ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

«أسر» اختيارى

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 08 أكتوبر 2021 - 07:24 م

أزمة توقف الفيسبوك وتوابعه «انستجرام وواتساب» التى وقعت الاثنين الماضى، واجهت العالم بسؤال لم يطرحه من قبل هو: «هل يمكن الاستغناء عن وسائل التواصل الاجتماعى»؟ 


للإجابة على هذا علينا تقييم حجم الأثر الذى أحدثه التوقف. وكيف اصبح، فى ساعات، حديث العالم كله، لدرجة ان البيت الأبيض خرج بتصريحات حوله. كذلك علينا استيعاب حقيقة ان ملايين المستخدمين هرعوا، خلال الـ٦ ساعات التى استغرقها الانقطاع، نحو الوسائل البديلة كتويتر وسيجنال وتليجرام، حيث أعلن الاخير استقبل ٧٠ مليون مستخدم جديد، يوم الانقطاع فقط، فيما تحدث سيجنال عن اعداد قياسية للتسجيل وحتى اليوم تتوالى موجات الهجرة للوسائل البديلة خوفا من تكرر السيناريو، وكأن الناس «تستجير من الرمضاء بالنار». 


هذا يؤكد انه رغم ان غالبيتنا يَصْب جام غضبه على وسائل التواصل الاجتماعى محملاً إياها كل الآفات المجتمعية من اهدار الوقت، وقطع الأواصر الأسرية، ونشر الأخبار الكاذبة، وانتهاك الخصوصية وسرقة وتسويق البيانات الشخصية، لا يمكن ان ننكر توغل تلك الوسائل فى حياتنا وأنشطتنا اليومية حتى أصبحنا «أسرى» لها باختيارنا. فوظيفة هذه الوسائل لم تعد مجرد التواصل مع الأصدقاء حتى نستطيع إدارة ظهرنا لها والاستعاضة عنها بالمكالمات والبريد الاليكترونى وخلافه، لكنها طورت خدماتها حتى صارت هى من تقودنا وتستخدمنا وليس العكس. فهى اليوم مصدر للأخبار والمعلومات، ومنصة لمشاهدة الأفلام والمسلسلات والمباريات، ومكان للتسويق والتسوق، ووسيلة لتبادل كل انواع الملفات، ولإجراء المحادثات وعقد اللقاءات المرئية، بل انها اصبحت اسرع وسيلة لمخاطبة الزعماء والرؤساء لشعوبهم، بالاضافة للكثير من الخدمات الاخرى التى تزداد كل يوم فى عصر «الرقمنة» لتأسر مساحة اكبر من حياتنا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة