وأتفهم موقف المستشار مرتضي منصور لان الرجل هو وحده من واجه الخارجين عن القانون من هؤلاء الشباب
اتفق مع ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن رابطة الألتراس حالة فشلنا في التعامل معها خلال السنوات الماضية وأننا أصبحنا في حاجة إلي أفكار جديدة لتحويلها من ظاهرة سلبية إلي ظاهرة إيجابية.. واتفق ايضا مع رأي المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك بان الحوار مع رءوس الألتراس بلا فائدة لأنهم استخدموا أساليب البلطجة والحرق بل ووصلت الأمور إلي تسببهم في قتل العشرات من شباب مصر بحجة تشجيع الكرة وحب الكيان وخلافه.. أقول هذا الكلام لانني اتذكر موقفين لشباب الالتراس.. الاول عندما استعان بي صديقي العزيز احمد لأقنع ابنه الطالب بكلية الهندسة بان يبتعد عن هذا الكيان بعد ان اصبح كيانا ارهابيا بحكم المحكمة ووقتها قال صديقي ان ابنه يطلب منه مبالغ كبيرة للمشاركة في تجهيز دخلات الالتراس في المباريات وكان صديقي في حالة ذهول من قناعة ابنه والتزامه بتعليمات (الكبو) رغم أنه غير متعلم.. عندما جلست مع ابن صديقي اكتشفت ان ما يتكلم عنه ما هو الا اوهام يزرعها قادة الرابطة في عقول الكثير من الشباب وطلبت منه ان يكون من ضمن جماهير الكرة الحرة التي تذهب للمدرجات بكامل ارادتها دون ان ترتبط بتنظيمات او روابط لأننا في النهاية نشجع فريقا يلعب رياضة.. وأننا تعلمنا ان الرياضة اخلاق وليست سبا وحرقا وتكسيرا وكسر إرادة دولة.. وللحق فإن الولد استجاب لما قلته له وبعدها حدثت مجزرة استاد بورسعيد واتصل بي ابن صديقي وقال لي كنت سأكون اليوم من بين الشهداء لولا أنني تذكرت كلامك ورفضت السفر مع زملائي الذين سقطوا شهداء بدون اي ذنب الا انهم تعرضوا لمؤامرة لا نعرف سببها.. اما الحالة الثانية فكانت امام قصر الاتحادية ايام الفوضي وكنت أقف انا وصديقي العزيز الكاتب الصحفي المحترم محمد أمين وكنا وقتها نشارك في المظاهرات امام قصر الاتحادية بعد مقتل الشهيد الحسيني ابو ضيف.. وفجأة وصلت مجموعة من رابطة الألتراس إلي بوابة القصر وبدأت تردد الهتافات المعادية للجيش المصري وبعد حوالي نصف ساعة تقريبا من السباب وجدت طابورا طويلا من شباب الألتراس يقفون في صمت ووجدت مجموعة شباب تمر عليهم بانتظام ويوزعون (حبايتين ترامادول) علي كل شاب وكانوا يقولون (اضربوا علي طول عاوزين نعلي يارجالة) وبما أنني تربية حي عين شمس فأنا افهم كويس يعني ايه مصطلح نعلي.. ونظرنا إلي بعضنا البعض انا وصديقي محمد امين وتساءلنا في صوت واحد تقريبا.. (مين دول) هذه هي نظرتي للالتراس وهذا ما اعرفه عنهم.. ولكن بما انها أصبحت حالة من الممكن ان تدمر صناعة كرة القدم في مصر لجهلها بمفهوم ومعني التشجيع فعلينا ان نبحث عن حلول جذرية تضمن للشعب المصري ان يعود للمدرجات في أمان بعيدا عن التخريب والسباب وقلة الأدب.. اعتقد أنه لو صدر قانون الرياضة الجديد وعقوبات شغب الملاعب سنكون وضعنا ضوابط تمنع الفوضي ولو كانت هناك أفكار جديدة تضمن لنا عودة الاستقرار للمدرجات سندعمها ونرحب بها.. من حق أسر الشهداء ان يعرفوا من قتل ابناءهم ومن حقنا كشعب ان نعرف من حرق اتحاد الكرة ونادي الشرطة ومن يحرض علي سب الجيش المصري والشرطة المصرية.. القضاء قال كلمته في مذبحة استاد بورسعيد طبقا للأوراق المقدمة للمحكمة.. فلا يجوز أبدا ان ينتظر البعض احكاما علي هواهم بحجة انهم يدافعون عن حق الشهداء.. هناك سؤال لم اجد له اجابة حتي الان.. من الذي فوض هذه المجموعة للتحدث باسم الشهداء.. طرح الرئيس السيسي يحتاج إلي أفكار تحفظ هيبة الدولة وتعيد الشباب المحترم فقط من هؤلاء إلي حضن الوطن لأننا في النهاية دولة قانون ومهما كانت تجاوزات الالتراس ستنتصر دولة القانون لان الشعب المصري بالكامل يرفض البلطجة والفوضي.. وأتفهم موقف المستشار مرتضي منصور لان الرجل هو وحده من واجه الخارجين عن القانون من هؤلاء الشباب في وقت كانت الدولة ضعيفة ونجح في التصدي لهم بالقانون وأعاد الاستقرار والامان إلي نادي الزمالك.. لست من المطالبين بالتصدي لهولاء بالعنف ولكن عليهم ان يعلموا انهم ليسوا أقوي من الدولة المصرية.. الشيء الوحيد الذي نجح فيه الالتراس هو تحويل مدرجات الملاعب المصرية إلي مدرجات خاوية كانت ممتلئة بالأسر المصرية في عام 2006 لتشجيع الأندية والمنتخبات.. انا اعتقد ان أفضل مبادرة من الممكن ان تقدم حلا هذه الظاهرة هي المشاركة الحقيقية من الأسر المصرية في تعليم الأولاد معني الوطن والوطنية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر.. وألا تحمل الأسر الدولة ما يحدث وسيحدث لابنائها في حالة استمرارهم علي هذا الفكر وهذه السلوكيات.. الإصلاح يبدأ من داخل البيت المصري.. وهذه المجموعة لا تمثل شباب مصر ابدا لان هناك شبابا يموتون علي الحدود كل يوم علي يد الخونة لنعيش جميعا في أمان وتبقي الدولة المصرية صامدة ضد المؤامرات الخارجية والداخلية.. أتمني ان يتعامل الاعلام الرياضة مع الظاهرة بحجمها بدون خوف او طبطبة لأننا جميعا نسعي لمصلحة الدولة المصرية بعيدا عن بلطجة بعض الخارجين عن القانون من الروابط المحظورة.. وتحيا مصر.