إيهاب‭ ‬فتحى
إيهاب‭ ‬فتحى


ومازال الرجال على الجبهة ..

أخبار الحوادث

السبت، 09 أكتوبر 2021 - 04:26 م

‭ ‬بقلم: إيهاب‭ ‬فتحى

‭‬يظن‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬هو‭ ‬وقت‭ ‬استلهام‭ ‬الذكريات‭ ‬العزيزة‭ ‬وأكتوبر‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬73يوم‭ ‬غالى‭ ‬عميق‭ ‬الأثر‭ ‬فى‭ ‬وجودنا‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الظن‭ ‬والاستلهام‭ ‬وجه‭ ‬من‭ ‬وجوه‭ ‬أكتوبر‭ ‬الخالد،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬أكتوبر‭ ‬يطرح‭ ‬علينا‭ ‬بمجيئه‭ ‬الدائم‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬انتباهًا‭ ‬جديدًا‭ ‬وليس‭ ‬ذكريات‭ ‬فقط‭ .‬

 

يحمل‭ ‬أكتوبر‭ ‬داخله‭ ‬قدرة‭ ‬عجيبة‭ ‬على‭ ‬التجدد‭ ‬فالحدث‭ ‬الفارق‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬والمنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬قبل‭ ‬48‭ ‬عامًا‭ ‬لا‭ ‬تنضب‭ ‬أسراره‭ ‬ويقف‭ ‬الصديق‭ ‬قبل‭ ‬العدو‭ ‬مندهشًا‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬وكيف‭ ‬أدار‭ ‬الرجال‭ ‬حربهم‭ ‬وسط‭ ‬أعاصير‭ ‬التحدى‭ ‬حتى‭ ‬حققوا‭ ‬النصر‭. ‬

لا‭ ‬ترتبط‭ ‬قدرة‭ ‬أكتوبر‭ ‬العجيبة‭ ‬فى‭ ‬التجدد‭ ‬على‭ ‬كم‭ ‬أسرار‭ ‬المعجزة‭ ‬التى‭ ‬أدهشت‭ ‬العالم‭ ‬ومازالت‭ ‬تدهشه‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬لكن‭ ‬أكتوبر‭ ‬يستمد‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬من‭ ‬الدرس‭ ‬الذى‭ ‬صنعه‭ ‬الرجال‭ ‬العابرون‭ ‬للمستحيل‭ ‬فى‭ ‬ساعات،‭ ‬بدايتها‭ ‬كانت‭ ‬عصيبة‭ ‬تتأرجح‭ ‬بين‭ ‬الشك‭ ‬واليقين‭ ‬وكانت‭ ‬بوصلة‭ ‬الإيمان‭ ‬بعدالة‭ ‬قضيتهم‭ ‬وحق‭ ‬أمتهم‭ ‬تهديهم‭ ‬إلى‭ ‬شواطئ‭ ‬هذا‭ ‬اليقين‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يتراجعوا‭ ‬عنه‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭ ‬حتى‭ ‬لحظة‭ ‬القرار‭ ‬الذى‭ ‬انتظروه‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬مرت‭ ‬عليهم‭ ‬كالقرون‭.‬‭ ‬

يعطى‭ ‬الدرس‭ ‬الذى‭ ‬صنعه‭ ‬الرجال‭ ‬بدمائهم‭ ‬وأرواحهم‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الانتباه‭ ‬الدائم‭ ‬لما‭ ‬يدور‭ ‬حولها‭ ‬و‭ ‬ماتريده‭ ‬فى‭ ‬الداخل،‭ ‬وأول‭ ‬الانتباه‭  ‬الفهم‭ .. ‬فهم‭ ‬لطبيعة‭ ‬الحدث‭ ‬الذى‭ ‬غير‭ ‬مصر‭ ‬والمنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬فعندما‭ ‬يأتى‭ ‬أكتوبراليوم‭ ‬وسط‭ ‬أحاديث‭ ‬السلام‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬تدرك‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬عن‭ ‬وعى‭ ‬عميق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدرس‭ ‬الذى‭ ‬صنعه‭ ‬الرجال‭ ‬بالدم‭ ‬والنار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرقًا‭ ‬بين‭ ‬سلام‭ ‬صاغه‭ ‬المقاتلون‭ ‬وأجبروا‭ ‬عليه‭ ‬العدو‭ ‬حتى‭ ‬استردوا‭ ‬حق‭ ‬أمتهم‭ ‬بالكامل،‭ ‬وبين‭ ‬سلام‭ ‬يبحث‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬تفسير‭ ‬ليحمل‭ ‬اسم‭ ‬السلام‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتهم‭ ‬بأسماء‭ ‬أخرى‭.‬

تدرك‭ ‬الأمة‭ ‬جيدًا‭ ‬مع‭ ‬أكتوبر‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬مع‭ ‬التجدد‭ ‬الذى‭ ‬يحرك‭ ‬به‭ ‬وعيها‭ ‬أنها‭ ‬تملك‭ ‬إرادتها‭ ‬بالكامل‭ ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬قرار‭ ‬الحرب‭ ‬وقرار‭ ‬السلام‭ ‬دون‭ ‬وصاية‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬وبقدرتها‭ ‬تجبر‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬ماتريد‭ ‬،‭ ‬وأن‭ ‬أكتوبر‭ ‬الذى‭ ‬شق‭ ‬طريق‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬الذى‭ ‬يعطى‭ ‬للأمة‭ ‬ميزة‭ ‬الحذر‭ ‬والانتباه‭ ‬من‭ ‬تلون‭ ‬الأعداء‭ ‬الذين‭ ‬ذاقوا‭ ‬مرارة‭ ‬الهزيمة‭ ‬ويخشون‭ ‬المواجهة‭ ‬المباشرة‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬مصر‭ ‬طوال‭ ‬تاريخها‭ ‬أمة‭ ‬معتدية‭ ‬أو‭ ‬سعت‭ ‬لحرب‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬دائمًا‭ ‬ضمير‭ ‬العالم‭ ‬وعلى‭ ‬ضفاف‭ ‬نيلها‭ ‬أشرق‭ ‬فجر‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ولكنها‭ ‬طبيعة‭ ‬الشر‭ ‬التى‭ ‬لن‭ ‬تتغير‭ ‬والتى‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬وحجم‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬بعين‭ ‬الطمع‭ ‬ويرى‭ ‬الشر‭ ‬فى‭ ‬تماسكها‭ ‬ووحدتها‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬مشاريعه‭ ‬الانتهازية‭ ‬والاستعمارية‭ ‬فيصدر‭ ‬لها‭ ‬الأعداء‭.‬

قد‭ ‬تختلف‭ ‬تفاصيل‭ ‬العدو‭ ‬وأساليبه‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬لكنه‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬صنيعة‭ ‬هذا‭ ‬الشر‭ ‬ومشروعه‭ ‬الاستعمارى‭ ‬وكان‭ ‬أكتوبر‭ ‬ورجاله‭ ‬متصديا‭ ‬لأحد‭ ‬أطوار‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الشرير،‭ ‬كان‭ ‬انتصار‭ ‬أكتوبر‭ ‬قلعة‭ ‬حصينة‭  ‬حمت‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬ومنحها‭ ‬الانتصار‭ ‬الدرع‭ ‬والسيف‭ ‬لتدافع‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬مقدراتها‭ ‬وتحجم‭ ‬جنون‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الشرير‭. ‬

يأس‭ ‬المشروع‭ ‬الشرير‭ ‬ومن‭ ‬ورائه‭ ‬من‭ ‬صلابة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬وتماسكها‭ ‬وكان‭ ‬درس‭ ‬أكتوبر‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬فى‭ ‬طبيعة‭ ‬المواجهة‭ ‬،‭ ‬فالدفع‭ ‬بالعدو‭ ‬المباشر‭ ‬يعنى‭ ‬هزيمة‭ ‬مخططاتهم‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬الذى‭ ‬سيدفعه‭ ‬أبناء‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬وفى‭ ‬طليعتها‭ ‬قواتها‭ ‬المسلحة،‭ ‬فلن‭ ‬يقبل‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬احتلال‭ ‬أرض‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬إرادة‭ ‬خارجية‭ ‬عليه‭ ‬فهو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬اجتياز‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬وانتزاع‭ ‬النصر‭.‬

ذاق‭ ‬المشروع‭ ‬الاستعمارى‭ ‬مرارة‭ ‬الهزيمة‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الرجال‭ ‬وأدرك‭ ‬صانعو‭ ‬الشر‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬فعل‭ ‬المواجهة‭ ‬المباشرة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬مصيره‭ ‬الفشل‭ ‬الدائم،‭ ‬استدعى‭ ‬الشرمن‭ ‬أوكار‭ ‬مؤامرته‭ ‬عدوًا‭ ‬آخر‭ ‬كان‭ ‬يجهزه‭ ‬لتلك‭ ‬اللحظة‭ ‬المهزوم‭ ‬فيها‭ ‬أنه‭ ‬نفس‭ ‬العدو‭ ‬وإن‭ ‬اختلفت‭ ‬التفاصيل‭ ‬مع‭ ‬استمرارية‭ ‬الغرض‭ ‬الشرير‭.‬

تسلل‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أبواب‭ ‬التاريخ‭ ‬متلبسًا‭ ‬مسوح‭ ‬الدين‭ ‬والدين‭ ‬منه‭ ‬براء‭ ‬مرددًا‭ ‬كذبة‭ ‬الإصلاح‭ ‬وهو‭ ‬تم‭ ‬تدريبه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الخراب‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مصادفة‭ ‬أو‭ ‬أمر‭ ‬عادى‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬المخادع‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬عقب‭ ‬هزيمة‭ ‬المشروع‭ ‬الاستعمارى‭ ‬وتحقيق‭ ‬النصر‭.‬

بدأت‭ ‬حرب‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬جديد،‭ ‬حربًا‭ ‬بين‭ ‬أمة‭ ‬بكاملها‭ ‬وعدو‭ ‬مخادع‭ ‬يدعى‭ ‬أنه‭ ‬منا‭ ‬وهو‭ ‬غريب‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬وعن‭ ‬شعبها‭ ‬لأنه‭ ‬تربى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬داخل‭ ‬أحضان‭ ‬الاستعمار‭ ‬والاحتلال‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يعرف‭ ‬سوى‭ ‬تحقيق‭ ‬أغراض‭ ‬من‭ ‬يستخدموه‭ ‬فقبلته‭ ‬التى‭ ‬يتوجه‭ ‬لها‭ ‬بدأت‭ ‬فى‭ ‬لندن‭ ‬ثم‭ ‬حولها‭ ‬الى‭ ‬واشنطن،‭ ‬ترصد‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬للمشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬المصرى‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬زرعه‭ ‬بالخديعة‭ ‬والمكر‭ ‬وهذا‭ ‬الترصد‭ ‬كانت‭ ‬مهمة‭ ‬العدو‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬تكليفه‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مستخدميه‭.‬

هذا‭ ‬العدو‭ ‬المخادع‭ ‬كان‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬التى‭ ‬أطلقها‭ ‬الاستعمار‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬عقب‭ ‬هزيمته‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬ومنح‭ ‬الاستعمار‭ ‬لهذه‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬أقذر‭ ‬سلاح‭ ‬وهو‭ ‬الإرهاب‭ ‬،‭ ‬فالإرهاب‭ ‬كان‭ ‬السلاح‭ ‬الخسيس‭ ‬والمناسب‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التى‭ ‬أعقبت‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬العظيم‭ . ‬

يمثل‭ ‬الإرهاب‭ ‬الصورة‭ ‬الكاملة‭ ‬للخيانة‭ ‬والخداع‭ ‬فهو‭ ‬بيننا‭ ‬ويتحرك‭ ‬فى‭ ‬وسطنا‭ ‬ثم‭ ‬ينفذ‭ ‬إحدى‭ ‬طعناته‭ ‬الغادرة‭ ‬ليربك‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬المصرى‭ ‬ويمنعه‭ ‬من‭ ‬جنى‭ ‬ثمار‭ ‬النصر‭ ‬والسلام‭ ‬الذى‭ ‬تحقق‭ ‬بعد‭ ‬هزيمة‭ ‬المشروع‭ ‬الاستعمارى‭ ‬،‭ ‬طوال‭ ‬أربع‭ ‬عقود‭ ‬تتآمر‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬ومن‭ ‬يحركونها‭ ‬ويضعون‭ ‬لها‭ ‬المخططات‭ ‬الشريرة‭ ‬على‭ ‬النصر‭ ‬الذى‭ ‬حققته‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭.‬

بسبب‭ ‬عوامل‭ ‬كثيرة‭ ‬وتداعيات‭ ‬جاء‭ ‬يوم‭ ‬مشئوم‭ ‬تسللت‭ ‬فيه‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬وتصور‭ ‬صانعوها‭ ‬أن‭ ‬لحظة‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬هزيمتهم‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬قد‭ ‬حانت،‭ ‬وأن‭ ‬الخيانة‭ ‬والخداع‭ ‬الإخوانى‭ ‬أصبح‭ ‬قاعدة‭ ‬والوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬أصبحت‭ ‬استثناءً‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيد‭ ‬حاضرًا‭ ‬مراقبًا‭ ‬لما‭ ‬يصنعه‭ ‬الشر‭. ‬

جاء‭ ‬أكتوبرفى‭ ‬عام‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬يحمل‭ ‬الانتباه‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة‭ ‬ويعيد‭ ‬الدرس‭ ‬ويوقظ‭ ‬الغافلين،‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تنبهت‭ ‬الأمة‭ ‬أن‭ ‬القتلة‭ ‬والخونة‭ ‬مجتمعين‭ ‬يدعون‭ ‬أنهم‭ ‬يحتفلون‭ ‬بالنصر‭ ‬والحقيقة‭  ‬كانوا‭ ‬يتوهمون‭ ‬هم‭ ‬ومن‭ ‬صنعوهم‭ ‬أنهم‭ ‬حققوا‭ ‬نصرًا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭  ..‬كان‭ ‬احتفالا‭ ‬بالخيانة‭ ‬

أيقظ‭ ‬أكتوبر‭ ‬الأمة‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬قاتل‭ ‬وخائن‭ ‬إخوانى‭ ‬جلس‭ ‬يضحك‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬ظنًا‭ ‬أن‭ ‬مخطط‭ ‬الخيانة‭ ‬اكتمل،‭ ‬كانت‭ ‬الدهشة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬كبيرة‭ ‬والصدمة‭ ‬أكبر‭ ‬فقتلة‭ ‬البطل‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬صانع‭ ‬النصر‭ ‬يجلسون‭ ‬ويتصدرون‭ ‬المشهد‭ ‬بابتسامتهم‭ ‬الصفراء‭ ‬الخائنة‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬تستعيد‭ ‬فيه‭ ‬الأمة‭ ‬سنوات‭ ‬التحدى‭ ‬والانتصار،‭ ‬وبالفعل‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيد‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬استعادت‭ ‬الأمة‭ ‬التحدى‭ ‬والانتصار‭ ‬وبدأت‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬الـ30‭  ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬أكتوبر‭ ‬بتجدده‭ ‬وما‭ ‬يعطيه‭ ‬من‭ ‬انتباه‭ ‬شرارة‭ ‬ثورة‭ ‬يونيو‭. ‬

أدارت‭ ‬الثورة‭ ‬معركتها‭ ‬مع‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬بنفس‭ ‬عقل‭ ‬أكتوبر‭ ‬الذى‭ ‬حقق‭ ‬الانتصار‭ ‬حتى‭ ‬حققت‭ ‬انتصارها‭ ‬وأطاحت‭ ‬بالفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬الانتصار‭ ‬طبيعيًا‭ ‬وحقيقيًا‭ ‬لأن‭ ‬الشعب‭ ‬الذى‭ ‬حارب‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ثار‭ ‬فى‭ ‬يونيو‭ ‬والرجال‭ ‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬سلموا‭ ‬راية‭ ‬وأمانة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬لجيل‭ ‬من‭ ‬العسكرية‭ ‬المصرية‭ ‬كان‭ ‬قدره‭ ‬أن‭ ‬يتصدى‭ ‬فى‭ ‬الـ‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬لواحدة‭ ‬من‭ ‬أشرس‭ ‬المعارك‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬الحديث‭ ‬لأنها‭ ‬معركة‭ ‬العدو‭ ‬فيها‭ ‬خائن‭ ‬ومخادع‭ ‬وغادر‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬إلا‭ ‬خسة‭ ‬الإرهاب‭ ‬كسلاح‭ . ‬

اندفع‭ ‬أبناء‭ ‬وأحفاد‭ ‬جيل‭ ‬أكتوبر‭ ‬بعنفوان‭ ‬من‭ ‬طليعة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬يدحرون‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬وإرهابها‭ ‬الخسيس‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الغدر‭ ‬الإخوانى‭ ‬أراد‭ ‬بإرهابه‭ ‬الخسيس‭ ‬إحراق‭ ‬كل‭ ‬ماهو‭ ‬قيمة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬الرئيسية‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الأرض‭ ‬التى‭ ‬ولد‭ ‬عليها‭ ‬مجد‭ ‬أكتوبر‭ ‬الأرض‭ ‬الغالية‭ ‬سيناء،‭ ‬بنفس‭ ‬القوة‭ ‬وخبرات‭ ‬وعقل‭ ‬أكتوبر‭ ‬استطاع‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬من‭ ‬طليعة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬قواته‭ ‬المسلحة‭ ‬أن‭ ‬يدحر‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬وإرهابها‭ ‬ومن‭ ‬ورائها‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الأرض‭ ‬الغالية‭. ‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬معركة‭ ‬مواجهة‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬وإرهابها‭ ‬هى‭ ‬المعركة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬طالبت‭ ‬جماهير‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬قواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬الانتصار‭ ‬فيها‭ ‬بل‭ ‬حملتها‭ ‬القيام‭ ‬بالعمل‭ ‬الأكبر‭ ‬وهو‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬الحديثة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬أى‭ ‬خطر‭ ‬قادم‭ ‬ومخطط‭ ‬شرير‭ ‬آخر‭. ‬

لبت‭ ‬القيادة‭ ‬نداء‭ ‬يونيو‭ ‬وجماهيرها‭ ‬ودارت‭ ‬ماكينات‭ ‬التحديث‭ ‬الجبارة‭ ‬لتبنى‭ ‬اساسات‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬وتنهى‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭ ‬والعشوائية‭ ‬والترهل‭ ‬عششت‭ ‬فيها‭ ‬ثعابين‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭. ‬

قبل‭ ‬أيام‭ ‬وعندما‭ ‬كان‭ ‬أكتوبر‭ ‬جديد‭ ‬يقترب‭ ‬ويحمل‭ ‬معه‭ ‬كعادته‭ ‬انتباهًا‭ ‬آخر‭ ‬ورسالة‭ ‬مجددة‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬يفتتح‭ ‬المحطة‭ ‬الأضخم‭ ‬بالعالم‭ ‬لمعالجة‭ ‬المياه‭ ‬فى‭ ‬بحر‭ ‬البقر،‭ ‬أثناء‭ ‬الافتتاح‭ ‬جاءت‭ ‬رسالة‭ ‬أكتوبرجلية‭ ‬بلا‭ ‬لبس‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬القائد‭ ‬فقال‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬هى‭ ‬من‭ ‬تؤمن‭ ‬كافة‭ ‬المشروعات‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬الحبيبة‭ ‬لأن‭ ‬الإرهاب‭ ‬لا‭ ‬يريدنا‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بعملية‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬وستظل‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تحمى‭ ‬المشروعات‭ ‬مادام‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬لذلك‭. ‬

وصل‭ ‬انتباه‭ ‬أكتوبر‭ ‬ورسالته‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬القائد‭ ‬لنتذكر‭ ‬جميعًا‭ ‬ونستعيد‭ ‬التحدى‭ ‬وروح‭ ‬الانتصار‭ ‬وندرك‭ ‬أن‭ ‬الدرع‭ ‬والسيف‭ ‬اللذين‭ ‬صنعهما‭ ‬انتصار‭ ‬أكتوبر‭ ‬سيظلان‭ ‬دائما‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لأنهم‭ ‬مازالوا‭ ‬واقفين‭ ‬بعزة‭ ‬على‭ ‬الجبهة‭ ‬يحمون‭ ‬ويبنون‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ .‬

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة