نعلم جميعاً أن وزارة الداخلية عامرة بالشرفاء المهمومين بحب واستقرار الوطن وأنها قدمت شهداء ضحوا بأنفسهم فى سبيل الله وفى سبيل أن يحيا المواطن آمناً مطمئناً ولكن قلة ممن تحالفوا مع الشيطان وباعوا ضمائرهم فى صدارة المشهد وعادة ما تقع عين المواطن عليهم ومن هنا يبدأ الترصد والتعميم حيث يتجلى مبدأ الحسنة تخص والسيئة تعم.. ففى حديث مع أحد رجالها الذين إضطرته شدة فساد بعض رجال هذا الجهاز إلى تقديم إستقالته إحتراماً لنفسه وضميره وخوفاً على نفسه من التنكيل به لأنه يغرد خارج السرب والحقيقة أن هذا الرجل من عائلة بسيطة ولكنها ربته على إحترام النفس وتحرى الحلال والحرام فكان يعانى ضغوطا وصراعا بين مبادئه ومبادىء بعض الفسدة والمفسدين الذين يشوهون الوزارة الأهم فى المجتمع وجعلوا فيها الفساد ممنهجا وواقعا يعلمه الكبير والصغير وخاصة الوزراء الذين لم يجدوا حلا لهذه المشكلة المستعصية على الفهم فعدد من رجال الشرطة يقبلون الرشوة من المهربين وتجار المخدرات والآثار وأصحاب النفوذ والسلطة للحصول على ما ليس من حقهم ويتقاسمون مع البلطجية وقطاع الطرق والهجامين الذين يعرفونهم بالاسم وفردا فردا ولكنهم لا يقبضون عليهم فكيف وهم شركاء البيزنس القذر.. إن أخطر جهاز فى الدولة هو جهاز الداخلية فإذا صلح هذا الجهاز صلح المجتمع وصلح الشارع التائه بين الفوضى وعدم الاستقرار فالرسول الكريم تحدث عن القلب وصلاحه الذى يعد صلاحا للجسد كله وهنا لن نطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسى إنشاء وزارة داخلية موازية ولكن نطلب منه إعادة هيكلتها وتطهيرها سريعا من الفاسدين والمفسدين.