر العصور..

 

«أتذكر جيدا تفاصيل الطلعة الجوية الأولى التي ضمت مئات الطائرات والتي خرجت من عدة مطارات في توقيت واحد، وفي نفس الوقت أرى اليوم ما يتم على أرض الواقع من مشروعات وبنية أساسية في سيناء ومختلف المدن هو العبور الثاني عقب انتصارات 73، وسيناء تحديدا ارتوت بدماء الكثير من الأبطال»..

 

اقرأ أيضا|

رجال صنعوا النصر| «الدفتار» بطل الصاعقة المصرية لقبه الأعداء بـ«أسد سيناء».. فيديو

 

كلمات بدأ بها اللواء طيار حسن راشد أحد نسور الجو في حرب الاستنزاف وأكتوبر 73 ورئيس أركان القوات الجوية سابقا والحاصل على وسام نجمة سيناء حديثه لبوابة اخبار اليوم بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر المجيد.

يقول: «أنا خريج الدفعة 21 قوات جوية و53 حربية وكنت أثناء الحرب برتبة نقيب ..  كانت مهمتي في الحرب ضرب محطة صواريخ هوك وكنا نتدرب أثناء حرب الاستنزاف على هذا الهدف من خلال محطة هيكلية مماثلة في تبة بوادي النطرون .. كنا نتدرب على الخرائط المجسمة للتعرف على أماكن الأهداف المطلوب تدميرها عندما تقوم الحرب حتى إذا ما بدأت الحرب تعرفنا على الأماكن المستهدفة بسهولة». 

ويكمل: «الآن  تخطيت الـ 70 عاما ومن أهم ذكرياتي في حرب أكتوبر هو الانتصار والألم لفقد زملائنا الشهداء والمصابين ولكن يهون لأنه في سبيل الوطن واستعادة سيناء».

 

اقرأ أيضا| 

رجال صنعوا النصر| العريف أبو العباس يحكي تفاصيل معركة أبوعطوه

 

وجبة في الخندق
وعن 5 يونيو يقول: «دائما أتذكر نكسة 67 والضربة الجوية من العدو لمصر، كنت وقتها طالب في الكلية الجوية.. وفي صباح 5 يونيو بعد موعد الإفطار في الثامنة توجهنا إلى غرفة المحاضرات سمعنا أصوات انفجارات فخرجنا نشاهد ما يحدث وجدنا طائرات تضرب الكلية فأدخلونا مرة أخرى إلى المبانى وبعدها صدرت أوامر بالتوجه إلى الخنادق وكنا نأكل بشكل معين ونظام معين وجدنا الأكل عبارة عن مكرونة وقطعة لحم نأخذها في أيدينا ونحن بالخنادق».


 ويكمل: «تأثرت بتلك الضربة التي دمرت عدد من الطائرات المصرية داخل الكلية، وكان ذلك المشهد في ذهني وأنا أشارك في حرب 6 أكتوبر المجيدة ونجحنا في الثأر وتنفيذ عدد من الطلعات الناجحة لانهم استغلوا ضرب القوات الجوية المصرية في احتلال سيناء».

 

ما بعد النكسة
يسترجع اللواء راشد تفاصيل ما بعد النكسة قائلا: «بعد ذلك تم توزيعنا على مطار مرسى مطروح والبعض بمطار المنيا، ومع استمرار التدريب وتجهيزنا كطياري مقاتلات قاذفة، تخرجنا عام 1968 وكان بذلك الوقت يوجد لواء ميج-17 واحد فقط مكون من السرب 62 بالمنصورة بقيادة سمير فريد والسرب، 89 بقويسنا بقيادة حسن فهمي عباس، وقائد اللواء صلاح جبارة وكان هناك تنافسا بين السربين باستمرار».


ويكمل: «نوعية التدريبات كانت عبارة عن ضرب دبابات وقواعد صواريخ دفاع جوي بالإضافة إلى القتال الجوي تحسبا لاعتراضنا من المقاتلات المعادية وارتقى مستوانا فى التدريب للاحتراف، فعند الطيران في تشكيلات كانت المسافة بين طائراتهم 1000 متر بين كل طائرة أما لدينا فكانت المسافة 150 متر ويقوم رقم 2 بمتابعة قائده في كل المناورات يقوم بتنفيذها».

 

الشهيد شومان  
«أتذكر أنه في يوليو عام 1969 أخبروني أن هناك طلعة شرق القناة استشهد بها الطيار شومان وقفز طيار آخر يسمى عبدالعزيز.. كانت الطلعه عبارة عن ضرب معسكر الشط بالقرب من السويس وهذا المعسكر به مدفعية رادارية مضادة للرادارات، عبارة عن إنذار مبكر تكشف طائراتنا وتبلغ القيادة للعدو، لتقلع طائرات اعتراضية للعدو لصد هجماتنا».


وأردف: «صدرت أوامر بإعادة الطلعة مرة أخرى، وتم التجهيز لها جيد بسبب ضرب الطائرتين في الطلعة السابقة اأن الميج-17 إذا كانت على ارتفاع منخفض 25 مترا لن تستطيع المقاتلات المعادية ضربنا، ولكن كانت الطائرات تسير بخط مستقيم أثناء العودة بهذا الارتفاع فكانت عبارة عن هدف ثابت للمقاتلات» .

 

يقول: «كانت لدينا روح معنوية عالية، وأصبحت الميراج تختار ما يحلوا لها من طائرات لضربها، نتيجة لكثرة تدريبنا على التعامل مع الهوك فكانت الميج-17 هي أفضل طائرات تتعامل معه، ومع توزيع العدو لتلك الصواريخ في محاور مهمة، مثل المحور الشمالى فى رمانه وبالوظة والمحور الأوسط باطاسه، فكان يجب أن يتم اسكات تلك المواقع لكي تستطيع طائراتنا العمل بحرية داخل سيناء وبسبب قصر مدى الميج-17 وعدم استطاعتها الوصول إلى بعض الأهداف في العمق على المحور الاوسط والجنوبي انطلاقا من مطار قويسنا، كنا ننتقل إلى مطار القطامية ليلا وهو مطار قريب من الجبهة لكى نستطيع الوصول إلى الأهداف في العمق، ثم العودة إلى تمركزنا الطبيعي بقويسنا».

 

يوم النصر
وعن يوم العبور تحدث اللواء راشد ووجه يعلوه الفخر: «يوم 6 أكتوبر كان يوما عاديا وبعض الطيارين في حالات الطوارئ وكان قائد اللواء قد ذهب إلى القاهرة بحجة رؤية أولاده، ولكن علمنا أنه ذهب لقيادة القوات الجوية وتم تبليغه بالحرب وفي الصباح يوم 6 أكتوبر جاء الطيار حسن فهمي وكان شخصية متماسكة ولا يظهر ما بداخله وسأل عن الطيارين ودعاهم جميعا للإفطار، وفي حوالي الواحدة ظهرا استدعى قادة التشكيلات إلى غرفة المحاضرات وأبلغنا بأن الحرب اليوم الساعة الثانية وكان إحساس بأن هذا اليوم الذي كنا ننتظره».


ويضيف: «ثم أدخل باقي طياري السرب وعندما علموا ظهر الحماس وتم توزيع الخرائط على قادة الأسراب، وكان الهدف المخصص لي هو مواقع هوك في المحور الشمالي في رمانة وبالوظة وفي التوقيت المحدد انطلقت جميع طائرات السرب إلى مدينة القنطرة ثم انفصل كل تشكيلين إلى هدف واحد ولكي يحدث تدمير مؤكد له».


وتظهر ذروة الفخر على عيني اللواء راشد ثم يقول: «قمت بالهجوم على الموقع وحققنا نتائج مؤكدة وبعد الضربة وأثناء العودة كانت تعليقات الطيارين تظهر من شدة الحماس والفرحة، وأحسست أن هذا هو بداية النصر، وأننا نستطيع أن نفعل الكثير، وعند عودتنا إلى المطار كانت الفرحة كبيرة وأطقم الصيانة من الميكانيكيه والفنيين من شدة فرحتهم لم ينتظروا نزولي من الطائرة فكانوا يحملوننا فرحا بالحرب».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة