عبد الرازق قرنح
عبد الرازق قرنح


«ما بعد الحياة» .. فصل من رواية لأديب نوبل

أخبار الأدب

السبت، 09 أكتوبر 2021 - 03:39 م

ترجمة‭:‬‭ ‬إيناس‭ ‬التركى

 

كان‭ ‬خليفة‭ ‬فى‭ ‬السادسة‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬عندما‭ ‬التقى‭ ‬بالتاجر‭ ‬عمور‭ ‬بشارة‭. ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬بنك‭ ‬خاص‭ ‬صغير‭ ‬يملكه‭ ‬شقيقان‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬جوجارات‭. ‬كانت‭ ‬البنوك‭ ‬الخاصة‭ ‬التى‭ ‬يديرها‭ ‬هنود‭ ‬هى‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬لها‭ ‬تعاملات‭ ‬مع‭ ‬التجار‭ ‬المحليين،‭ ‬وتكيفت‭ ‬مع‭ ‬أساليبهم‭ ‬فى‭ ‬ممارسة‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية‭ .

‬أرادت‭ ‬البنوك‭ ‬الكبيرة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬تُدار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المستندات‭ ‬والسندات‭ ‬والضمانات،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬دومًا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬التجار‭ ‬المحليين‭ ‬الذين‭ ‬كانت‭ ‬أعمالهم‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬المعارف‭ ‬والعلاقات‭ ‬غير‭ ‬الظاهرة‭ ‬للعيان‭. ‬وظَّف‭ ‬الشقيقان‭ ‬خليفة‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يمت‭ ‬لهما‭ ‬بصلة‭ ‬قرابة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والده‭. ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬قرابة‮»‬‭ ‬مبالغًا‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬لكن‭ ‬والده‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬جوجارات‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬وفى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬يُعد‭ ‬صلة‭ ‬قرابة‭ ‬كافية‭ . ‬

كانت‭ ‬والدته‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البلد‭. ‬التقى‭ ‬بها‭ ‬والد‭ ‬خليفة‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬مزرعة‭ ‬مملوكة‭ ‬لهندى‭ ‬صاحب‭ ‬أراض‭ ‬كثيرة،‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬يومى‭ ‬سفر‭ ‬من‭ ‬البلدة‭ ‬التى‭ ‬قضى‭ ‬فيها‭ ‬معظم‭ ‬حياته‭ ‬البالغة‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬خليفة‭ ‬يبدو‭ ‬هنديًّا،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الهنود‭ ‬الذين‭ ‬اعتادوا‭ ‬رؤيتهم‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬العالم‭. ‬فقد‭ ‬ورث‭ ‬شعره‭ ‬وبشرته‭ ‬وأنفه‭ ‬من‭ ‬والدته‭ ‬الإفريقية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يحب‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬نسبه‭ ‬عندما‭ ‬يناسبه‭ ‬ذلك‭. ‬أجل،‭ ‬أجل،‭ ‬كان‭ ‬والدى‭ ‬هنديًّا‭. ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬عليّ‭ ‬هذا،‭ ‬أليس‭ ‬كذلك؟‭ ‬لقد‭ ‬تزوج‭ ‬والدتي،‭ ‬وظل‭ ‬مخلصًا‭ ‬لها‭. ‬بعض‭ ‬الرجال‭ ‬الهنود‭ ‬يعبثون‭ ‬مع‭ ‬النساء‭ ‬الإفريقيات،‭ ‬حتى‭ ‬يكونون‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للإرسال‭ ‬فى‭ ‬طلب‭ ‬زوجة‭ ‬هندية،‭ ‬وحينها‭ ‬يتخلون‭ ‬عنهن‭. ‬لكن‭ ‬والدى‭ ‬لم‭ ‬يتخل‭ ‬عن‭ ‬والدتى‭ ‬قط‭.‬

كان‭ ‬اسم‭ ‬والده‭ ‬قاسم،‭ ‬وقد‭ ‬وُلد‭ ‬فى‭ ‬قرية‭ ‬صغيرة‭ ‬فى‭ ‬ولاية‭ ‬جوجارات،‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬بها‭ ‬الأغنياء‭ ‬والفقراء،‭ ‬والهندوس‭ ‬والمسلمين،‭ ‬وحتى‭ ‬بعض‭ ‬المسيحيين‭ ‬من‭ ‬الحبشة‭. ‬كان‭ ‬قاسم‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬مسلمة‭ ‬فقيرة،‭ ‬وقد‭ ‬نشأ‭ ‬فتى‭ ‬مجتهدًا،‭ ‬يألف‭ ‬المشقة‭. ‬أُرسل‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬أحد‭ ‬المساجد‭ ‬فى‭ ‬قريته،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية‭ ‬ناطقة‭ ‬باللغة‭ ‬الجوجاراتية،‭ ‬تقع‭ ‬فى‭ ‬البلدة‭ ‬المجاورة‭ ‬لسكنه‭. ‬كان‭ ‬والده‭ ‬جابى‭ ‬ضرائب،‭ ‬يجوب‭ ‬أرجاء‭ ‬الريف‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬رب‭ ‬عمله،‭ ‬وكان‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬فكرة‭ ‬إرسال‭ ‬قاسم‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬حتى‭ ‬يستطيع‭ ‬هو‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬يصير‭ ‬جابى‭ ‬ضرائب،‭ ‬أو‭ ‬شيئًا‭ ‬آخر‭ ‬مشابهًا‭ ‬يحوز‭ ‬الاحترام‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬والده‭ ‬يعيش‭ ‬معهم،‭ ‬وكان‭ ‬يأتى‭ ‬لزيارتهم‭ ‬مرتين‭ ‬أو‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬فى‭ ‬السنة‭ ‬فحسب‭. ‬كانت‭ ‬والدة‭ ‬قاسم‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬حماتها‭ ‬الضريرة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أطفالها‭ ‬الخمسة‭. ‬كان‭ ‬هو‭ ‬أكبرهم،‭ ‬ولديه‭ ‬شقيق‭ ‬أصغر،‭ ‬وثلاث‭ ‬شقيقات‭. ‬وقد‭ ‬ماتت‭ ‬شقيقتاه‭ ‬الأصغر‭ ‬سنًّا‭ ‬عندما‭ ‬كانتا‭ ‬صغيرتين‭ ‬فى‭ ‬العمر‭. ‬أرسل‭ ‬والدهم‭ ‬لهم‭ ‬الأموال‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬عليهم‭ ‬الاعتناء‭ ‬بأنفسهم‭ ‬فى‭ ‬القرية،‭ ‬والقيام‭ ‬بأى‭ ‬عمل‭ ‬بوسعهم‭ ‬العثور‭ ‬عليه‭. ‬عندما‭ ‬بلغ‭ ‬قاسم‭ ‬سنًّا‭ ‬مناسبًا،‭ ‬شجعه‭ ‬أساتذته‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬الناطقة‭ ‬باللغة‭ ‬الجوجاراتية‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬منحة‭ ‬دراسية‭ ‬فى‭ ‬مدرسة‭ ‬ابتدائية‭ ‬ناطقة‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬فى‭ ‬بومباي،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬أخذ‭ ‬حظه‭ ‬يتغير‭. ‬رتب‭ ‬والده‭ ‬وأقاربه‭ ‬الآخرون‭ ‬قرضًا‭ ‬كى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬سكن‭ ‬ممكن‭ ‬فى‭ ‬بومباى‭ ‬أثناء‭ ‬التحاقه‭ ‬بالمدرسة‭. ‬بمرور‭ ‬الوقت،‭ ‬تحسن‭ ‬وضعه‭ ‬لأنه‭ ‬صار‭ ‬نزيلًا‭ ‬عند‭ ‬أسرة‭ ‬صديق‭ ‬من‭ ‬المدرسة،‭ ‬ساعده‭ ‬أيضًا‭ ‬فى‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬كمدرس‭ ‬للأطفال‭ ‬الصغار‭. ‬وقد‭ ‬ساعدته‭ ‬المبالغ‭ ‬الضئيلة‭ ‬التى‭ ‬كسبها‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬إعالة‭ ‬نفسه‭.‬

بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬انتهائه‭ ‬من‭ ‬المدرسة،‭ ‬جاءه‭ ‬عرض‭ ‬للإنضمام‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬إدارة‭ ‬الحسابات‭ ‬الذى‭ ‬يعمل‭ ‬لدى‭ ‬أحد‭ ‬ملاك‭ ‬الأراضى‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي‭. ‬بدا‭ ‬الأمر‭ ‬وكأنه‭ ‬نعمة،‭ ‬يفتح‭ ‬له‭ ‬باب‭ ‬الرزق،‭ ‬وربما‭ ‬بعض‭ ‬المغامرة‭. ‬أتاه‭ ‬العرض‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إمام‭ ‬قريته‭. ‬جاء‭ ‬أسلاف‭ ‬مالك‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬القرية‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬البعيد،‭ ‬ودومًا‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬يرسلون‭ ‬فى‭ ‬طلب‭ ‬محاسب‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬القرية‭ ‬عندما‭ ‬يحتاجون‭ ‬لذلك‭. ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬أن‭ ‬شخصًا‭ ‬مخلصًا‭ ‬يُعتمد‭ ‬عليه‭ ‬يعتنى‭ ‬بشؤونهم‭. ‬كل‭ ‬عام‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬الصيام،‭ ‬كان‭ ‬قاسم‭ ‬يرسل‭ ‬إلى‭ ‬إمام‭ ‬قريته‭ ‬مبلغًا‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬كان‭ ‬مالك‭ ‬الأرض‭ ‬يجنبه‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬أجره،‭ ‬ليقوم‭ ‬بتوصيله‭ ‬إلى‭ ‬أسرته‭. ‬ولم‭ ‬يعُد‭ ‬إلى‭ ‬غوجارات‭ ‬قط‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬الحكاية‭ ‬التى‭ ‬قصها‭ ‬والد‭ ‬خليفة‭ ‬عليه‭ ‬عن‭ ‬كفاحه‭ ‬إبان‭ ‬طفولته‭. ‬قص‭ ‬الأمر‭ ‬عليه‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬الآباء‭ ‬مع‭ ‬أبنائهم،‭ ‬ولأنه‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يطمح‭ ‬الصبى‭ ‬فى‭ ‬المزيد‭. ‬علمه‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬بالأبجدية‭ ‬الرومانية،‭ ‬وفهم‭ ‬أساسيات‭ ‬الحساب‭. ‬وعندما‭ ‬تقدم‭ ‬خليفة‭ ‬فى‭ ‬السن‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬حوالى‭ ‬الحادية‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬أو‭ ‬نحو‭ ‬ذلك،‭ ‬أرسل‭ ‬الصبى‭ ‬إلى‭ ‬مدرس‭ ‬خاص‭ ‬فى‭ ‬البلدة‭ ‬المجاورة،‭ ‬علمه‭ ‬الرياضيات،‭ ‬وإدارة‭ ‬الحسابات،‭ ‬وبعض‭ ‬المفردات‭ ‬الأساسية‭ ‬للغة‭ ‬الإنجليزية‭. ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬طموحات‭ ‬وممارسات‭ ‬جلبها‭ ‬والده‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬الهند،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تتحقق‭ ‬فى‭ ‬حياته‭ ‬هو‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬خليفة‭ ‬هو‭ ‬الطالب‭ ‬الوحيد‭ ‬لدى‭ ‬المدرس‭. ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أربعة‭ ‬منهم،‭ ‬جميعهم‭ ‬من‭ ‬الأولاد‭ ‬الهنود‭. ‬كانوا‭ ‬يسكنون‭ ‬لدى‭ ‬معلمهم،‭ ‬وينامون‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أسفل‭ ‬الدرج‭ ‬فى‭ ‬ردهة‭ ‬الطابق‭ ‬السفلي،‭ ‬حيث‭ ‬كانوا‭ ‬أيضًا‭ ‬يتناولون‭ ‬وجباتهم‭. ‬لم‭ ‬يُسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالصعود‭ ‬إلى‭ ‬الطابق‭ ‬العلوى‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬كانت‭ ‬حجرة‭ ‬الدراسة‭ ‬غرفة‭ ‬صغيرة‭ ‬فُرشت‭ ‬أرضها‭ ‬بالحصائر،‭ ‬وبها‭ ‬نافذة‭ ‬مرتفعة‭ ‬ذات‭ ‬قضبان،‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الخارج،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بوسعهم‭ ‬شم‭ ‬رائحة‭ ‬البالوعة‭ ‬المفتوحة‭ ‬التى‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬الجزء‭ ‬الخلفى‭ ‬من‭ ‬المنزل‭. ‬كان‭ ‬معلمهم‭ ‬يبقى‭ ‬الغرفة‭ ‬مغلقة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الدروس،‭ ‬ويعاملها‭ ‬باعتبارها‭ ‬مكانًا‭ ‬مقدسًا،‭ ‬يتعين‭ ‬عليهم‭ ‬كنسه‭ ‬وتنظيفه‭ ‬من‭ ‬الأتربة‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الدروس‭. ‬كانوا‭ ‬يتلقون‭ ‬الدروس‭ ‬أول‭ ‬شيء‭ ‬فى‭ ‬الصباح،‭ ‬ثم‭ ‬يعودون‭ ‬لاستئنافها‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬متأخر‭ ‬بعد‭ ‬الظهيرة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬الظلام‭. ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬المعلم‭ ‬دومًا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يخلد‭ ‬إلى‭ ‬النوم‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬بعد‭ ‬الظهيرة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يتناول‭ ‬الغداء،‭ ‬ولم‭ ‬يكونوا‭ ‬يتلقون‭ ‬أى‭ ‬دروس‭ ‬فى‭ ‬المساء‭ ‬لتوفير‭ ‬الشموع‭. ‬خلال‭ ‬ساعات‭ ‬فراغهم،‭ ‬كانوا‭ ‬يعثرون‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬عمل‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الشاطئ،‭ ‬أو‭ ‬كانوا‭ ‬يتجولون‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭. ‬لم‭ ‬يطرأ‭ ‬على‭ ‬ذهن‭ ‬خليفة‭ ‬قدر‭ ‬الحنين‭ ‬الذى‭ ‬سيتذكر‭ ‬به‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬لاحقة‭ ‬من‭ ‬عمره‭.     ‬

الفصل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحياة‮»‬‭ ‬

التى‭ ‬صدرت‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠٢٠‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة