اذا كان السد العالي، بفوائده العظيمة، ارتبط باسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. فإن الفرصة مواتية لإقامة السد العالي الثاني، لتحقيق نقلة اكبر لمصر في القرن الحادي والعشرين. لم تكن عظمة السد في حجمه الضخم، أو في تنفيذه رغم رفض امريكا تمويله، وانما في الفوائد التي جنتها مصر والمتمثلة في زيادة مساحة الاراضي الزراعية من 5 إلي 8 ملايين فدان تقريبا، وزراعة الارض ثلاث مرات سنويا، وانتاج الكهرباء، ناهيك عن حماية البلاد من الفيضان المدمر.لكن مع تضاعف عدد السكان ثلاث مرات، وزيادة الحاجة لاستزراع الصحراء الشاسعة، وسط التهديد الاثيوبي بإنشاء سد النهضة. باتت الحاجة ملحة للبحث عن ما يمكن تسميته بسد عالٍ ثانٍ لحماية مصر من العطش. وأظن ان هناك بصيص أمل يتمثل في مشروع ربط نهري الكونغو والنيل من خلال قناة بطول 600 كيلومتر. حيث يلقي نهر الكونغو ألف مليار متر مكعب من المياه في المحيط الاطلسي سنويا.ولعل تصريح رئيس الوزراء الكونغولي في المؤتمر الصحفي بمجلس الوزراء الخميس الماضي وتأكيده عقب لقائه مع رئيس الوزراء المصري علي خلق شراكة كاملة مع مصر، يعكس امكانية تحويل بصيص الامل إلي خير وفير للبلدين اضافة إلي السودان الشقيق شماله وجنوبه. لقد عرض رجال أعمال تنفيذ وتمويل المشروع دون تحميل مصر مليما واحدا، وحصلوا علي موافقة مبدئية من الكونغو، ولم يتبق سوي موافقة قادة الدول الاربع علي تحويل الحلم إلي حقيقة، بما يضاعف حصص مصر والسودان من مياه النيل ويحول الكونغو إلي مركز لانتاج الكهرباء لافريقيا كلها من خلال المساقط المائية. المهم التحرك بسرعة، قبل ان يظهر المتآمرون ويجعلون الحلم مستحيلا.