الخلاصة .. إنك تشعر من أول وهلة ولآخر لحظة قبل أن تغادر دبي أنك في مجتمع سعيد.

فعلتها الإمارات.. أقدمت علي خطوة لم تسبقها إليها أي دولة في العالم حينما قررت تعيين وزير للسعادة وآخر للتسامح.. فكرة قد يراها البعض مجنونة أو خيالية لكنني استقبلتها بترحيب واعجاب لأنه تصادف اعلانها بعد عودتي بساعات من إجازة في دبي.. وما أدراك والإجازة في دبي.. استمتاع بلا حدود بشواطئ نظيفة وجميلة ومزارات سياحية مبهرة ونظام مروري يجبرك علي احترامه وإلا !!
والأهم الاستمتاع بالنظر إلي وجوه الناس الذين تصادفهم في أي مكان وقد جاءوا بالطبع من كل أنحاء العالم ويتحدثون عشرات اللغات.. جاءوا للسياحة أو لعقد الصفقات أو لحضور المؤتمرات والندوات التي لا تنقطع من دبي.. لكن ما يجمع بينهم تلك الابتسامة التي لا تغيب.. والتي تجدها في كل مكان.. في المحلات.. في المترو والترام والمطاعم والكافيهات.. ابتسامات العاملين لا ينافسها إلا ابتسامات الزوار والمترددين علي هذه الاماكن.. الخلاصة أنك تشعر من أول وهلة ولآخر لحظة قبل أن تغادر دبي أنك في مجتمع سعيد.
لهذا لم يكن غريبا أن يتجه تفكير الدولة وهي بصدد اجراء تغييرات هيكلية في الحكومة الاتحادية أن تفكر في تعيين وزير للسعادة وآخر للتسامح.. وحسبما أوضح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء حاكم دبي فإن مهمة وزير السعادة هي المواءمة بين كل خطط وبرامج الحكومة بما يحقق في النهاية سعادة المجتمع.
وأتصور أن مهمة وزير التسامح ستكون وضع الخطط والبرامج التي تضمن حل النزاعات بعيدا عن ساحات القضاء ونشر قيم الحب والتسامح بين الناس خاصة النشيء والشباب الذين توليهم دولة الامارات اهتماما كبيرا.
وليس أدل علي ذلك مما أعلنه الشيخ محمد بن راشد قبل أيام قليلة حينما طلب من الجامعات ترشيح ثلاثة شباب وثلاث شابات في سنوات الدراسة الأخيرة أو ممن تخرجوا فعلا في العامين الأخيرين لاختيار شاب أو شابة من بينهم ليكون وزيرا للشباب.. وحسبما أوردت وسائل الاعلام فان هذا الوزير سيكون عمره ٢٢ أو ٢٣ عاما ومهمته حل مشاكل الشباب الذين يمثلون ٦٠٪ من أهل الامارات.
خلال الزيارة فاجأني ابني أحمد الذي يعمل في دبي بقوله «لماذا لا تكتب مطالبا بتطبيق التجربة الاماراتية بصفة عامة وتجربة دبي بصفة خاصة في مصر بحذافيرها».. واستطرد «صحيح أننا علمناهم الكثير في الماضي لكنهم تفوقوا علينا وليس عيبا أن نتعلم منهم الآن فالانسان يظل يتعلم حتي آخر يوم في عمره.. انظر حولك كيف حققوا تنمية اقتصادية وحركة سياحية غير مسبوقة في سنوات قليلة حتي أصبح مطار دبي أكبر مطارات العالم من حيث حجم الحركة».
وأضاف «لو تحدثنا عن نظام المرور والنظافة والأمن والأمان فحدث ولا حرج.. غرامات رادعة لتجاوز السرعة المحددة أو كسر الإشارات وإلقاء المخلفات.. ولا يسمح أبدا بمنح ترخيص لأي محل أو معرض أو مشروع قبل التحقق من قيام صاحبه بتركيب كاميرات مراقبة ترصد كل حركة علي مدار الساعة.. ولهذا لا يجرؤ أحد علي ارتكاب أي جريمة.. وإذا حدثت جرائم فهي نادرة ودائما ما يتم ضبط مرتكبيها في أسرع وقت وتقديمهم للعدالة.
كلام أحمد بما يحمله من رغبة حقيقية أن يري بلده أحسن دولة في العالم ظل يتردد في أذني حتي فاجأني أمس الأول ببوست ساخر شد انتباهي عبر الفيس بوك قال فيه «تفاهة الشعب تتناسب طرديا مع عدد بوستاته علي السجادة الحمراء» !
مساحة المقال لا تسمح لي بالانتقال للحديث بتوسع عن الجدل الذي ثار حول موضوع السجادة الحمراء لكن ما أريد التأكيد عليه لخصته الزميلة العزيزة د.نجوي كامل استاذ الصحافة بجامعة القاهرة علي صفحتها علي الفيس بوك حينما قالت «لأنك منكفئ علي ذاتك ولا تستطيع أن تنظر إلا إلي الأرض فطبيعي ألا يلفت انتباهك سوي سجادة .. إنما لو وقفت باعتدال واستقامة ستري شققا جديدة تحل مشكلة الإسكان لدي الكثيرين من متوسطي الدخل».
سلمت يدك د. نجوي.
آخر كلام
فوز الأهلي المستحق علي الزمالك ٢- صفر نتيجة طبيعية لحالة التخبط التي يعاني منها مجلس إدارة الزمالك فلا يحزن الزملكاوية أمثالي.. هي عادتنا ولا حانشتريها ؟