السوشيال ميديا
السوشيال ميديا


خبراء: مواجهة السوشيال ميديا مع الإعلام .. معركة بقاء

أخبار النجوم

السبت، 09 أكتوبر 2021 - 04:00 م

مايسة أحمد

بسرعة الصاروخ أصبح هناك قنوات على موقع اليوتيوب تقدم محتويات متنوعة ويقدمها عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين لكن الوضع لم يتوقف عليهم، فهناك آخرون من الأفراد العاديين يقدمون فيديوهات تحقق نسب عالية من المشاهدات رغم أن مضمونها فى كثير من الأحيان غير هادف، وإنما أصبح متاح تصوير أى محتوى طالما أن اليوتيوبر سيضمن العائد المادى من كثرة التفاعل والتعليقات.

المسألة أصبح لها جوانب متعددة نحتاج فيها لمناقشة المتخصصين من أساتذة الإعلام لإلقاء الضوء على توقعاتهم للمستقبل هل ستقوم السوشيال ميديا بسحب البساط من التليفزيون والقنوات التقليدية أم أنها ستكون دافع للصراع من أجل البقاء».

يؤكد د. سامى عبد العزيز، أن السوشيال ميديا ليست بديلة للإعلام، وإنما هى وسائل تعويضية تنفسية وتفريغ طاقات نفسية أو عاطفية وأحيانا فكرية.. ويتابع: «اللجوء للسوشيال ميديا تختلف دوافعه بإختلاف الشخصيات.. فأحيانا يكون تنفيسى لشخص لديه معاناة فى حياته الشخصية أو أنه يشعر بالوحدة وآخر نجده يريد أن يكتسب شهرة لأنها وسيلة سريعة الوصول وهذا النوع من الممكن جدا أن يفقد السيطرة على المشاعر أو الألفاظ المستخدمة.. فى حين أن هناك نوع ثالث له تجربة إعلامية حصل بها نوع من التشبع سواء فى محتوى الرسالة أو الاستديو أو القالب الإعلامى.. وهناك نوع آخر يكمل مسيرته الإعلامية من خلال تجريب نفسه بشكل مختلف».

ويضيف عبد العزيز: «الفكر صعب أن يختزل فى مساحة صغيرة، وأعتقد أن أقل الناس استخداما للسوشيال ميديا هم المفكرين من العيار الثقيل، لأن ما يميزهم هو العمق والتحليل، والمتعامل مع السوشيال ميديا إيقاعهم سريعا ويميلون للعناوين والرسائل القصيرة فى كبسولات سريعة وبالتالى لا يجذبه التحليل».

أما د. ليلى عبد المجيد تقول: «إذا نظرنا لتاريخ الإتصال نجد أن فى كل فترة تتعرض الوسائل الأقدم لبعض المشكلات وعلاقتها بجمهورها وإقباله على الأحدث والمحك الحقيقي أن المسألة مرهونة بأن الوسائل الأقدم يجب أن تطور من نفسها وتبحث عن احتياجات جمهورها وتركز على ما يميزها وتسعى للتطوير بتفاصيل غير موجودة فى الوسائل الأحدث».

لكن هل تعتقدين أن السوشيال ميديا ممكن أن تتحول فى المستقبل القريب إلى إعلام بديل؟ سؤال تجيب عنه ليلى على الفور قائلة: «أشك فى ذلك خاصة فيما يتعلق بالمواد الإخبارية لأن لها معايير مهنية وأخلاقية غير موجودة عند اليوتيوبرز حتى وإن كتبوا عن أى خبر ففى أغلب الأحيان لا يكون هناك تحقق أو مصداقية أو مصادر متعددة، إنما التعبير عن الرأى فقط أو تقديم المواد الترفيهية الخفيفة هو المتاح أمامهم لكن طبعا نجد الإعلاميين مثلا يلجأون للسوشيال ميديا للتواصل مع جمهورهم أو لأن لديهم سياسات الوسائل التقليدية لا تتيح التطرق لها.. ومن جانب آخر تحقق لهم عائد مادى ومنهم مثلا شباب من خريجى كليات وأكاديميات الإعلام ولم يجدوا الفرصة لممارسة المهنة التى يحبونها ولم يتمكنوا من ذلك بسبب مشاكل اقتصادية أو لأسباب أخرى متعددة ومتنوعة».

وتتابع: «لكن بشكل عام أعتقد أن كل الوسائل ستظل مستمرة جنبا إلى جنب فى حالة أن قامت الوسائل التقليدية بتطوير نفسها وآداء العاملين بها.. مثلا منذ وقت انتشار جائحة كورونا بدأ الناس يأخذون معلوماتهم من الوسائل التقليدية لأن السوشيال ميديا كانت مليئة بالمعلومات المغلوطة وفى رأيى كانت هذه فرصة ذهبية لاستعادة ثقة الجمهور وجذبه إليها، ولكن مع الأسف الفرصة لم تستغل كما يجب».

ويرى د. حسن عماد مكاوى، أن الإعلام للأسف فى حالة ضعف وتراجع، ورغم ذلك لا يمكن أن نقول إن السوشيال ميديا بديل للصحافة أو الإذاعة والتليفزيون، ويتابع: «الإعلام التقليدى فقد جزءا كبيرا من جماهيريته وعوامل الإنجذاب إليه وطبقا لنظرية الفراغ فعندما تترك المساحة فارغة فبالتالى سيصل من يملأها بأى شكل، وهنا ظهرت السوشيال ميديا أو بمعنى أدق من يمثلها سواء مواقع مؤسسية أو فردية تتطرق لموضوعات وقضايا الإعلام العادى يهملها أو مسكوت عنها، مما يحقق لها نوع من الجاذبية والشهرة».

هل هذا دليل على قوة السوشيال ميديا؟ سؤال يجيب عنه مكاوى قائلا: «على العكس هذا ليس من قوتها وإنما من ضعف الوسائل التقليدية، فما يميز السوشيال ميديا أنها وسائل تفاعلية تتيح إبداء الرأى أو الإعجاب أو الرفض برأى مضاد، وهذا يمنح الجمهور أو المتلقى أن يكون مشاركا فعالا وأكبر دليل على انتشار السوشيال ميديا وطغيانها هو أن التليفزيون والراديو وأحيانا الصحافة بدأت النقل أو الاستعانة بالمواقع المختلفة».

وعن الحل للخروج من هذا المأزق، يقول مكاوى: «لابد أن نعيد الاعتبار للصحف القومية والتليفزيون الرسمى والإذاعة وتدريب الكوادر ليس فقط من هم أمام الشاشة من إعلاميين ولكن أيضا المعدين والمخرجين والفنيين واستخدام التكنولوجيا وتسخيرها لخدمة الوسائل الرسمية وتطويرها وطبعا كل ذلك يحتاج لدعم مادى ومعدات حديثة».

هل ترى أن الوضع فى مصر يماثل باقى الدول من حيث طغيان السوشيال ميديا؟ سؤال أخير فرض نفسه يجيب عنه مكاوى قائلا: «أبدا فهى غير قوية فى العالم بعكس عندنا فالمواطن يرغب فى أن يرى نفسه فى وسائل الإعلام، وإذا لم يجد ذلك فإنه يلجأ للأسهل وهو شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة وللأسف أغلب المحتوى الذى يلجأ له المتلقى يكون تافه أو فارغ أو سطحي نتيجة لشعور الشخص بالإحباط وحالة التوتر والضيق من أمور كثيرة تكون بالنسبة له نوع من التنفيس لأنها تفصله عن الواقع والضغوط اليومية التى يعيشها ولذلك مثلا نجد أن وقت الحروب والأزمات الفن الهابط ينتشر لأن الناس تعيش فى ضغط عصبى ونفسى».

أما د. منى الحديدى بادرت بقولها: «الإعلام الرقمى له أساليب مختلفة مثلا أن أنشىء قناة على التليفزيون التقليدى فهذا موجود فى العالم كله ويقوم به محترفون ومتخصصون حتى فى الصحافة وليس الإعلام المرئى أو المسموع فقط، لكن أن نجد شخص عادى غير مهنى يعمل فيديوهات وبعض الشركات تقحم الإعلانات به فهذه أشياء لا يمكن أن أشبهها بالإعلام المقنن الرسمى، وإذا تتبعنا التاريخ فلن نجد وسيلة مهما كانت حداثتها أن تلغى القديمة وهذا ما حدث عام 1895 عندما ظهرت السينما يليها الراديو والتليفزيون فكل الوسائل استمرت جنبا إلى جنب كل منهما بسماته ومميزاته فيجب أن نساير التكنولوجيا وتطور من آدائها».

وتستطرد منى قائلة: «هناك أشخاص علاقتهم مقتصرة على الوسائل الحديثة فقط مثل المنصات الإلكترونية وهنا السؤال .. ماذا يشاهدون؟ الإجابة هى إما مسلسل تليفزيونى أو فيلم سينمائي أو برنامج.. إذن وسيلة التعرض هى التى إختلفت فقط لكن المادة التليفزيونية أو السينمائية هى الأساس .. وأنا شخصيا لا أفضل مصطلح صراع إنما هو منافسة بين القديم والحديث فالناس ليسوا نسخة واحدة فى إهتماماتهم وتفضيلاتهم فأنا على سبيل المثال لا أستمتع بمشاهدة أى محتوى على الموبايل أو الإنترنت فشاشة التليفزيون بالنسبة لى لها سحر لا غنى عنه، وفى إنجلترا يستمر عرض بعض المسرحيات لخمسين عاما حتى إذا توفى أحد الممثلين يتم استبداله بآخر وهذا أكبر دليل على إن الوسائل التقليدية لن تندثر».

لكن من الملاحظ أن كثير من المحتوى المقدم له مضمون سطحى أو تافه ورغم ذلك يحقق نسب مشاهدة مرتفعة جدا.. فما السر؟ سؤال أجابت عنه منى قائلة: «لأنهم يقدمون محتوى غير مألوف والناس تجرى وراء كل ما هو جديد وهناك فئة طبعا من غير المثقفين تدخل في خصوصيات الحياة اليومية بشكل فج لدرجة إنها تتطرق لغرف النوم مما يثير فضول المتلقى ويحقق بذلك نسب مشاهدة رهيبة».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة