يوم الجمعة اعددت العدة للذهاب إلي ندوة صديقي الكاتب المبدع ايهاب الحضري في خيمة الطفل.. وقلت في نفسي ان المعرض عاد إلي سابق عهده بعد الوعكة الصحية التي المت به الاعوام الماضية..وان رائحة الكتب الجديدة والوقوف امام الارفف وقراءة العناوين وحشني..وان الندوة فرصة خاصة بعد ان منعتني ظروف العمل من ان اذهب توقيع «بوكا»اول كتاب للزميل علي حلبي، وندوة اخبار اليوم عن كتاب «انا والاخوان» للمرحوم الاديب الكبير جمال الغيطاني.
حسبت الوقت المناسب الذي يمكنني من حضور الندوة والتجول في صالات العرض.. بعد ان اقضي المشاوير المعلقة طوال الاسبوع.. نظرت لساعتي ووجدت ان 3 ساعات تكفي لتنفيذ ما خططت له خاصة ان الطرق لن تكون غير مزدحمة..واخترت محور صفط اللبن وجامعة القاهرة والدقي ثم كوبري اكتوبر لاصل إلي المعرض.. وبعد امتار قليلة في المحور وجدت تكدسا مروريا.. وسمعت صوت عربة اسعاف خلفنا تفشل في المرور.. كل ما كان يهمني ان تمر سيارة الاسعاف.. فقد مررت بنفس الموقف مع والدي رحمة الله عليه وكنت وقتها اريد ان انزل لارفع كل السيارات من طريقنا حتي نصل المستشفي..وتساءلت لماذا لا تكون الاسعاف والشرطة علي تردد واحد حتي يتم فتح الطريق لها بدون ازمات.. او ندرب الناس كما يحدث في الغرب بان يتوقف الصف المجاور للاسعاف او المطافئ بمجرد سماع الصفارة.. وكل سيارة امامها تدخل في هذا الصف وتقف.. المهم بعد فترة طويلة اكتشفت ان السبب في التكدس ليس كمينا للشرطة..ولكن مجموعة من العمال يجرون صيانة فأغلقوا اكثر من نصفه ولا يوجد رجل مرور واحد لينظم السير او يعطي اتجاهات بديلة كما يحدث في العالم المتحضر.
تنفست الصعداء عندما اصبح الطريق طبيعيا حتي وصلنا إلي جامعة القاهرة فعاد التكدس مرة اخري ولكن بصورة اصعب واصبحنا لا نتحرك والاسعاف مازال يصرخ خلفنا.. وبعد ان فاض بي الكيل وتأكدت ان اشارة حديقة الاورمان بها ازمة هربت إلي طريق حديقة الحيوان..نظرت لساعتي فاكتشفت ان الثلاث ساعات ضاعوا في بضعة كيلو مترات.. ووجدت طريق الهروب لا يقل سوءا عن الاخر..وزاد من الطين بلة ان اوتوبيسات الرحلات تسده حتي منتصفه والميكروباصات والنقل العام اكملت عليه.. وعند تمثال الحرية شاهدت مجموعة قليلة من رجال المرور يقفون لا حول لهم ولا قوة.. اتجهت في شارع النيل اتجاه.. وفوجئت بتكدس وزحام لان مديرية امن الجيزة تهوي غلق الطريق يوم الجمعة وبالطبع لا يوجد حتي جندي مرور واحد لتنظيم العبور من شارع السفارة السعودية المكدس علي جانبيه بالسيارات.. وفي تلك اللحظة ايقنت ان كل تخطيطي باظ فعدت لبيتي بعد رحلة العذاب لاضع قدميَّ في ماء ساخن وملح لإنقاذهما من الألم..فعلا عايز تعرف شعب بص علي مروره.