سألت نفسي لماذا لا تصبح كل مصالحنا الحكومية بهذا الشكل البديع؟ فلا تحتاج إلي « واسطة» لكي تنهي مشكلتك ولا تحتاج أن ترفع صوتك بالشكوي فطلباتك مجابة في حدود القانون واللوائح
لم أصدق نفسي حينما دخلت إلي فرع شركة مياه القاهرة الكبري بالتجمع الخامس.. قلت لنفسي «أكيد فيه حاجة غلط».. النظام في الداخل لا ينم عن مباني الحكومة.. والمعاملة ممتازة.. تحصل علي رقم وتنتظر دورك علي مقعد مريح يحترم آدميتك.. ولولا أنني قرأت اليافطة في الخارج ما صدقت أنني في مصلحة تتبع الحكومة.استرعي انتباهي صبر الموظفين الشبان علي الزبون وحسن الاستقبال.. هدوء في المكان وكل مواطن يحترم دوره وسألت نفسي لماذا لا تصبح كل مصالحنا الحكومية بهذا الشكل البديع فلا تحتاج إلي « واسطة» لكي تنهي مشكلتك ولا تحتاج أن ترفع صوتك بالشكوي فطلباتك مجابة في حدود القانون واللوائح..الموظف يستمع إلي طلبك ويقوم بتوجيهك.. لا يتذمر من سؤالك ولا يلوي « بوزه» حينما تخاطبه.. الأمر عندي أن هناك مديرا ناجحا في المكان يخاف ربه ويؤدي عمله ليحلل مرتبه آخر الشهر.
قلت لنفسي مرة أخري.. ربما يختلف الأمر هنا عن بقية مصالح مدينة القاهرة الجديدة.. ذهبت إلي شركة الكهرباء بالحي الثاني ووجدت أن المعاملة لا تختلف كثيرا هناك.. الموظفون حريصون علي إنهاء طلبك في أسرع وقت..فقط لا تتعدي دورك وستخرج سعيدا من المكان وتدفع وأنت راض عن نفسك.
في جهاز مدينة القاهرة الجديدة بالحي الرابع.. كانت لدي مشكلة فطلبت مقابلة رئيس الجهاز لكن سكرتيره الأستاذ محمد خليل جنبني الانتظار واتصل من مكتبه وحل لي المشكلة بسرعة قائلا ما دمت علي حق فسوف نستجيب لك ولا تحتاج إلي واسطة.. وأثناء انتظاري هناك شاهدت كثيرين يدخلون إلي المكتب لحل مشاكلهم بدون أن يتذمر منهم أحد فأدركت أن هناك نظاما جيدا يرفع شعار « الزبون علي حق» وأن هذا النموذج لابد أن ينتقل إلي كل المصالح الحكومية ليصبح هو القاعدة وأن الاستثناء لو حدث يكون خارجا عن المألوف.من حق هؤلاء أن نوجه لهم التحية تقديرا لجهدهم في إنهاء مصالح المواطنين وحرصهم علي وقت الناس.
لكن المشكلة الوحيدة وجدتها في فرع بنك الإسكان والتعمير حيث الانتظار الطويل والممل لتنهي مصلحتك وهي ناتجة عن كثرة أعباء الموظفين فقط في الفرع وأعداد المواطنين .. والحقيقة فقد انتظرت أكثر من ساعتين ولم ألمح قيام الموظف المسئول من مقعده أو تهاونه في عمله لذلك أطالب المهندس فتحي السباعي رئيس مجلس إدارة البنك بتزويد الفرع بعمالة أكثر من الموجودة الآن أو تخفيف الأعباء عنهم خاصة أن البنك مربوط بشبكة الكترونية موحدة ويمكن إنهاء طلبات المواطن من أي فرع آخر للقضاء علي الزحام وحرصا علي عدم تعطيل مصالح المواطنين.
لا تلوموا حرامية الهرم
هؤلاء الذين سرقوا حجارة الأهرامات وباعوها بثمن بخس لا يدركون قيمتها أو عظمة هذا الأثر الذي يأتي إليه الملايين من بقاع الأرض ليزوروه.. فهم أميون يعملون بمهن بسيطة.. لم يتعلموا في المدارس وجعلهم الفقر يرتكبون جريمة كبيرة في حق وطنهم وأجدادهم الذين بنوا الأهرامات ليظل الأحفاد يعتمدون علي دخلها في معيشتهم.. لكن السؤال المهم.. لماذا فعلوا ذلك.. والإجابة لأن أحدا لم يردعهم وأن قوة التأمين في المنطقة لا تقوم بواجبها في حماية الهرم.. بنفس المنطق.. كيف صعد سائح ألماني إلي قمة الهرم وصور نفسه بالفيديو ونشره علي مواقع التواصل الاجتماعي ثم ننتفض هنا في مصر ونقول إنه منع من دخول مصر مدي الحياة.. نعم هو أخطأ حتي ولو كان غرضه أن يلفت أنظار السياح إلي مصر لكن من سمح له أن يفعل ذلك.. من تركه يصعد ومن تركه يصور نفسه حتي لو كانت المدة دقيقة واحدة.
وفروا الحماية والتأمين للمناطق الأثرية واحموها من الإهمال قبل أن تبث مواقع التواصل شخصا يتبول علي الآثار.. اعترفوا أنكم لا تحسنون حماية المناطق الأثرية فالوقائع كثيرة كلها تسيء إلينا وترفع الكارت الأحمر في وجوهنا.