كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر


إنهــا مصـــــــر

حروب قتل الوعى!

كرم جبر

الجمعة، 08 أكتوبر 2021 - 07:34 م

الوعى أهم أسلحة المواجهة وحماية الدول والشعوب، الوعى لدى المرأة والطفل والشباب والمجتمع، لبناء الفهم والإدراك السليم الذى يجنبهم محاولات الهدم والتشكيك، والمسئولية تقع على جميع المؤسسات، الدينية والتعليمية والثقافية والشباب والرياضة والإعلامية، لتعمل فى إطار منظومة استراتيجية، وتتولى كل مؤسسة تنفيذ الجانب الذى يتعلق بها.


الحروب الحديثة تستخدم وسائل تشبه الرصاص المطاطى الذى يحيى ويميت، بهدف اغتيال العقول الشابة والأجيال القادمة والسيطرة عليهم، وتمرير المشروعات المشبوهة، دون أن تجد من يوقف مخاطرها.


لم تعد الأسلحة الفعالة لهدم المجتمعات هى الجيوش والصواريخ والطائرات والدبابات وجيوش الغزو، ولكن الإذاعات والفضائيات وسوشيال ميديا والإنترنت، لاختراق المنظومة الحياتية للدولة المستهدفة، والتسلل الناعم إلى مكوناتها الأساسية، وخلق منظومة جديدة من الوعى الزائف.


أسلحة الحروب الحديثة تستهدف مسخ الوعى، وبدلاً من أن تستخدم الدول المعادية القوة الخشنة والجنود والضباط وميادين القتال، يتم استبدالهم بالقوة الناعمة وكتابات وأفكار أشد تأثيراً، فلا يكون هناك وعى بمن هو العدو ولا من هو الصديق، فالعدو فى جبهات القتال يكون واضحاً، أما فى الحروب الحديثة فيكون متخفياً وليس ظاهراً.


وتتعدد صور الاختراق وأهمها الإرهاب الذى يسلح الشباب بالأفكار المتطرفة، التى تفوق خطورتها المتفجرات، فهم فى النهاية مشروع كبير للقتل وتدمير بلدانهم، وتم تمرير كثير من صور الإرهاب تحت عنوان "الربيع العربي" الذى اجتاح دول المنطقة.


ومن صور مسخ الوعى تغريب التعليم وغياب المقررات التى تنمى الولاء والانتماء وحب الوطن والحروب وتعظيم الانتصارات، واستبدالها بمناهج أجنبية للدول المنتمية لها، فينشأ جيل تائه ويعيش فوق أرض لا يعرف قيمتها ولا التضحيات التى بذلت من أجلها، ويفرح الآباء والأمهات أن أولادهم لا يجيدون نطق اللغة العربية، وانفصلوا تماماً عن واقع بلادهم التاريخى والثقافى والحضارى.


الهدف هو إضعاف الروح المعنوية للمواطنين خصوصاً الشباب، والمضى بهم إلى الإحباط واليأس وفقدان الأمل فى المستقبل، وخلق جيل غير منتم ومليء بالحقد والكراهية، وشاهدنا صوراً من ذلك فى حرق الممتلكات العامة والخاصة فى أحداث ما سمى الربيع العربى، الذى جعل الشعوب نفسها تحرق وتدمر بلدانها.


إنهم يستخدمون منهج "ترسانة من الشائعات تحاصر قليلا من الحقائق"، والتشويه والتشكيك وهدم الثقة بين الدول وأبنائها، وكم اشتعلت فتن وصراعات بفعل شائعات كاذبة لم تجد من يتصدى لها ويوقف الحروب التى أشعلتها.


< < <


لم تدرك الجماعة الإرهابية أن العلم المصرى العظيم، الذى ارتفع فوق أرض سيناء، لا يمكن استبداله برايات سوداء، إنكاراً للهوية والعلم والصمود.
لم يفهموا أن أغنية «عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة»، لا يمكن أن يحل محلها نشيد «صليل الصوارى».


إنه اليوم الأعظم فى تاريخ مصر، وتهب نسائمه على الوطن العظيم، الذى حطم أسطورة العدو الذى لا يقهر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة