عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

كيروش معالج نفسي

عثمان سالم

السبت، 09 أكتوبر 2021 - 07:29 م

بالفوز على ليبيا، كسر منتخب مصر لكرة القدم الحاجز النفسى ما بين سوء نتائج وأداء باهت وتغيير جهاز فنى.. الفوز رفع رصيد الفريق إلى ٧ نقاط، بفارق نقطة واحدة عن ليبيا، صاحب المركز الثانى.. المدير الفنى البرتغالى كارلوس كيروش كان شجاعًا وهو يدفع بالشاب عمر مرموش فى مركز الجناح الأيسر، رغم وجود رمضان صبحى الجاهز من كل الوجوه.. كان واضحًا أن كيروش متابعٌ جيد ليس لمرموش فقط بل لكل اللاعبين المحترفين فى الخارج، فكانت المغامرة محسوبة لاختيار شاب يحتل المركز السابع بين أفضل لاعبى الدورى الألمانى.. ولهذا كانت التساؤلات حول عدم استعانة شوقى غريب به فى التصفيات الأوليمبية، وكذلك النهائيات، ولم يستدعه حسام البدرى فى أى من التصفيات الأفريقية وكأس العالم، اللاعب أظهر قدرات مبكرة رغم عدم انسجامه مع زملائه لكونها المرة الأولى التى يلعب فيها معهم، وقد كان الهدف الذى أحرزه من إبداعاته بنسبة ٧٠٪، بعد أن تسلم تمريرة السولية الساحرة، ليسدد بجرأة يحسد عليها.

كيروش أظهر كل إمكاناته التدريبية وهو يدفع بمجموعة من البدلاء فى آخر دقيقتين، بينهم أحمد فتحى الذى استدعاه بعد بداية المعسكر، ليقول للجميع إن لكل لاعب موجود دوراً ومهمة خاصة فى مباراة ثانية مهمة مع الإخوة الأشقاء فى بنى غازى غدًا.. أى بعد ٧٢ ساعة يحتاج فيها المنتخب للفوز أو التعادل على الأقل؛ ليواصل تصدره للمجموعة.. كيروش رفض الحديث عن أى لاعب بعينه، وإن لم يخفِ ارتياحه لبعض العناصر القادرة على تنفيذ أفكاره بحرفية، بينهم أكرم توفيق الظهير الأيمن الذى كان استدعاء فتحى يعنى جلوسه على دكة البدلاء.. المدرب الأجنبى يلعب على العامل النفسى ليس للاعبين فقط وإنما على مشاعر الجماهير أيضًا، فقد أظهر شعورًا طيبًا ورغبة صادقة فى تحقيق أحلامهم فى التأهل لمونديال قطر ٢٠٢٢.. فبدا وكأنه واحدٌ منا وقرَّب المسافة النفسية معنا بشدة.. كان موفقًا وهو يتحدث عن اللقاء الثانى فى المؤتمرالصحفى، بأن المهمة بدأت بعد صفارة الحكم، حيث خضع اللاعبون للاستشفاء أمس قبل السفر إلى ليبيا بساعات قلائل.. ليس لدينا أدنى شك فى قدرته واللاعبين على تجاوز المحطة الثانية رغم صعوبتها ما بين رغبة مستمرة للأشقاء فى انتزاع تذكرة التأهل للدور الأخير للمجموعة السادسة واللعب على نجيل صناعى وأمام فريق محترم يقوده الإسبانى المخضرم خافيير كليمنتى.

لكن فوز المصريين بالجولة الأولى أعاد الأوضاع إلى نصابها بحق الفراعنة فى التأهل عن المجموعة، وإذا كان الأشقاء قد جمعوا ست نقاط فى أول جولتين أمام الجابون وأنجولا، فإن خسارتنا نقطتين فى ليبرفيل كانت حالة طارئة تاه فيها المنتخب قبل أن يعرف طريقه على وجه السرعة مع تغيير الجهاز، وبالفوز والأداء أيضًا سكتت الأصوات التى هاجمت كيروش؛ لخروج محمد شريف وقفشة من حساباته رغم إمكانية استدعائهما فى أى لحظة قادمة ليس من بينها رحلة بنى غازى.. استطاع كيروش قراءة ملف الكرة المصرية بسرعة فائقة يحسد عليها، رغم عدم متابعته لها بكل تأكيد، وأحزنه الأداء المتواضع للأهلى صاحب النصيب الوافر فى عدد الدوليين فى لقاء الطلائع فى السوبر المحلى، ولهذا فضَّل الاعتماد كثيرًا على المحترفين فى الخارج.


نقطة أخيرة حول علامة الاستفهام على أداء محمد صلاح، الذى لم يبدع ولم يسجل بعد أيام قلائل من هدفه الأسطورى فى مرمى مانشستر سيتى فى الدورى الإنجليزى.. وكنا ننتظر منه الكثير، لكن القادم أفضل، خاصة أن المدرب الليبى كلف ثلاثة لاعبين بمراقبته كظله، ونتمنى أن نراه الأفضل فى بنى غازى غدًا.. إن شاء الله.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة