جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

أم المعارك.. قضية أمن قومى

جمال حسين

السبت، 09 أكتوبر 2021 - 07:02 م

لم يترك الرئيس عبدالفتاح السيسى فرصة ولا إطلالة على الشعب المصرى إلا وأكد مرارا وتكرارا على أن معركة مصر الحقيقية الآن هى معركة الوعى بعد أن نجحنا فى معركتنا ضد الإرهاب والتى دفعنا خلالها الثمن غاليا من دماء خيرة أبنائنا من أبطال الجيش والشرطة.. نعم القضية خطيرة لأن معركة الوعى تعد من أهم وأخطر المعارك لأن غزو الدول واجتياحها لم يعد يحتاج إلى مواجهات عسكرية فحروب الجيلين الرابع والخامس، لا تعرف الطائرات والأسلحة الثقيلة وإنما تتخذ من الفضاء الالكترونى ومنصات التواصل الاجتماعى قواعد للهجوم على العقل بهدف تسطيح الفكر وتغييب الوعى الجمعى وتحويل طاقات الشعوب من البناء إلى الهدم ليتم تدميرالدول بأيدى أبنائها فى حرب بالوكالة عن أهل الشر.
معركة الوعى تحتاج تضافر جهود الجميع لأن بناء الوعى الرشيد، يتطلب تضافر كافة المؤسسات للإسهام فى بناء الشخصية القوية السوية القادرة على مواجهة التحديات والتمييز بين الحق والباطل، وبين الوعى السديد والوعى الزائف، وبين الحقائق والشائعات والتحصين ضد خطر الوقوع فى شرك مخططات الداخل والخارج.
وحسنا فعلت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى التى سارعت بإطلاق حملة «بالوعى مصر بتتغير للأفضل» حيث ترك قادة الحملة المكاتب وذهبوا إلى أهلنا البسطاء فى القرى والنجوع واختارت الحملة المحافظات الأكثر فقرا بنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج التى تستهدفها مؤسسة «حياة كريمة» للانطلاق بهدف تشكيل الوعى الجمعى المستنير وإذكاء القيم والسلوكيات المجتمعية الصحيحة.
الوزيرة النشطة أكدت خلال جلسة حوارية مع رؤساء التحرير وكبار الكتاب والإعلاميين والفنانين أن بقاءَ الدول وتقدمها مرهونٌ بوعى شعوبها مشيرة إلى أن القائمين على الحملة خبراء ومتخصصون سوف يتعايشون مع أهالى القرى وخاصة المرأة الريفية لزيادة الوعى وتغيير بعض المفاهيم المغلوطة خاصة فى القضايا الاجتماعية الخطيرة مثل زيادة الإنجاب وختان البنات وزواج القاصرات وقالت إن المرحلة الأولى تستهدف وصول رسائل التوعية لأكثر من 15 ألف سيدة من السيدات فى سن الإنجاب كما أكدت أن الرائدات المجتمعيات سيكون لهن دور كبير فى التوعية.
وفى مداخلتى خلال اللقاء أعربت عن سعادتى ببدء الحملة فى محافظات الصعيد الأكثر فقرا وقلت : إن مصر فى عهد الرئيس السيسى ترفع شعار اللاءات الخمسة للفقر والمرض والجهل والظلم والفوضى وجميعها ترتبط ببعضها البعض وهذا ما عانينا منه كثيرا فى الصعيد عندما انسحبت الدولة وتركت أهل الجنوب فريسة لتجار الدين وهو الأمر الذى استخدمته الجماعات الإرهابية فى تسعينيات القرن الماضى فى غسل عقول الشباب بالأفكار المتطرفة وتجنيدهم فى التنظيمات الإرهابية التى عانينا من جرائمها عقودا حتى تم القضاء على الإرهاب وأصبح الصعيد فى عهد الرئيس السيسى فى بؤرة اهتمام الدولة وهو أمر لا ينكره إلا كل حاقد أو جاحد أو إخواني.
وقلت : إن معركة الوعى تحتاج جهودا جبارة أتمنى أن أراها على أرض الواقع من وزارات التعليم والتعليم العالى والصحة والأوقاف والثقافة والشباب والأزهر والكنيسة والمجلس القومى للمرأة والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام باعتبار قضية الوعى قضية أمن قومى تمس المواطن والدولة لأن تزييف الوعى يخلق حالة من عدم الانتماء والفكر المتطرف ويدمر الأوطان فانتبهوا يا سادة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة