مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصرى

لنحاسِب أنفسنا.. قبل أن نحاسَب

أخبار اليوم

الجمعة، 08 أكتوبر 2021 - 08:40 م

 

‏استوقفنى «بوست» نشره أحد الأصدقاء على الـ «فيس بوك»، ولم يشر ما إذا كان منقولًا أم أنه صاحب تلك التجربة.. جاء فيه:


(عندما كنت أعيش فى نيويورك، وصلنى خطاب بالبريد يخطرنى بارتكاب مخالفة مرورية، تشير إلى الاستمرار فى السير رغم أن الإشارة حمراء، وجاء البيان تفصيلًا متضمنًا: اسم الشارع، توقيت المخالفة باليوم والساعة.


وقد تضمن الخطاب سؤالى: هل تقر بهذه المخالفة أم لا؟، وهل لديك أى اعتراض؟..

وكانت قيمة المخالفة حوالى 150 دولاراً.. ولأننى لا أتذكر إن كنت قد ارتكبتها أم لا، كما أننى لا أعرف أسماء الشوارع فى الولاية.. أرسلت إليهم: «نعم لدى اعتراض.. أنا غير متيقن أننى سرت فى هذا الطريق، وغير متيقن أننى تجاوزت الإشارة».. وبعد مضى أسبوع، وصلنى خطاب به ثلاث صور لسيارتى: واحدة قبل تجاوز الإشارة الحمراء، والثانية وأنا فى منتصف الإشارة، والثالثة بعدما تجاوزتها بمتر واحد وهى حمراء أيضا!.. يعنى لا مفر، الصور أتت بالدليل القاطع..

وما كان إلا أن اعترفت بالمخالفة وسددت قيمتها).


ويكمل الصديق الـ «بوست»: (وفى يوم ما، كنت أقرأ «سورة الجاثية»، حينها تذكرت ما دار من وقائع المخالفة، عندما وصلت إلى قوله تعالى: «هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» «الجاثية: 29».. أى أن الله سبحانه وتعالى  لديه نسخ مما فعل البشر فى الحياة الدنيا!.. حينها أصابنى الذهول والقشعريرة والخوف من الله.. وصرخ بداخلى هاتف: «يا إلهى.. هذه آلة تصوير من صنع البشر، ولا تستطيع أن تهرب أو تفر منها!، فما بالك بتصوير وتسجيل واستنساخ لأعمالنا من رب الناس؟!،

هذا الاستنساخ لأعمالنا فى كتاب لا يضل ولا ينسى، ويُحفظ فى مكان مأمون، أين المفر؟.. يا إلهى.. كل مستنسخ بكامل وقائعه، حتى النوايا، فالله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، وسوف يعرض على الإنسان يوم القيامة، «وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا» «الكهف: 49».).. انتهى الـ «بوست».


لقد أعجبنى ما جاء بهذا الـ «بوست» من دلالة تدعو إلى الالتزام والانضباط، ولنحاسِب أنفسنا قبل أن نحاسَب.. ولنتدبر ما اشتمل عليه، ولندع الله خاشعين متضرعين: «اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبنا، ورحمتك أرجى عندنا من عملنا».. والله غالب على أمره، وتحيا مصر.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة